آخر الموثقات

  • يضمنا الغرام  
  • يا صحوة الإسلام
  • روايات لا تقرأها رورو
  • منافذ الخير
  • منطق الاقوياء
  • كم تغيرنا المحن!
  • ليس الجمال دائما
  • الإمتنان والشكر
  • العطاء .. قلم يُمسك
  • إلى فريق تاميكوم الرائع : بمناسبة التوثيق المئة
  • مسرحية هزلية ..
  • حين انقلبت الساعة الرملية
  • ذاكرة الروح
  • ما كنتُ أبدًا تلك التي تقصد.
  • لا أحد يرى قلبي حين يبكي
  • ما لا يُرى فينا
  • عندما تلتقي يدانا
  • مع نهاية هذا العام
  • وهم الغلاوة
  • جماعة الرواد الأدبية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة آمال صالح
  5. أعرف امرأة
  • موضوع: عالي الجودة

 أعرف امرأة كانت طفلتها تخجل من جسدها، وتُحاكم على كل مشاعرها، وتُربَّت على أن الحنان عيب، والصوت العالي حرام، والدموع ضعف.

كبرت وهي تخشى النظر في المرآة طويلًا، تُخفي أنوثتها تحت ملابس فضفاضة، وتختصر خطواتها كي لا تثير ضجة في الوجود.

لكنها أحبّت، ووهبت جسدها وروحها لرجلٍ ظنّت أنه سيحفظها.

 

أعرف امرأة فتحت قلبها كما تفتح النافذة لنسمة الصيف، فلم يدخل سوى الغبار.

مرّت بتجربة خذلان لم تكسرها، لكنها بدّلت ملامحها. أصبحت لا تفتش هاتفه، ولا تراقب عينيه، ولا تنتظر مساءً دافئًا منه.

فقط تتنفس، تمضي، تضحك أحيانًا، لكنها حين تختلي بنفسها، تشعر أنها أصبحت غريبة حتى عن تلك الطفلة التي كانت تخاف من الظلمة وتنتظر حضن أمها.

 

هي امرأة تدرك اليوم أن الحكاية لم تكن عنها، بل عنهم… عن الذين لم يعرفوا كيف يُحبّون روحًا ثقيلة، وجسدًا مرّ بجروح خفيّة، وقلبًا لا ينجو إلا حين يختبئ.

هي لم تتغير، فقط نزعت جلد الانتظار، ارتدت صمتها كدرع، وصارت تمشي على أرضٍ من خذلان دون أن تشتكي.

 

بدأت تسترد نفسها من بين أطلال الألم، خطوة بخطوة، بصمت لا يشبه صخب الألم الذي عايشته.

بدأت تسمع لنفسها بعد طول غياب، تعلمت أن تسأل: "ماذا أحتاج حقًا؟" وليس "ماذا يريدون مني؟"

بدأت تُعيد ترتيب جسدها وروحها، كمن يزرع وردة وسط الخراب، ببطء، بصبر، دون أن تعجل.

لم تكن رحلة سهلة، لكنها كانت بداية استعادة حياة كانت على وشك الاختفاء.

 

أعرف امرأة كانت ترى في الحب أمانًا، وفي الشريك وطنًا. كانت تحارب لأجل الحكاية، تُصلح الثقوب وتغطي الشقوق.

لكن مع مرور الوقت، أدركت شيئًا لم تكن تراه من قبل: أن الحرب لم تكن تستحق القتال وحدها، وأن الوطن الذي يبنيه شخص واحد ربما لا يكون وِجْهَتها.

 

أعرف امرأة كانت تصحو كل يوم وفي قلبها صلاة أن يفهمها أحد، أن يراها كما هي، دون أن تضطر لشرح روحها ولا تبرير ضعفها.

كانت تحب بصمت، وتسامح بصمت، وتنكسر بصمت، وتكمل الطريق وحدها وهي تدّعي أنها بخير.

حاولت كثيرًا أن تخلق دفئًا في بيت بارد، أن تزرع وردًا في صقيع العلاقة، لكنها اكتشفت بعد سنوات أن البعض لا يشم الورد، بل يقطفه ويرحل.

 

توقفت عن السؤال، لا لأنها لا تملك الأسئلة، بل لأنها تعبت من الأجوبة القاسية، من النظرات الفارغة، من صوته حين يجاوب جسدها ويغفل عقلها وقلبها.

هي امرأة ما عادت تخشى الهجر، ولا ترتبك من الوحدة. فقدت شهيتها للمعاتبة، ولم تعد تنتظر من أحد أن يعود، أو يفهم، أو يبرر.

 

تعلّمت أن الحكايات التي تسكنها لا تناسب الجميع، وأن خفّتها الظاهرة تُخفي جبالًا من الألم والمعرفة، وأن من لا يملك مفاتيح أبوابها، لا يستحق أن يمر منها.

 

في عينيها ظل حكاية قديمة، في قلبها خزانة أسرار مغلقة، وفي خطواتها طريق لا يُرى كله.

هي امرأة تشبه الليل في وقاره، والبحر في غموضه، والنار في احتراقها الصامت.

 

كانت خطوة صغيرة حين قررت ألا تبحث عن الحب في عيون غير عيونها، ولا تنتظر صدقًا من قلب لا تعرفه.

وكانت خطوة أكبر حين تركت أسئلة الماضي تُروى فقط كقصص تُخبرها لنفسها دون ألم، فقط درس.

وها هي اليوم، امرأة لم تعد تُسأل، بل تسأل، لم تعد تخاف من الخذلان، بل تتعامل معه كريح عابرة في حياة طويلة.

 

خرجت من الحكاية وهي تعرف أنها لن تختار نفس النوع من الحكايات بعد الآن.

في كبريائها... لم تخرج منتصرة، لكنها خرجت واعية. وذاك، أعظم انتصار.

 

كانت تعلم أن بداخلها امرأة لا يشبهها أحد.

ليست بحاجة لتُرى بعين رجلٍ لا يرى، أو تُمسك بيد من لا يمدها.

لم تعُد تريد من الحياة إلا مقعدًا هادئًا على طرفها، وكوب قهوة يُشبِهها، وصوتًا داخليًا لا يخونها.

 

لم تعُد تُفتش عن قلوبٍ تُشبهها، بل عن قلبٍ داخلها يُصدقها.

وفي كل مرة نظرت لنفسها في المرآة، لم تعد تبحث عن ملامح امرأة أُحبطت…

بل عن ملامح نجَت.

 

هي تعرف الآن...

أنها تستحق.

كل ما تخلّت عنه مضطرة، وكل ما صبرت عليه وحدها، وكل ما حاولت أن تكونه في زمن لم يكن لها.

هي لم تعُد تنتظر أحدًا.

هي عادت تنتظر نفسها.

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم565
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328053
2الكاتبمدونة نهلة حمودة183879
3الكاتبمدونة ياسر سلمي175716
4الكاتبمدونة زينب حمدي168248
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126271
6الكاتبمدونة مني امين115683
7الكاتبمدونة سمير حماد 105165
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96167
9الكاتبمدونة مني العقدة93400
10الكاتبمدونة مها العطار86638

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

2766 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع