عاشت في ذاكرتي مدة من السنين معلومة مغلوطة وللاسف قرأتها في بعض الكتب .....وربما لبعض المفسرين .....وتقول ان النبي موسي عليه السلام تزوج من ابنة نبي مدين شعيب عليه السلام !!
.......ولما عاد لي عقلي بعد قراءتي وفهم (ما استطعت) القراَن الكريم اجهدتني الدهشة لِمَ لَمْ يكلف هؤلاء انفسهم لتحري الدقة وكتاب الله ليس ببعيد عن ايديهم قبل عقولهم !!
.....
لما تأملت سورة القصص وهي تروي لنا قصة هروب موسي بعدما تدخل في خناقة بين مصري واحد ابناء عشيرته من بني اسرائيل الذين استوطنوا مصر بعد هجرتهم ايام نبي الله يوسف عندما كان مسئولا ووزيرا مهما لملك مصر ...
ولأن بني عشيرته استغاث به كانت يداه قويتان بعض الشيئ تجاه المصري ....ولأن موسي كان مفتول العضلات مات المصري (فوكزه موسي فقضي عليه) ١٥ القصص
....
فأطلق موسي ساقيه للريح هربا قاطعا شرق الدلتا ثم سيناء كلها حتي مشارف مدينة مدين التي كانت تسيطر علي ممر تجاري تمر منه قوافل القادمين من العراق والشام والحجاز وبلاد فارس الي مصر
.....
وتقع في منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية قريبا من الحدود المصرية والاردنية
....
وعند مياه بئر مدين لفت نظره الرجال يتزاحمون لسقْى اغنامهم ولفت نظره امرأتين واقفتان وفهم انهما ينتظران انصراف الجميع حتي يستطيعا سقْي الاغنام (فسقي لهما) القصص
وفهم ايضا ان اباهما شيخٌ كبير
....واستدعاه الرجل وقالت ابنته
....(ياأبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين) ٢٦ القصص
...
وفطن الشيخ المسن وعرض عليه زواج ابنته مقابل خدمته عشر سنوات !!
.....
وكان ذلك فضلا من الله اذ أواه بعيدا عن العيون ثم اكرمه بالزواج والاستقرار
....
ولنتأمل خلال العشر سنوات لَمْ تشر الأيات الي ان الشيخ كان نبيا اورسولا او حتي واعظا حتي يتعلم منه موسي الحكمة والموعظة !!
.....
واذا تاملنا سورة الأعراف نجدها تسرد لنا قصة اقواما جاءت في ازمنة وراء بعضها وليست مع بعضها في وقت واحد كفرت بالله وكفرت بالرسل التي ارسلها الله لهم حتي ان الله عاقب الجميع وحل عليهم جميعا عذابه ونجي رسله والمؤمنين معهم
.....
وبدات السورة بنبي الله نوح وكان قومه يعبدون الاصنام وقيل ان قومه اسمهم بنو راسب في جنوب العراق حول مدينة الكوفة
....
وذكرت السورة بعد نوح قوم عاد طوال القامة ضخام الاجسام عبدة الاصنام ونبيهم هود عليه السلام ومنطقتهم مابين اليمن وعُمان
.....
ثم ذكرت السورة قوم ثمود ونبيهم النبي صالح عليه السلام وقصة الناقة التي عقروها وكانت منطقتهم في واد الحجر وتسمي بمدائن صالح وتقع بين المدينة المنورة وتبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية
.....
ثم تسرد السورة قصة النبي لوط وقومه اصحاب الشذوذ الجنسي والمثلية التي تحميها دول الغرب وامريكا
(أتأتون الفاحشة ما سبقكم من احد من العالمين )٨٠ الاعراف
...
ثم تقول السورة حكاية النبي شعيب في مدين وغشهم في الاوزان والمكيال والنصب والسرقة وكفرهم
.....
وبعد هذا السرد الموجز تقول لنا السورة بصريح العبارة انه بعد هؤلاء يأتي زمن النبي موسي
(ثم بعثنا من بعدهم موسي باَياتنا الي فرعون وملأه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين )١٠٣ الاعراف
....
متي....وكيف...تقابل النبي موسي مع النبي شعيب ؟!
....
فلنقرأ القرأن الكريم قبل ان نكتب
...
وليرحمنا الله جميعا بفضله