هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  • معارك المرء التي لا تنتهي
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. لقطات إنسانية (9) ستتعلمين لاحقاً في بيت زوجك

ستتعلمين لاحقاً في بيت زوجك ..!!"

حاصرتها هذه الجملة على حداثة سنها حتي أصبحت تفسيراً لكل ألغاز الكون في نظرتها الطفولية للحياة ..،،

هي مراهقة لا يتجاوز عمرها ال16 عام لكنها بحكم المرحلة تتفتح عيناها على مظاهر الحياة وعلامات الأنوثة التي بدأت تظهر عليها فتداريها في حياء وتفضل الإختفاء عن العيون أطول فترة ممكنه

لكن هذا لم يمنع العقل المراهق من الإنطلاق بعيداً بعيداً .. لأسئلة لم يكن لها عندها أي إجابة

لماذا تحب الورود ؟؟ وتتنهد للشعر الغزلي ؟؟ لماذا صارت تخجل من أبيها وأخيها ونظرات الناس المباشرة لها ؟؟

أحلام المراهقة في الفارس ذو الحصان الأبيض ... هي فقط مملكتها حيث تأخذ الروح الخجلى قسطاً من الراحة والحرية !!

--- ماذا يعني الحب ؟؟!! و لماذا تتزوج النساء يا أمي ؟؟ !!

---"ستتعلمين لاحقاً في بيت زوجك ..!!"

**********************************************

ذات يوم طرق الباب من يظنها مناسبة لطموحاته ..،، فتاة بلا خبرة بلا تعليم .. معروف عن أهلها السمعة الطيبة

دخلت عليها أمها سعيدة مزغردة وأعدتها لتستقبل العريس المنتظر

العريس المنتظر ؟؟!! فارس الأحلام الذي قرر أخيراً الخروج إلى العالم الواقعي ؟؟

حملت صينية المشروبات ونظرها لا يعلو من فوق الأكواب ... والدماء تكاد تنبجس من خديها الذين لم تفارقهما نعومة الطفولة بعد

- " سلمت يديكي ..!! "

كان الصوت والكفين هما ما دفعاها لأن ترفع نظرها للمرة الأولى .. صوت أجش خشن غليظ ... لا يدل إلا على سحنة العريس ، من كانت تظنه فارس الأحلام !!

إنقبض قلبها وطارت الفرحة من عينيها ... لا يشبه أي فارس للأحلام ...!!

إنه يبدو فظاً ... غليظاً..، كيف ستعيش مع هذا الوحش المفترس ذو اليدين الكبيرتين ..؟!! تقسم أن كفه يمكنها إحتواء كلتا يديها وتترك فراغاً لأيادي أخرى!!

يشبه "أبا لهب " في الأفلام الإسلامية القديمة حينما كان يمسك بفخذ الضأن ويلتهمه في شهوانية وشراهة ويسيل الدسم من شدقيه !!

ثم إنه يبدو كبيراً في السن - العريس وليس أبا لهب - ... ولعلها ليست تجربته الأولى للخطبة والزواج

لكن أفكارها لم تجرؤ على المغادرة إلى شفتيها ...،، ثم أنها تعلم عن أبيها ما يعلمه الجميع ..الأمر منتهي سواء قبلت به أو رفضت..!!

ووسط الزغاريد و روائح العرق والصراخ والأناشيد والزحام زفت إليه ...

من الليلة الأولى عرفت أن الحياة قاسية أحياناً ...!!

" أبو لهب في الأفلام الإسلامية القديمة " كم كان إنطباعها دقيقاً !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

-" ستتعلمين لاحقاً في بيت زوجك ..!! "

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

نعم تعلمت ... تعلمت كثيراً أكثر مما ينبغي ... ومعها أكثر من شهادة في عالم الزواج تثبت رسوبها بجدارة ...!!

طوال 7 سنوات هي عمر هذا الزواج ..ذاقت فيها ويلات العذاب .. وسمعت ما لم تسمعه من قبل من ألفاظ وشتائم لا تدل علي أصل متدين شديد الرقي للأسف !!

وزاد الأمر أنه لا ينجب ..ولن ينجب .. وكان يمكنها التغاضي عن هذا الأمر نهائياً لو لم يكن زوجها هو هذا الرجل السادي الذي سرق منها أجمل سنين عمرها وحرمها من حقها في أن تعيش حياتها كشابة جميلة وكزوجة محترمة وكأماً فاضلة ..!!

تهرب إلى بيت أبيها وعلامات الضرب والتعذيب تمزق قلب أمها وتثير الشفقة في نفس من يراها ... ثم ينتهي الأمر بجلسة صلح يتعهد فيها ألا يعود لما كان عليه ..، وتقول ربما يصدق هذه المرة ...،

لكن المأساة تعود لتتكرر بحذافيرها ..!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ذات يوم علمت أن هناك مركز تدريب يعطي دورات في الحاسب الآلي .. فوجدت في هذا فرصة لتزجية الملل ريثما تتم إجراءات الطلاق

وهناك .... كانت علي موعد معه ...!!

هو شاب بسيط مكافح ... سلبت لبه منذ رآها وتمني لو تشاركه حياته ..،،

هنا شعرت المسكينة أنها لم تعد هذه الشابة التي من حقها أن تحلم ببيت وزوج ..

لكنه سلطان الحب وحرمان السنين جعلوا عقلها يفكر في الأمر مرات ومرات ..، تتحسس خطاه وتتبع نظراته ... بل والكارثة ..تشتاق إليه !!

تم الأمر بسهولة ... وتعارفا وصارحها برغبته في الإرتباط بها ..،،

كان يمكنها الخداع لكنها لم تستطع ..وفضلت أن يكون الآن او لا للأبد

قالت له إن الدنيا التي تبغيها ليست دنيتي ... وأني لست كما تتمني .... والأمر لا يتعلق بحبيب سابق ولا خطيب ..، بل هو زوج وزواج استمر 7 سنوات ولا يزال وإن كان على وشك الإنتهاء

حسناً ... يمكننا أن نقول إنها ببساطة سكبت الماء البارد على حماس الشاب وحبه المتأجج ..،

هو أيضا كان صريحاً أكثر مما ينبغي ....قال لها أنا أحبك .. ولكن الأهل سيرفضون ارتباطي بمطلقة وأنا الإبن البكر الذي لم يتزوج بعد ..

وتركها لحياته

تم الطلاق بعدها بأيام قليلة

أفاقت لتجد نفسها أخيراً ...بلا بيت ..، بلا زوج ..، بلا قصة حب كأبناء سنها ..، بلا شها دة تعتمد عليها ..، والأهم ..مطلقه في الثالثة والعشرين !!

الفرصة في الحصول علي حبيب تكاد تكون معدومة لمن هم في مثل ظروفها التي فرضت عليها فرضاً

فالرجال بين عازف عن مطلقة ..، أو راغب في التسلية بمطلقة ..، أو متزوج لن يضيره المزيد من النساء حتى لو كانت مطلقة ..!!

كثير من الرفاق ومن عرفها معرفة سطحية إتهمها بالجرأة وبقلة الحياء والتدين

لم يعرف الحقيقة إلا أنا حين باحت لي بالسر على مسنجر الهوتميل ...

زهرة في الثالثة والعشرين لازالت تتفتح للحياة ...

ولكن الحياة أغلقت دونها كل باب...!!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع