الرؤساء !!
في بدايات العقد الثاني من القرن الثالث الميلادي (٢٠١٢ تقريبا )....و بعد أن كتبت قصة الشهيد البطل احمد التهامي و موعده مع الرسول الكريم في الجنة ..... علمت أن البطل الثاني في القصه و زميله في هذه الطلعه ، هو نفسه ذاك اللواء طيار علي الفيس بوك ، فشعرت أنه من الواجب أن أرسل له القصة كنوع من الوفاء و التحية و الشكر علي ما قدموه .... لم اكن افكر فيما سيكون رده ....سيجيب ، لن يجيب ، سيشكرني بكلمات عابرة ،،،لم يكن ذلك ما يشغلني بقدر ما يهمني أن تصل له القصة فقط لا غير لانه أحد أبطالها ....و جاء رده لي مفاجئا جدا !!!
بعد عدة أيام .....وجدت رسالة من ذاك البطل رسالة عاجله كالامر العسكري مجملها...ا. احمد لازم تكلمني بشكل عاجل جدا ده رقم موبايلي و ده رقم البيت !!
صراحة فوجئت ، لم اتوقع ذلك مطلقا
اتصلت به ....
- مساء الخير يا فندم ،،، د. احمد مختار ابودهب مع حضرتك
رد بصوت ودود يبدو ذوق صاحبه قائلا : مساء النور ،،، معلش مين معايا تاني !؟
- انا يا فندم ، احمد مختار ، كاتب قصة موعد شهيد !!
و فجأة كان الرد الاكثر مفاجأة لي ..... تحول صوته الي مزيج غريب من الفرحه و الدهشه و صاح قائلا : ياااااه يا استاذ احمد .....يااااااه ،انت مش متخيل انت عملت فيه ايه .....انت طلعت اللي جوايا و بقى لي اربعين سنه مش عارف أطلعه !!!
ازدادت دهشتي .....و شكري لله الذي وفقني أن أكتب قصة شهيد لم اراها ، فيكون هذا تعليق أحد الابطال اللذين عاشوها ....دار الحوار الاول بيننا مفعما بالود .... لم يكن مجرد حوار ، كان أن جاز الوصف مع حفظ المقامات بداية صداقة ، بين بطل و نسر عظيم ، و شاب عاشق لتاريخ و بطولات الشهداء و الابطال في سن أولاده !!!
توالت الاتصالات ....ثم المقابلات ..... كان أولها في ٢٠١٤ في زيارة لتبة الشجرة ، مع قائد اقتحامها و بطلها اللواء طلبة رضوان ..... جلست انا و زوجتي و ابني الصغير مع باقي الشباب المشاركين في الرحلة علي الرصيف المرتفع المجاور لمعرض الأسلحة الأسيرة بالموقع ، حيث نستمع الي ما يرويه البطل اللواء طلبه في شغف ،،، فأذا بي انظر بين الجالسين لأجد طيار الرؤساء يجلس بين الشباب في تواضع غير مسبوق و بساطة لا توصف ..... دقائق لأجد من يربت، علي كتفي ، نظرت للخلف، فإذا به سيادة اللواء ابوبكر شخصيا ....انتفضت، واقفا فإذا به يعطيني زجاجات عصير مبتسما و قائلا : دي لك و للاولاد يا احمد الدنيا حر !!
شكرته ممتنا و متعجبا من هذا الرجل الذي لم تضيف الي طيبته و بشاشته و تواضعه ايا مما راي او فعل من بطولات و مغامرات أو معرفة رؤساء حكموا اكبر دول هذا العالم !!!!
كنت أشعر أنه مثل أحد اعمامي.... و هو تعرف عليهم و كان دائم الاتصال بي و بهم في اي مناسبة ، سواءا عزاء أو تهنئة ....و في زفاف اختي عام ٢٠١٥ سرني جدا ذلك التلغراف الرقيق لتهنئة العروسين .... كان فعلا صاحب واجب ، ... كنت بشكل غير مباشر أو رسمي اتشرف بانه يعتبرني المستشار الاعلامي له .... فكنت اسجل له الحلقات و اللقاءات التلفزيونية التي تجري معه و ارفع بعضها علي قناتي علي يوتيوب .... كان يسعدني كثيرا عندما وجدته يتصل بي أكثر من مرة أثناء لقاؤه مع المذيع توني خليفة ، ليسأل عن معلومه ما لم يتذكرها أثناء اللقاء .... و كنت استعين بالنت سريعا لاجابته، فيما يغيب عن ذهني ..... كنت أشعر و كأنني موجها ارضي للبطل في معركه لا مجرد متلقي استفسار بسيط من رجل عظيم !!
في خضم الحياة ، و مشاغل السفر أو الدراسات العليا .... كان يفاجئني من الحين للآخر باتصال ودود حنون للاطمئنان علي ....و يشعرني كم نحن مقصرون تجاه أولائك الابطال .... كنت أشعر بالفخر الشديد نحن نلتقط معا الصور التذكارية في المقابلات المختلفه ....خاصة عندما كان يمسك بيدي في ود و بشاشة كأنه صديق حميم ....و ليس بطل و نسر كبير يمسك بيد شاب أقصى ما يتمناه أن يؤدي له التحية العسكرية !!!!