خرجت إليها فتاة رقيقة ترتدي ثوباً أبيضاً شفافاً أشد رقة ..، وعلى محياها الجميل ابتسامة منها استمدت الفتنة معناها
تأمل في ضوء النهار ملامحها ..، جميلة ولكن ثمة ذبول لا يمكن أن يلاحظه إلا ذوي الأرواح الشفافة ..، ذبول حول العينين يشي بجرائم الدموع حينما يكون للنبل جريمة !
تلمست بأناملها الرقيقة نباتات الصبار ..، كبرت وازدادت صلابة ..، إن الكبر سنة الحياة لكل كائن حي يبدأ صغيراً ثم يمتلئ بخصوبة الشباب وريعانه .. ثم تتسلمه الأيام فتستنزف منه ببطء كل شيء !
العديد من الأصدقاء يتعجب من حبها لنبات الصبار ..، لماذا تحب هذه النبتة الخشنة ؟ إذا من يعتني بالرياحين وزهرات الأقحوان ؟
تبتسم في مودة ثم تكتفي بالصمت ..!
تلألأ الدمع في عينيها من جديد .. الواقع أنه لا يفارقها قط ولكنه قد يتوارى بعض الوقت خلف قناع زائف من القوة
الصبار .. نبتة الصبر وشوكه .. كلما كبر شعرت بشوكاته بين جنبات جسدها أكثر فأكثر ..،
ينمو متحملاً كافة الظروف الصعبة ونقص الماء والإعتناء متحدياً الطقس القاتل بلا أي رفاهيات ..، ويكتفي بشوك يبعد عنه الأذى !
لسان حاله : أني سأعيش بلا أي متطلبات ورغم كل ظرف صعب .. فقط امنعوا عني أذاكم ولا تتهمونني بالفظاظة والقبح لحدة الأشواك ..، ولا تحكموا علي بمنطقكم السقيم فليست لي نفس ظروفكم
تذكرت هذا البيت...
ثم انهمرت الدموع من عينيها مدراراً ..،