في زمن تتسارع فيه الأحداث وتزداد فيه الضغوط، يبدو أن الإنسانية نفسها أصابها الوهن. لم تعد المواقف الصافية النقية بالقدر الذي كنا نعرفه، وأصبحنا في حاجة ماسّة إلى استعادة معناها الحقيقي.
نحن بحاجة إلى إنسان يفرح لفرح غيره، ويشارك في حزنه دون ادعاء. إنسان لا يظلم ولا يخدع، يحافظ على المشاعر كما يحافظ على العِشرة، ويجبر الخواطر من غير انتظار مقابل. إنسان يحمل قلبًا صافيًا يعرف معنى الرحمة، ويختار أن يكون طيبًا وبسيطًا في عالم يميل إلى التعقيد.
الإنسانية ليست رفاهية اجتماعية ولا شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي أساس الحياة المشتركة بين البشر. هي أن نفكر في الآخر، نمدّ يد العون، نحتفظ بالخير في قلوبنا، ونعكسه أفعالًا لا أقوالًا.
قد تكون الإنسانية اليوم "بعافية حبتين"، لكنها لم تختفِ تمامًا. ما زالت موجودة في تفاصيل صغيرة يقدمها البعض دون أن ينتظروا مقابلًا، وفي قلوب نقية تختار الخير. وما دام هناك إنسان يرفض الظلم ويحب بصدق ويتمنى الخير لغيره، فالأمل لا ينقطع.
فالإنسانية في النهاية هي التي تمنح لحياتنا معناها الحقيقي.
والسؤال: هل ما زلت تؤمن بوجود الإنسانية في قلوب الناس؟