جواد الكلمة العصي ..
ربما صادفته في أدغال مشاعري المتشابكة ذات غروب .. أو أيقظني فجر يوم صيفي لأملأ رئتي بنسائم أحلام العذارى ..
جواد جامح هو مجنون ومتهور يعشق المغامرة بي ومعي .. والحقيقة أني معه أكون كما أردت دوماً أن أكون ..
أطرح عني ثوب العقل وثوب الوقار وثوب الحذر وألقي بجعبة المدنية وما حملته إياي تقاليدنا الشرقية لأرتدي ثوباً واحداً هو ثوب البراري حيث الفطرة هي ما يتكلم ولا صوت يعلو على صوتها
أعشق جوادي وأكم من مغامرة خضناها سوياً .. عبر صحاري وأدغال ومستنقعات وثلوج لم يطأها بشر غيري كيف لا وهو عالمي الخاص أنا فيه حتى الآن بطلة وحيدة ..
لا أذكر تحديداً سوى أني كنت طفلة أتسلل بعد نوم أبي وأمي لأتأمل السحب في السماء وأحلم بأن تهبط إحداها إلي فتحملني إلى عالم أليس في بلاد العجائب أو مدينة الساحر أوز :)
تعلمت الكتابة فصرت أقطع أوراق دفاتري المدرسية لأكتب أحلامي الساذجة .. وأتخيل الحياة في كل شيء حولي فأتحدث مع دميتي وأطعمها وكلي يقين أنها تنتظر نومنا فقط لتدب فيها الروح وتتحرك وتلعب :)
تدريجياً صاحبت القلم .. فالقلم لسان من ابتلع لسانه مثلي :) ..
هنا ..ظهر من بين أحراش الأوراق ذلك الجواد .. تمر دقائق أداعبه فيها حتى يقبل فيحملني عبر الأفكار وينطلق ..!
يعذبني كالآه المكتومة في صدري .. ويطلبني لمغامرة كلما دغدغت نسائم ليلة دافئة مشاعري واستفاقت مذكرة إياي بجانب مهم من إنسانيتي المنسية !
إنه الموهبة .. التي تتشكل كالجنين في عمق دواخلنا .. قد تجد طريقاُ إلى النور ..
وقد تظل أبداً تتجول بين جنباتنا حبيسة ...
محض سر صغير همس به قلمنا ذات مساء لإحدى صفحات دفاترنا ،،