هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د عبد الوهاب بدر
  3. من تاريخ كفر الحصة.. ذكرياتي و البصل

بعد كوب الشاي الاخضر بملعقة صغيرة من السكر اعتدل المزاج الذي لا يعتدل بسبب افعال القردة ....وتوهجت ذكرياتي عندما قال لي احد اصحابي القدامي (انت لا تساوي بصلة) ليته عاش ليري عشر بصلات بخمسين جنيها....يعني البصلة بخمسة جنيهات كان ابي رحمه الله يرسلها لي شهريا للاكل والسكن والمواصلات والكتب والفشخرة ايام الجامعة في الستينات...يعني مصاريف سنة بالجامعة تقريبا بكيلو بصل ! 

 وتخرجت طبيبا ثم حاربت وبلعت التراب وانا صائم من اجل باقي تراب الوطن .....

 فليس غريبا فانا من قرية صغيرة كانت فقيرة طمع في رياستها احد الاقطاعيين من قرية مجاورة ورشح نفسه للعمدية (الحاج محمد ابو بدوي ) ودفع رشوة خمسة جنيهات (بصلة واحدة) لكل صوت ...وهبت وضجت وتوحدت البلد ضده بارسال تليغرافات الي رئيس الدولة ووزير الخارجية ومأمور المركز واوقفت الدولة الانتخابات 

..انها جينات المصريين منذ اَلاف السنين (يقبل اي شئ في داخل وطنه) اما ارض الوطن وعرضه فلا !!

كان ذلك في بداية الستينات وظلت بلدنا بدون عمدة حتي درويشنا الشيخ سيد القناوي اطلق عليها مقولتين الاولي .(يا بلد من غير عمدة )..والثانية (كفر هات)

وكما يقولون ايام الزمن الجميل في بلدنا كانت احضان الود والقرب تنسينا قسوة الظروف فقد كان من عادة قريتنا عند الزفاف في الافراح ان تتوقف المزيكة عن العزف (التظمير) اما اي بيت لديه وفاة منذ شهور وذات مرة وقف الشيخ علي الشناوي والد الشيخ احمد الشناوي رحمهما الله وصمم ان تدق المزيكة طبولها وكانت سنة حسنة ظلت بعده لسنوات

...وانا صغير كنت اسمع من العيال والكبار ان ميتا نعشه طار 

وفي بلدنا كان لنا جار صبر علي مرضه وكان صديقا لنا وتصادف موته في ايام جمع محصول القطن وتقريبا كل الناس كانت في الحقول فقال ابي رحمه الله هيا بنا ندفن (محمد المحمدي ) بسرعة ونعود لاعمالنا رحمه الله

وفي بداية طريق المقابر شرق القرية شعر حملة النعش كانهم يحملون جبلا يسحق اكتافهم فاستراحوا دقائق ثم حاولوا رفعه فلم يستطيعوا ولف الناس حول النعش ليعرفوا السبب وعلا صوت الناس ثم حملوه فاذا بحملة النعش يشعرون ان النعش توقف فصاح الناس بصيحات الله اكبر ....واذا بالفلاحين في الغيطان يتركون حقولهم ويتم التكبير والتهليل حتي وصل للمقابر بعد ثلاث ساعات ...رحمه الله ظلت حارتنا تعمل له مولد لسنوات

....كان لنا جار وكان رجلا ذكيا 

لا تمل من احاديثه وكان يحبني رحمه الله وذات مرة سألني قائلا ربنا سبحانه يوم القيامة يقول لنا (اقرأ كتابك) فكيف سنقرأ ونحمل كتب تحصي اعمالنا تملأ غرفة كبيرة من بيوتنا ! ومن بعدها وانا افكر ! ثم استطاع العلم ان يخترع شريحة صغيرة فيي النت تحمل اخبار العالم ....سبحان القادر الاعظم 

ليته عاش ليري قدرة الله

انه الحاج ابراهيم البربري رحمه الله والد شيخنا عبدالجواد البربري بارك الله فيه .......

