هل تؤمن؟ من قال لك, أنني لا أؤمن, أنا فقط أريد أن يكون إيماني نابع, من هناك, من أعمق شيء في داخلي, حتى يبدو على وجهي وحياتي, أثر منه, أريد أن أبقى على مقربة من الضوء المشع, أوجهه ناحية القلب, فيصدر نورا, يضيء كل نواحي حياتي, أنا الأن ظمآن, أشعر بعطش شديد, نحو شيء, لا أدري ما كنه؟ سرت أتعثر وأتلعثم في أحاديثي, وأشعر بغربة شنيعة, فارغ جوفي. ظللت سنوات في بحثي المجهول, نحو الظلام المتهالك, أطيع خيالي, ولا جدوى, من انتصار, أعيش واهم في طي النسيان, أعلق فوق المشانق كل أوهامي القديمة, أوهام لحقتني وطاردتني, ساقتني إلى أوهام أكبر, حتى أصبحت في نهاية الأمر جبال ضخمة أحملها فوق رأسي, طلل, لم أعد. إني أحترقت, سرب دخان مر, أترقب لحظة الإنطفاء الأخيرة, أتعرف يا أنا, لم أعد أحتمل أكثر, كنت ولا أزال أتقوقع على مباديء, رغم الإنتكاسات المتعددة, أشعر بضعف ووهن شديد, هزال في صميم أوردتي, وعروق دمي أيقظت فينا عثرات لا جدوى من المحاولات, التي دائما ما تنتهي بلا شيء مفيد, سوى الحسرة والندامة, أعتصم بالإيمان يملأ قلبك المشتت, أعد ترتيب اليقين في كيانك, حتى لا تهوي, لا تأبه بالضرر الذي يلاحقك, إنك صممت الطرق الجديدة, والنهج الذي تسلكه, أهيم بالأشياء التي تذكرني بها, إنها ليست تائة, في عيونك, إنها تاءة في عيون الأخرين,
من أعلو من قيمة القرش في وجه المبادء, إنهم ناقصون كل شيء, كل شيء فيهم, لا قيمة له أن أموالهم, لن تبني سوى الضعفاء, من هم في هشاشة الزجاج, أن يرمونك بكل كلات القصور يرمونك بالحقيقة الزائفة, التي تطل من عيونهم المريضة,
أغسل جبينك, ولا ترحل, إلا وأنت في صورتك الجميلة, دائما أنت في منطقة البؤس, دائما حزين, تقطر الكلمات منك نارا, تُلهب وجه الحقيقة, أريدك أن تسكن, أن تهدأ, أقدم لك النصح والكلمات, فهي غبار يزكمك, تستفحل, كن هاديء, لا تنفعل.