الدروس أكثر من رائعة ..!
سلسلة قصص الأنبياء كاملة للأستاذ طارق السويدان ..، وسلسلة الأخلاق للأستاذ عمرو خالد ..وغيرها ،،
الحقيقة أن روحانيات هذه الدروس تسمو بها أكثر فوق مغريات سنها الصغير وفترة المراهقة التي لم تمر بعد ،،
ولكن .. لماذا يهتم بها إلى هذا الحد ؟؟
هل هذا هو سلوكه مع كل فتاة غير محجبة ؟ هل هو بالفعل يوليها إهتمام خاص ؟ أم أن هذا هو المعتاد في حياة الجامعة وهي فقط تتوهم ما هو غير صحيح ؟
لكنها سعيدة ..!
هناك من عثر عليها برغم تقوقعها ويجاهد ليقترب منها أكثر ..، هناك من فكر فيما ينقصها وحاول أن يعوضها بما عنده
لسبب ما تذكرت مشهد من كليب الفنان محمد فؤاد في أغنية (لو) عندما وجد حبيبته في المطر والبرد فخلع معطفه ليدثرها به ..،
محاولة الستر أو الإحتواء .. هي اللافت والمؤثر في قصة اهتمامه بحجابها إلى هذه الدرجة ،،
اتجهت إلى المرآة .. وعقصت شعرها الأسود الطويل .. ثم وضعت الإيشارب الحريري الخاص بوالدتها فوق رأسها !
ذوقه ليس شبابي على الإطلاق .. ولكنها سترى وجهها فيه فقط ..، كيف تلف هذه القماشه على الرأس ؟
بعد محاولات خرقاء استطاعت أن تصنع منه (لفة ) ما تحيط بوجهها .. ثم تأملت نفسها في المرآة ....
وابتسمت :)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا طبعا مش عادي طيب مدهانيش ليه اسمعها الدروس دي مثلاً ؟؟
قالتها شيماء وكل سنتيمتر في وجهها المحبب يبتسم
عشان انتي محجبة انما هو عاوز يهديني !
هو فين الحجاب اصلا في الدروس اللي ادهالك ؟ ده درس ولا درسين بس الباقي كله دروس عامة ،،
- يا ستي الراجل مشكور على كل حال .. هديهاله ولو عاوزاها خديها منه
ضحكت شيماء وتأبطت ذراع هبه في مودة وسارا سوياً في ردهة المدرجات إلى حيث مدرج دفعة أحمد ..،،
وقفتا إلى الباب وعيناهما تمسحان وجوه الحضور ..، لا أثر للفتى ..!
محمد .. نادت شيماء على أحد شباب الدفعه أحمد فين ؟
نقل محمد نظره بينها وبين هبة : أهلا يا شيماء ازيك .. أهلا يا آنسة .. أحمد مجاش انهارده رحتله امبارح ملقيتهوش فالبيت بس انا عارف هو بايت فين هتلاقيه اتخانق مع والدته كالعادة !
تصنعت شيماء البلاهة : ليه كده ؟ حصل ايه ؟ ده بيحبها جدا
هز الشاب رأسه باسما : ولسه بيحبها بس احنا خدنا على كده من ساعة ما خطب .. امه فكراه بنتها الكبيره !
طيب احنا كنا وخدين منه حاجه عاوزين نرجعهاله .. لو ينفع تخدها تديهاله ..
تناول الشاب هاتفه المحمول : لالا .. استني هتصل بيه اشوفه فين ..
ما كاد الشاب يتناول هاتفه حتى ظهر أحمد في آخر الردهة .. فصاح في مرح : اهو جه الباشا ..!


خفق قلب هبة إنفعالاً بشدة ..


صباح الخير يا شيماء .. ثم بنظرة نصف باسمة : صباح الخير يا هبة
أجابت هبة وقد بدأت تسمع صفير الدماء في أذنيها من فرط الإنفعال : صباح الخير .. شكراً على الشرايط كنت جيبهالك
تجاهل جملتها ولم يبدو مهتماً بصديقه وصديقتها إذ أجاب : انتي هتخلصي محاضراتك امتا ؟
تحشرج صوتها في خجل : مـ .. مش عارفه .. يمكن كمان ساعتين
تمام .. هستناكِ بره المدرج بتاعكم ..،،
ارتبكت الحركة حول المدرج وأسرع الشباب يتخذون مقاعدهم المحجوزة سلفاً .. ثم ظهر أستاذ المادة ..
هنا استاذن أحمد وصديقه للحاق بالمحاضرة
تبعته عيناها حتى أغلق الباب ثم ...
انتبهت لشيماء التي نست وجودها تماماً ..
كانت تتفرس ملامحها في حنان أمومي باسم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


خلع أحمد نظارته الطبيه ووضعها جواره فوق الكتاب ثم احتوى وجهه بين كفيه ..
كانت تجلس أمامه تحاول ألا تبدو فضولية وممله أكثر من اللازم .. التزمت الصمت في انتظار أن يبدأ بالكلام
أنا تعبت ..!.. بجد مش عارف أعمل ايه ..، مش مبسوط أكيد ان والدتي غضبانه عليا ، بس كمان محدش بيعمل في ابنه كده دلوقتي
آآ .. أعتقد ان من الأفضل تشوف حد في العيله والدتك بتسمع كلامه يتوسط لحل المشكلة
ضحك في مراره : كان ممكن اللي بتقوليه ده لو الموضوع مفهوش ورث وتقسيم فلوس وعصبيات في العيله متنسيش اننا صعايده !
طيب ممكن تتكلم مع خطبتك .. لو هيا حست انك مش عاوزها اكيد هتضغط على اهلها
شرد قليلاً ثم نظر لعينيها مباشرة كأنما يريد أن ينفي عن ذاته تهمة : تصدقي بالله ؟ من ساعة ما خطبت ما اتصلتش بيها نهائي لا فمواسم ولا اعياد ولما ماما بتتصل بيهم مبكلمهمش ! ، هما حسين اني مش عاوزهم بس مستنيينها تيجي مننا !


تأملت وجهه الوسيم .. شعره الأشقر ثائراً ولحيته نصف نامية .. عينه السليمة حمراء كالدم ..،
من جديد يعاودها الإحساس بالشفقة .. ما هذا المزيج الذي يجيد صنعه ؟ على ضعفه وضياعه يبدو في قمة القوة والرجولة ..، والأهم ..لم ينساها
قالت في محاولة لدفع جو الكآبه المسيطر : انا شايفه انك ترضى بالأمر الواقع وتجوزها .. بعدين ممكن تزهقها لحد ما هيا تطلب الخلع :)
ضحك في حزن ..: فكرت فكده من كام شهر بس زي ما قولتلك ... دلوقتي الوضع مختلف !
ثم نظر إليها وابتسم في حنان مفاجيء : دلوقتي في سبب مهم يخليني أقول لا ..!!



هل انخفضت درجة الحرارة فجأة على إثر جملته الأخيرة ؟؟ إنها ترتجف كورقة برغم صهد الحمم التي طفرت على وجنتيها ،،
ما هو هذا السبب ؟
هل من حقها أن .. أن تتخيل أنه ..
هي ؟؟




يتبع )