(الرسول ﷺ...في ميادين القتال)
كنت جاهلا حقا ....عندما كانت فكرتي عن الرسولﷺ بعيده عن كونه مقاتلا ، و قائد حرب بكل ما تعنيه الكلمة ، كنت اتخيله ذلك الرجل صاحب التوجيه المعنوي و التشريعي فقط ، لكن لم يدر بمخيلتي مكان هذا الرسول الكريم و صفاته ...في ميادين القتال !!
و لكن حقيقة الامر كانت عكس ما تخيلت تماما ، و لقد كانت فكرة هذه المقال كاعتذارا لرسول الله ﷺ عن فكرة قد تخطر في بال الكثيرين من حيث كونه المقاتل و قائد الميدان الخبير بشؤن الحرب في زمانه ، لذا كانت هذه السطور القليلة التي سنتحري فيها الدقة و نعرض فيها المعلومات بطريقة اقرب الي الدراسات العسكرية للمعارك....خاصة و نحن نتحدث عن تاريخ عظيم لمقاتل عظيم و نبي كريم ﷺ
و يطلق مصطلح غزوة علي .، و سرية
وعدد ماخاضه ﷺ
الميدان.....قبل الاسلام
«حرب الفجار» بكسر الفاء و فتح الجيم ، تاريخيا هي اول المعارك التي حدثت في زمن النبيﷺ قبل ان يبعث رسولا ، و ان كان الرسولﷺ قد شارك فيها كما يذكر بعض المؤرخين و رواة الحديث فيقولون انه قد اشترك في الدور الدفاعي عن مكة رماية بالقوس ، و البعض يقول انه لم يشترك فيها ، الا انه ما لا خلاف فيه ان هذه الحرب _ التي تعد من اشهر حروب الجزيرة العربية قبل الاسلام _ قد حدثت في زمانه ، و عاصر احداثها و عرف من تفاصيلها و خططها ما يعلم الشاب جانبا من فنون الحرب و ميادين القتال
* غزوة بدر الكبري....
اولي المعارك قتالا التي حضرها الرسولﷺ بعد بعثته،
و كانت معلومات المعركة الرئيسة كما يلي
جيش المسلمين : 314 مقاتل ، بينهم فقط 3 فرسان
جيش المشركين: 1000 مقاتل ، منهم ....فارس
المكان : ابار بدر ...المدينة
التوقيت : 15 رمضان 2 ه
دافع الحرب : مصادرة قافلة لقريش قادمة من الشام ، لتعويض ما اغتصبته قريش من ديار و اموال المسلمين بمكة .
الاحداث :ندب الرسولﷺ المسلمين للخروج للتصدي لقافلة قريش العائدة من الشام ، فخرج معه هذا العدد الغير كثير و الذي لا يلزم اكثر منه للتصدي لقافلة تجارية تحميها قوة صغيرة ، غير ان قائد قافلة قريش"ابو سفيان ابن حرب" من خلال عيونه قد رصد الخبر ، فبعث لقريش يسالها ان تنجده ، و غير مسار قافلته متخذا طريقا غير متوقعا و بعيدا عن طريق القوافل حيث ينتظر ان يقابل فيه المسلمين.
جهزت قريش جيشها و خرج فيه قادة و صناديد قريش ، و بعد ان اكتمل تجهيزه و بدأ في التحرك جاءه مبعوث من ابوسفيان يطمأنهم ان القافلة قد نجت و تخطت مكان كمين المسلمين لها ، فانقسم رايهم ما بين مؤيد و معارض للخروج لملاقاة المسلمين ، فقد انتهي سبب خروجهم بنجاة القافلة ، غير ان الراي الذي غلب هو ان يخرجوا ، بدافع اثبات القوة و المباهاه بين العرب ، و لمنع المسلمين من التفكير في التعرض لقافلة اخري ، فالمدينة بجوار طريق قوافلهم الي الشام و قد يكرر المسلمون هذه. الفكرة مرة اخري .
خرج الجيش فعلا ، بينما كان الحوار يدور بين المسلمين ، فبعضهم شعر ببعض الخوف من فكرة مواجهة جيش قريش بهذا العدد القليل و قال انه خرج طلبا للقافلة لا الحرب ، و الجزء الاخر ثبت ثبات الرواسي خلف قائده و رسوله ، فيقول له الصحابي الجليل " " : لن نقول لك مثل ما قال بنو اسرائيل لموسي اذهب انت و ربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ، بل نقول لك انا معكما مقاتلون !!
*ّالوحي .....ام التخطيط !!!؟
وآن اوان اختيار مكان المعركة ، و دوما من كفاءة القائد و عوامل نصره ان يكون السابق في اختيار ميدان المعركة ، فجعل رسول الله ﷺ ابار بدر في وسط ميدان المعركة بينه و بين المشركين و لم يفكر في العطش كسلاح ،،، ربما هو شان الانبياء طبعا من الرحمة المطلقة !
و جاءه الصحابي ( ) و ساله :
يا رسول الله،اهذا منزل انزلك الله به ، ام هو الحرب و الرأي و المكيده؟
فكانت اجابة الرسول انه ليس وحيا بل التخطيط، و هنا تتجلي ديمقراطية هذا القائد الرسول ، اذ يقبل تعديل الخطة براي احد جنوده ، فجعلوا ابار بدر خلفهم و ردموا ما هو اقرب للمشركين من بعض الابار ، فاصبح لجيش المسلمين امداد خلفي مستديم من الماء ، و انقطع بذلك خط امداد قريش بالماء.
اخذ الرسولﷺ يناجي ربه و يدعوه بايمان و تضرع عميق ،فهو لا يخشي علي نفسه بل يخشي ان تنقطع الدعوة و تضيع الرسالة في حال انكسار هذه المجموعة الفدائية التي تواجه اول معارك الاسلام الكبري.
و يشفق عليه صديقه الصديق ابي بكر رضي الله عنه ، فيقول له هون عليك فان الله منجز لك ما وعدك !
و تبدأ المعركة بمقتل المبارزين الثلاثة من قريش عتبة و شيبة ابني ربيعة و الوليد بن عتبة امام المقاتلين البواسل حمزة بن عبدالمطلب و علي بن ابي طالب و ......لقد اخرج الرسول في اول مبارزة مهيبة في اولي معاركه قتالا وخامسهاترتيبا ،عمه و ابني عمه بعدما تطوع قبلهم للمبارزه ثلاثة من الانصار ، فطلبت قريش منه ان يخرج لهم اكفاءهم ، فكانوا خير اكفاء !!