محمد على باشا وزراعة الزيتون فى مصر الحديثة "سيجنى أحفادى ثمار ما زرعت" من أقوال محمد على باشا كانت الحاصلات الزراعية التى تزرع فى مصر هى القمح والشهير والأرز والفول والحمص والذرة والتركي والزعفران والبرسيم والدخان والحناء والبصل والسمسم والسجلم والعصفر والخضر والفواكه، وقليل من القطن المصرى الردئ، ففكر محمد على فى توسيع نطاق الزراعة بابتكار أنواع جديدة زادت فى ثروة مصر الزراعية. ونسرد عبر هذه السطور تجربة زراعة الزيتون فى مصر فى عصر محمد على: كانت زراعة الزيتون قبل عصر محمد على نادرة فى مصر، فلم تكن تُغرس أشجاره إلا فى مديرية الفيوم وفى بعض الحدائق بضواحى القاهرة ، ففكر الباشا فى الإستكثار من أشجار الزيتون لإستخراج الزيت من ثمره، ولكون غذاء الزيتون صالحاً للجنود، وخاصة بحارة الأسطول. فأمر بغرس كثير من أشجار الزيتون فى الوجه البحرى والوجه القبلى، وكذا إبراهيم باشا حذو أبيه، فغرس آلافا ً عدة من الأشجار فى أطيانه الواسعة ، ويقول المسيو مانجان : إن أشجار الزيتون تثمر فى مصر بعد ثلاث سنوات أى أسرع مما تثمر فى البلاد الأخرى، وهذا يدل على صلاح معدن الأراضى فى مصر ومناخها لهذا النوع من الشجر. وبناءً على ما تقدم يمكننا القول بأن تجربة محمد على فى زراعة الزيتون كانت تجربة فريدة فى بابها فقد إستطاع زيادة أشجار هذا الثمر الإستراتيجي ويجعل منه غذاء صالحا لجنوده، ومن جانب آخر إستطاع تأمين إحتياجات بلاده من الزيت . بجانب تصدير الفائض، من ناحية أخرى فإن التجربة أثبتت كما ذكرنا آنفاً خصوبة التربة المصرية وسلامة معدنها وصلاحيتها لغرس جميع انواع المحاصيل والأشجار. ودائما وأبدا سنحيا بالأمل فى الله بغدِ أفضل لمصرنا الغالية وأمتنا العربية والإسلامية العزيزة ........ سنحيا بالعلم الذى يقود أمتنا إلى التقدم والعلا........ سنحيا بالكفاح من أجل مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة ولوطنا العربى والإسلامي الكبير.... سنحيا بالتسامح الذى يعُد ركناً أصيلا فى أسلامنا ومنهاجا لحضارات الأمم المتحضرة......سنحيا بالإبتسامة الجميلة التى تعكس الرضا بقضاء الله وقدره. كتبه الأستاذ// أحمد الجمال باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة الفيوم. كاتب صحفى بعدة جرائد عربية ومصرية.