ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
(( 
حياة جديدة .. حياة قديمة
ما خرج أحد وعاد من جديد...
إلا سعيدة تزوجت سعيد ..
وعاشا كريماً حياة كريمة
 ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اسراء فتاة جميلة على أعتاب الشباب ..
إن سن المراهقة معروف بتغيرات نفسية وجسدية هائلة تتفتح فيه الروح وتكون أكثر قابلية للمس .. ،، لذلك نجد أغلب بطلات القصص والأفلام في نفس السن .. كذلك الأنثى أكثر عرضة لمثل تلك الأمور من الذكر بطبيعة الحال .. نعرف أيضاً أن دماء المراهقات هي إكسير الشباب لمن تمتهن مهنة السحر ناهيك عن أن الجانب الأسود من هذه المهنة يعتمد في جزء هام منه على أمارة البلوغ عند الفتيات ..
لم تتجاوز السادسة عشرة .. نحيلة للغاية ..
هي الإبنة الوحيدة لوالديها اللذان كانا آخر سكان عقار محروس .. وتقع شقتهم في الطابق الأخير منه..

في تلك الليلة خيل إليها أنها تسمع مواء قطة قريب جداً من نافذة غرفتها .. لم يكن هذا بالشيء الغريب فالقطط في كل مكان من هذا العقار .. ولكن لسبب ما أحست أنها المقصودة بهذا المواء تحديدا! ..
بل.. إنها تفهمه ..!
هل قالت القطة إسرووو ؟؟!!
تقسم انها سمعت الكلمة بوضوح شديد ..
ثمة من يتكلم بجوار أذنيها يهمس بشيء ما لا يمكن تبينه .. تسمع حروفاً متفارقة لا يمكن تشكيل جملة مفيدة منها .. لا تعرف حتى بأي لغة أو لهجة يتكلم ولكنه هسيس مسموع ومحسوس
انتصب الشعر في مؤخرة رأسها ومعه حلق النوم بعيداً تاركاً المكان فسيحاً للهلع ..!
اعتدلت ببطء وجلست على فراشها تحدق في الظلام وتنصت أكثر ..
صمتت القطة وساد صمت ثقيل مرهق .. مدت يديها على مفتاح النور ثانيتين أو ثلاثه ثم غمر الضوء المريح المكان ..
نهضت ببطء إلى الثلاجة وجرعت بعض جرعات من الماء المثلج .. انها تهدأ وتتحسن .. ثم عادت لتقف في الشرفة قليلاً حيث هواء الفجر المنعش
هل كانت تحلم ؟؟ لا بد من هذا القطط لا تتكلم .. لكن الهسيس الذي سمعته بجوارها في الغرفة .. لقد كان واضحاً كأنما هناك من ينام بجوارها ويهمس لها بشيء ما ..!
عادت الى الغرفة .. لن تطفيء الأنوار مجدداً .. ستضبط الجوال على إذاعة القرآن الكريم وتبقيه بجوار رأسها ليصدح بكلمات الله فيطرد الوساوس والشياطين
وغداً يوم آخر ..،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
كان النهار بهيجاً كم بدت لنفسها ساذجة بلهاء .. لا يمكن أن يحدث ما يثير الخوف في هذا العالم تحت هذه الشمس الصافية ..
استعدت للنزول إلى المدرسة .. ووقفت فالشرفة تنتظر صديقتها شيرين لتمر عليها ..
في الطريق الى المدرسة خطر لها أن تخبر صديقتها بما حدث بالأمس .. لو لم تستطع أن تجد لها حلا فإنها على الأقل ستثير فزعها وهذا احساس محبب يشعرها بالنصر !
ترددت قليلا ثم راحت تحكي لها عما حدث
اتسعت عيني شيرين - المتسعة أساساً - وبدا أن ما تحكيه اسراء لها مثير للإهتمام بالفعل ..
- متأكده انك مكنتيش بتحلمي ؟؟
- مكنش حلم ..!
- طيب بعد ما اشتغل القرآن سمعتي حاجة تاني ؟
- لا..
- حاولي تخلي القرآن على طول في الغرفة وتحت راسك قبل ما تنامي ولا تنسي الصلاة والنوم على وضوء
- ربنا يستر ..،

كانت أبواب المدرسة قد بدأت تلوح من بعيد .. ويبدو أنهما قد تأخرتا عن ميعادهما كالعادة .. بالتأكيد أستاذ صابر ينتظرهما الآن وعصاه الغليظة في يده ليعاقب كل واحدة منهما على التأخير بالإضافة إلى الحرمان من حضور الحصة الأولى ..
هذا هو الرعب الحقيقي فعلاً ..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تعاقبت الأيام هادئة حتى نسيت إسراء ما حدث في ذلك اليوم وبدت أقرب للإقتناع بأنه كان حلماً لا أكثر ولا أقل .. ،، ان الرعب الحقيقي تحياه كل يوم في تفاصيل الثانوية العامة بكتبها ودروسها والضغط النفسي الدائم عليها ليس هناك وقتاً يذكر للقطط ولهمساتها الليلية ..ربما في الاجازة تجد البال الرائق لمنطقة الأمر وإيجاد حلول له ..،
كانت تعدو لاهثه وجائعة عائدة الى البيت بعد يوم مرهق بدأ بالمدرسة وانتهى بالدرس الخصوصي وها هي الساعة تشير الى الثامنة مساء بالكاد تتناول العشاء قبل ان تستسلم للنوم
ما ان دخلت العقار وبدأت في الصعود حتى عم الظلام وأدركت أن الكهرباء قد انقطعت ..!
عليها ان تصعد للطابق الخامس وهي لا ترى كفي يديها ولا اين تضع قدميها .. اللهم الا بصيص خافت آت من نوافذ السلم المطلة على منور العقار
راحت تصعد ببطء وقلبها يخفق بشدة ..
في الطابق الثاني .. خيل اليها انها ترى (كرش) انسان عملاق يتدلى امامها !
هناك من يقف على بسطة السلم يسد عليها الطريق ...
بصوت متحشرج : مــيــ .. ميـن ؟؟ مين اللي واقف ؟
لا رد ..
صمت ثقيل..
لا تعرف كم ظلت في هذا الموقف اعتادت عيناها الظلام لكنها لم تر من هذا الواقف امامه الا كرشه الضخم ..
فجأه سمعت صوت من يهبط درجات السلم حاملاً شمعة : اسراء يبنتي اطلعي متخافيش
انها جارتهم السيدة (ام عمرو ) .. التفت الى حيث كان الكرش يقف فلم تجد أحداً ..!
صعدت بسرعه وهي تسمع نبض قلبها في اذنيها وترتجف كورقة ...
- محنش عارفين اخرتها ايه في قطعة النور دي حسبنا الله فيهم ..! خدي يبنتي الشمعه معاكي وانتي طالعه واما توصلي قوليلي
أخذت الشمعة التي كادت تنطفيء وصعدت مسرعة الى شقتها وراحت تركل وتضرب الباب بقدميها وقد استبد بها الرعب حتى فتحت والدتها معنفة اياها على هذه الطريقة ..
راحت تنشج وتبكي وترتجف .. لم تنبس ببنت شفة لوالدتها ولا لأي مخلوق آخر ..
هذه المرة تأكدت أنها لم تكن تحلم ،،


يتبع،،