دي إجاباتي على أسئلة اتسألت لي
مما لا شك فيه أن بداخل أي إنسان عدة شخصيات، الطيب والشرس والقبيح نجاهد في وأد القبيح وترويض الشرس وتغذية الطيب كي يزداد رقيا وتهذيباً.
أما بخصوص وجود تعارض بين الأنثى الكاتبة أو الأنثى الأم .
لم أجد تعارض بالعكس كونك أم ميزة لأن بسبب الأمومة تضطرين للتعامل مع شتى الفئات والانفتاح على مجتمعات متنوعة ، تجبرين على الاحتكاك بهم بسبب كونك أم . مما يضيف لرصيدك ككاتبة على المدى البعيد.
السؤال الثاني:
كونك أم مسئولة عن تقويم وتربية كيان بريء أضاف إلي لحد كبير ككاتبة مع الوقت ومرور السنوات تكتشفي أن هذا الطفل لم يعد طفلا ينصت لتوجيهاتك وينفذ تعليماتك كونك والدته، وإنما يبدأ في نقاشات وطرح أسئلة لتكتشفي انه لم يعد هذا الطفل الذي توهمت انه يقتسم نصف صفاتك. قطعا تجربتي كأم أثرت تجربتي كوني ككاتبة. يكفي أني مازالت أتعلم منهم وأستفيد من خلال النقاشات المختلفة والاحتكاك برفاقهم والتحاور معهم والغوص في نفوسهم والاطلاع على مشاكلهم وهمومهم بخلاف أرائهم التي أراها واقعية وناضجة لحد كبير.
السؤال التالي
الست مكانها بيتها وعيالها مقولة خاطئة امقتها إن شئت الحقيقة . لان التجارب الحياتية أثبتت أن المنزل باقي لكن ما دونه يذهبون ماذا تفعل حينها هل تموت بالبطيء أم تجد ما يشغل وقتها من أي شيء سواء عمل أو علم أو هواية ما
ارفض هذه المقولة بشكل تام لان المرأة العاملة حياتها أكثر تنظيما أكثر ثباتا واستقراراً.
المهم أن توازن بين أسرتها وبين عملها . المرأة مكانها الأساسي عملها لأنه لولا عملها ما سيكون لأولادها مستقبلا أو لها بشكل خاص مصدر للآمان على المدى البعيد.
العمل يؤمن للمرأة ضمانة الانشغال . العمل ما هو إلا سلمه للترقي والطموح للأفضل. عندما تعمل المرأة وتحقق ذاتها ينعكس ذلك على نفسية أبناءها على الأقل تكتمل الصورة المقدسة لها كأم فتصبح أما وقدوة وحافزاً لأكون مثلها.
أخر سؤال :
قد تدور في فلك صغارها طالما كانوا صغارا نظرا لاعتمادهم الأساسي عليها في كل شيء . وأنا مع تكريس كل طاقاتي ووقتي لأطفالي . لأنهم لا يرون إلا هي لا يشعرون إلا بالأمان إلا بها ولا يثقون في الآخرين إلا معها وبسببها. حتى يشتد عودهم.
لابد أن تكون متفرغة تماما لهم حتى ولو كانت تعمل. اقصد هنا أنها تلقي بهمومها ومشاكل عملها على عتبة باب بيتها ،وان تصبح أما فقط . تنصت إليهم تستمع لمشكلاتهم حتى ولو تافهة. تشاركهم أنشطتهم ورحلاتهم هواياتهم أنا من أنصار بناء ذكريات مع أبناءنا.
الأمومة نعمة ومسؤولية كبيرة. أقترح أن يتم تدريس مناهج تعليمية لتعليم الفتيات بأهمية هذه الرسالة الإنسانية العظيمة التي لا تنتقص من قدر أي أنثى.
أخيرا اسمح لي أن أوجه نصيحة لكل أم بصفتي كاتبة ولي احتكاك وباع مع المجتمع لاسيما أصدقاء أولادي.
أتمنى بل أرجو كل أم أن تنسى أو تنحي خلافاتها الزوجية جانبا وألا تصب غضبها على أولادها فقط لأنهم يذكرونها بسوء اختيارها لزوجها أو حظها العاثر في الحياة لأي سبب كان.
كما أريدهم أن يجيدوا فن الإنصات لأبنائهم ، أبناءنا يفتقدون لمن يستمع إليهم لمشكلاتهم لمن يشاركهم همومهم.
اتركوا هواتفكم وركزوا معهم قليلا .