في انتخابات اليونسكو عام 2009 رشحت الحكومة المصرية فاروق حسني وزير الثقافة لمنصب مدير منظمة اليونسكو العالمية للعلوم والثقافة أمام منافسته البلغارية إيرينا بوكوفا ورغم أن خلفية فاروق حسني الثقافية والتاريخية المؤيدة بحضارة مصرية تمتد لأكثر من سبعة آلاف عام إلا أنه اخفق إخفاقا مدويا وفازت البلغارية عليه فوزا ساحقا ، واليوم يفوز الدكتور خالد العناني وزير الآثار والسياحة المصري في هذه الاننتخابات فوزا ساحقا علي منافسه الكونغولي فهل كانت اسباب الفشل والنجاح في الحالتين مرتبطة بأشخاص المرشحين أم لأسباب أخري ؟
المنصب واحد وكلا المرشحان مصري الجنسية وكلاهما وزير في الحكومة وقت الترشيح ولكن النظام السياسي قد اختلف من مبارك إلي السيسي ومن أحمد أبو الغيط إلي بدر عبد العاطي وزيرا الخارجية في كلا النظامين ؛
خسر فاروق حسني أمام المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا في الجولة الخامسة والأخيرة من انتخابات المدير العام لليونسكوعام 2009 ويومها أشار حسني ومؤيدوه إلى عدة عوامل أدت إلى خسارته لعل أبرزها من وجهة نظره هو التسييس والمؤامرة الدولية فقد اعتبر فاروق حسني ومؤيدوه أن المنافسة "تم تسييسها" وأنه قد تعرض لمؤامرة دولية "محاكة خيوطها بدقة" استهدفت إسقاط المرشح المصري والعربي . وكان للدور الأمريكي والأوربي واليهودي متمثلا في اللوبي الصهيوني تأثير قوي في إخفاق فاروق حسني وفوز البلغارية عليه بأغلبية ساحقة .علاوة علي وقوف دول عربية مثل قطر ضده بشكل سافر ومثير حيث ذكر يومها أن السفير القطري في اليونسكو وقتها كان يقوم بتحركات مضادة تدعو مندوبي الدول للتصويت ضد المرشح المصري، ويهددهم بقطع الدعم المادي. وبالرغم من تقدم فاروق حسني في الجولات الأولي للانتخابات إلا أن الأصوات تحولت ضده في الجولتين الرابعة والخامسة مستفيدة منافسته من انسحاب مرشحين آخرين واقتصرت المنافسة عليها مع فاروق حسني .
ورغم فشل الخارجية المصرية بقيادة أبو الغيط في الحشد لدعم فاروق حسني إلا أن الأخير قد أشارإلى أن وزارة الخارجية عملت "باحتراف طوال الحملة". كما كشفت تقارير أن الدبلوماسية المصرية رفضت طلباً رسمياً من السفيرة الأمريكية آنذاك لإعادة النظر في ترشيح حسني وتغييره، مما يؤكد دور الخارجية في الدفاع عن ترشيح حسني رغم الضغوط الدولية. واستخدام الولايات المتحدة حجم دعمها المالي للمنظمة كسلاح توجه به الانتخابات ضد فاروق حسني الذى لم يكن داعما للتطبيع الثقافي مع اسرائيل
نجاح خالد العناني في انتخابات اليونسكو (2025) :
منذ أيام قليلة فاز الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري السابق بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، ليصبح أول مصري وعربي وثاني إفريقي يتولى هذا المنصب. وتميز فوزه بـاكتساح غير مسبوق حيث حصل على 55 صوتاً من أصل 57 صوتاً في المجلس التنفيذي (مقابل صوتين لمنافسه الكونغولي). ليصبح أول رئيس لتلك المنظمة الدولية من مصر وثاني رئيس لها من أفريقيا بعد أمادو مختار، من السنغال الذى كان أول رئيس لها من أفريقيا وقد أمادو توفي في داكار عن عمر يناهز 103 أعوام..
ويرجع البعض أسباب نجاح العناني الساحق إلى عدة عوامل منها خبرته وكفاءته العلمية حيث يتمتع بسيرة ذاتية أكاديمية ومهنية ثرية كأستاذ لعلم المصريات وخبرة في الإدارة الدبلوماسية الثقافية علاوة علي تقلده عدة مناصب وزارية مهمة (وزير الآثار، ثم وزير السياحة والآثار) أظهر فيها كفاءة في التعامل مع الملفات الدولية كما وأنه حاصل على أوسمة دولية رفيعة من فرنسا واليابان وبولندا وغيرها، مما يعكس تقديرا دوليا لمسيرته؛
إلا أن الأهم من كل ذلك هو الدعم الدبلوماسي المصري القوي: الفوز يُعد تتويجاً لـ "الرصيد والثقل الدولي للسياسة الخارجية المصرية" والدعم الكامل من القيادة المصرية، بالإضافة إلى حملة انتخابية منظمة ومكثفة قادتها وزارة الخارجية المصرية بنجاح بقيادة وزير الخارجية النشط بدر عبد العاطي .
وقد طرح العناني رؤية واضحة لولايته تركز على تعزيز دور الثقافة والتعليم لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية التراث، وتوسيع التعاون في التكنولوجيا الثقافية والتعليم الرقمي.