ايام الجامعة دعاني خالي الاستاذ محمد سليم لحضور ندوة في ليلة غزوة بدر في رمضان وسعدنا بوجود الشيخ محمد الغزالي والدكتور فتح الله بدران والشيخ السبكي والشيخ عبداللطيف مشتهري ثم فاجأني بمؤلفاته الادبية والدينية ....وذلك مما جعلني اتذكر اولاد خالي الشيخ عبدالباسط سليم وهما سمير ونبيل ايام الجامعة وكنا نحرص علي حضور مباريات القمة بين الاهلي والزمالك ايام كان الزمالك ...لعب وفن وهندسة...وكانا اهلاويان وكنت زملكاوي....وتدحرجت الايام حتي رأيت سمير استاذا بجامعة الازهر والدكتور نبيل استاذا بالمركز القومي للبحوث وعالم من علماء مصر الكبار في الكيمياء وحاصل علي جائزة النيل في مصر وجائزة افريقيا ومن اثنين في المائة في العالم تنشر ابحاثه في الكيمياء التطبيقية  

....في قريتنا كفر الحصة كان يحلو لنا الجلوس علي البحر تحت الشجرة العتيقة وامامنا مركب الحاج عبدالسميع الجندي يعملون لها عمرة سنوية وكانت تعمل في النيل من اسوان حتي اسكندرية ومازلت اتذكر وفاة الحاج مصطفي عبدالسميع لسقوطه من فوق قلع المركب وكانت له جنازة رهيبة خرجت القرية جميعها لوداعه رحمه الله

.....هذه الشجرة تحتها وبجوارها مخزن اسرار وحكايات فبالقرب منها كان بيت الحاج عمر العشري الذي كان مسؤلا عن ارسال خرفان الضحية للملحن محمد الموجي والمطرب عبدالحليم حافظ ...وايضا تذكرني بالشاب جميل الصوت عبد الحميد الكردي الذي توفي شهيدا في حرب ١٩٦٧ رحمه الله 

..ذات يوم حضرت الي بلدنا في اجازة سريعة وفي الصباح الباكر بعد صلاة الفجر سمعت طرقا علي الباب وفوجئت بجمع من اطفال وصبيان ورجال ولدي كل واحد منهم نصف ليمونة مشقوقة وسألوني عن الحاج والدي فاخبرته فقال لي انهم يريدون الدكتور فقلت له ولكنهم لم يخبروني ! ....فضحك ابي وقال انا الدكتور يا ولد !

يحرص الناس المصابون بدمامل بالوجه وحول الفم اين يحضرون لبيتنا قبل ان يتناول ابي طعام الافطار حتي يتفل في الليمونه من ريقه ويدهنون جلدهم المصاب واول مرة اكتشف ان ريق ابي فيه شفاء للناس ....وكان رحمه الله مجبراتي ومغسل للموتي ويدفن الموتي وكل ذلك لوجه الله تعالي ....

 اعود للشجرة لتذكرني بجلسة تحتها مع رجالات قريتي المحترمين ذوي الهيبة والوقار 

وكان طائر ابو قردان كثيرا ما يجلس فوق غصونها وفي لحظة تساقط بعض فضلات ابو قردان علي ملابس جاري فنظر نحوي وقال(احنا عشرة موجودين اشمعنا انا بالذات) وضحكنا جميعا كان الرجل خفيف الظل لديه طريقة جميلة لصياغة كوميديا الموقف وهو الحاج متولي شلبي رحمه الله 

....الشيخ عشري يوسف رحمه الله كان مدرسا في مدرسة تحفيظ القراَن الكريم في نبروه وكان يمر عليهم مفتشا متجهم دائما وكل زيارة من زياراته لابد ان تنتهي بخناقة تصل الي الشرطة وذات مرة لمحه الشيخ عشري ذاهبا الي فصله فاوصي الطلاب بقراءة (تبت يدي ابي لهب وتب) وغضب الرجل فقال له الشيخ عشري هل كنت يا مولانا موجودا ايام الرسول فابتسم الرجل ....حكاها لي شيخنا العشري رحمه الله 

.......هذا بعض من كل ما جادت به ذكرياتي عن بلدنا كفر الحصة ذات الشخصية الاصيلة والمحترمة حتي لو مفيش عندها بصل

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1297 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع