هو كله نكد يعنى !!!!؟ .....نعم , من حقك ايها القارىء العزيز اذا كنت قد قرأت الثلاث حلقات السابقة ان تتسأل , هو كله نكد يعنى !!!؟ و لكن بالطبع الامر ليس كذلك , حتى فى قلب الخطر او المعاناة تكون الابتسامة و الدعابة ....و لقد كانت كثيرة بيننا فى ايام عمل الاستقبال و الطوارىء , كنا اطباء شبان فى منتصف العشرينات , لم يكن قد هاجم اغلبنا امراض العصر مثل ضغط الدم , و السكري (و ان كنت قد بدأت الضغط مبكرا عنهم , و كان لي ذكريات كطبيب و مريض فى عناية القلب فى الوقت ذاته ...و لذلك وقته من السرد ) كانت الدعابات وليدة اللحظة و الموقف لا يشوبها اصطناع او تكليف ...... فتارة تكون صائما و يشتد عليك الجوع و العطش فى نهار رمضان في هذا الوقت الحار من العام ان ذاك ...و قبل ان تضع فى فمك لقمة او شربة مع اذان المغرب و مدفع الافطار , والا و تجد مدفع الاستدعاء لوصول حادثة او اكثر لاستقبال المستشفى , فينزل طبعا اطباء التعامل مع الحالات سريعا سواءا الجراحة العامة او جراحة التجميل و معهم طبعا طبيب الاشعه المحظوظ .....و بعد انتهاء اعمالنا نعود الى الاستراحة لنجد ان فريق الوحوش من التخصصات الاخري , قد اتى على الطعام على بكرة ابيه ...و بالطبع فان المطاعم و السوبر ماركت مغلقة وقت الافطار ,,,,و عليك ان تنتظر الى بعد صلاة التراويح حين يفتح احدها لترسل من يحضر لك اي شىء مما تسد به جوعك ....كان البعض ينفعل تارة او نضحك تارة الى ان اعتدنا هذا الامر !!!! كانت مواقف الطعام متعددة و مضحكة ..... اذ انه فى العادة ليس له مواعيد ثابته نظرا لطبيعة العمل الغير منتظمة او مرتبطة بمواعيد , و خاصة العشاء ....اذ اننا لا نرسل فى طلب العشاء الا حين تهدأ امور الاستقبال , و هذا طبعا من اللحظات الخاطفة .....و حين يخرج من يشتري لنا العشاء , فهو و حظه ان وجد المطاعم ساهرة تنظر زوار الليل ....اما ان يحضر لنا ما يجده , و ربما كان ما يجده غاية فى الكوميديا و العفوية اذا يشتري لنا المكلف بذلك بكل ما دفعناه (سلطة خضراء , و حلاوة طحينية !!! ) ...... و هو ده اللى جابه , مش عاجبك لا تأكل
!!!! كانت ضحكات الدهشة و المرح تزداد حين يسألنى صديقى (د. مينا) فى عفوية وسط الموجودين , هو السحور امتى !!!؟ حيث كان فى رمضان يرفض ان يتناول الغداء و العشاء الا معنا فى مواعيد الافطار و السحور !! و فى نبطشية العيد ....كان مينا يتولى نبطشية قسم الجراحة بحكم كونه مسيحى فيعطي الفرصه لباقى زملائنا من دفعتنا ان يعيدوا فى بيوتهم مع ذويهم , بينما انا لانى الاصغر فة الاقدمية فبالطبع كنت اتولى نبطشية العيد فى قسم الاشعه , وحتى حينما اصبحت اقدم , كانت هناك فى الغالب ظروف تجعلنى (البس ) نبطشية العيد , الى ان اعتدت ذلك .......فكنت انا و صديقى د. مينا نحتفل بعيد الفطر معا بالمأكولات المصرية الشهيرة فى العيد مثل الرنجة .....و عندما يرانا احد الزملاء معا يضحك , فاقول له , اصل مينا المسيحى فى قسم الجراحة , و انا بيعتبرونى زيـــه فى قسم الاشعه !! كان للحيوانات الاليفة طبعا ذكريات معنا ...... ما بين ان اجد فأرا ضخما على كتفي اثناء نومي بغرفة الطبيب المقيم بالقسم , او اجد قطة سوداء تجثم على صدري فى استراحة الاطباء , أو ان تسقط فجأ قطة بدينة على صدر احد الزملاء محطمة مربعا من السقف المعلق بوزنها, فتسقط على صدره اثناء نومه ....كانت المواقف مفزعة لحظيا ربما لكن تنهمر بعدها الضحكات من الجميع !!!! و كانت الابتكارات الباسمة تغلب هذه الحقبة . فما بين ان تحتار قبيل الفجر كيف تحضر العشاء و قد فرغت انبوبة البوتاجاز , فاضطر لسلق البيض عن طريق فتح الماء الساخن عليه من السخان الكهربي لمدة دقائق , و قد نجحت الفكرة !!! او ان اضطر الى ان اجبر صديقى "د. محمود" ان يهتم بالحفاظ على كاميرته الرقمية التى يصور بها عملياته الجراحية و التى اجدها ملقاه فى اى مكان فى غرفتنا , فاخفيها له فى جيب بدلته فى دولابه , مكان لن يفكر ابدا فى البحث عنها فيه , ثم اخبره عن مكانها ...و قد صدق حدثي و ضاعت الكاميرا بعدها بفترة !!! كانت الذكريات كما ترون ....متعددة متداخله , يغلب عليها طابع المرح و الدعابة رغم مشقة العمل و الام كل منا فيما يواجهه فيه ......يعنى فعلا , لم يكن كله نكد يعنى !!!!! ![]()









































