ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
قاسية هي الدنيا أحيانا عندما يضيع منها الأمان وتعري ظهورنا فجأة لصلوف الدهر وندرك أننا فقدنا الحمى إلى الأبد !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجر عيد الأضحي ....
بعد الصلاة تسمع طرقات علي باب منزلها ..، تفتح لتري وجه العم .. يحاول ان يبتسم رغم الدموع ..،
- مستعدون ..؟!
- نعم
- ربما لو نؤخرها قليلا الي الغد ....
- لا الان اريد ان اقضي العيد كله معه
يحتضنها بقوة ويطلق العنان لدموعه كي تغرق شعرها ...
الان تبدأ ملامح العيد تظهر ..، ويخرج الاطفال وجيوبهم ممتلئة بالعيديه ليلعبوا في شوارع المدينة الصغيرة ..، بينما تسير ثابتة الخطي وعمها ....نحو المقبرة !!
هناك
تجلس عند راسه وتنزع لثام الثبات ..هناك حيث دفن اباها وولد يتمها تبدأ مراسيم أول عيد لها بدون الاب
وتنطلق ذاكرتها بضعة اشهر الي الوراء .................
لكنها تدرك أنه سياتي حتما ليحكم حولها الغطاء ..، مع قبلة صغيره دافئة علي خدها .. تفتح عيناها لتري حدود وجهه المحبب وتدرك انه يبتسم رغم الظلام ..،
لكن الامور لا تظل هكذا الي الابد ..،
لابد للصغير ان يكبر ..ن ولابد ان تتناهي الي مسامعها كلمات والدها في الهاتف مع زملائه وتري وتشعر بان هناك حولها شيء ما يتغير
انها من غزه ..حيث تعد اصوات الصواريخ والقذائف شيء معتاد عليه جدا ،، تعلمت الا تخاف منذ صغرها من انفجار هنا او رصاص هناك
لكنها الان تشعر بالخوف وهي تراه متوتر عصبي
اقتربت منه لتواسيه ..، فسمعت اصوات رصاص قريب ..وعلي غير عادتها صرخت فزعه والقت نفسها بين احضانه فاحتواها قائلا ..:- لا تخافي يا حبيبتي
ثم عرفت انه توفي في المعتقل
تقول - : لن أنسي ما حييت جسد أبي المشوه الذي جمد الدمع في عيوني بينما انفجرت امي واخوتي صاارخات باكيات
لم استوعب لحظتها انه مات ..، وان هذا الجسد المشوه كان يحتضنني منذ ايام ليمنحني الامان ،،
شعرت ان شعر رأسي يشيب ..، واني أهرم قبل الاوان
شعرت بالعري وبالبرد ..، كمن نزعوا عنها سترها ليبقوها امام الناس ينهشوا لحمها وسيرتها
لم استوعب انه مات الا عندما نعتوني في المدرسه ببنت العميل الخائن ..، وقد كانوا فيما مضي يتقربون مني ويحلمون بصحبتي ويرجوني كي يتوسط لهم ابي لمصلحه هنا او هناك
لم استوعب انه مات الا عندما اصبحت ومن تبقي من اسرتي غرباء في وطننا ..،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
احكمت حول نفسها الغطاء ..
وآخر ما سمعته كان صوت النشيج