لقد راجت وانتشرت قصة مكذوبة ملخصها أن رجلاً خرج وأمر امرأته أن لا تخرج من بيتها، وكان أبوها في أسفل الدار، وكانت في أعلاها، فمرض أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: أطيعي زوجك. فمات أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أطيعي زوجك. فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها !!! وحاشا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقول هذا الكلام ! أو يقر هذا الظلم ! وحاشاه أن يأمر بقطع الأرحام ! وينهى عن بر الوالدين !! إن رسول الله صلى الله عليه واله رفض أن يمنع الزوج زوجته من صلاة الجماعة وهي سنة في حق المرأة ! فقال " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" أفيرضى بمنعها عن صلة الرحم وبر الوالدين وهو فرض !!! إن هذه القصة المكذوبة التي روجها الكثيرون لأنها وافقت أهواءهم المريضة وأشبعت عقدهم النفسية وأرضت شخصياتهم التسلطية ! يستحيل شرعا وعقلا أن تكون وقعت ! فلا يوجد طاعة مطلقة لمخلوق ولا حتى لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقد قال الله له " ولا يعصينك في معروف " وهو النبي المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ! أفتكون هناك طاعة مطلقة لزوج أهوج أو زوج أحمق! فإذا أمر الزوج بمنكر كقطع الأرحام أو ترك طلب العلم أو ترك العمل المتفق عليه قبل الزواج فلا طاعة له ولا كرامة ولقد نص السادة الأحناف على أن المرأة إذا كان والدها مريضا وزوجها يمنعها من زيارته تعصيه ولا تطيعه وتذهب لوالدها.