عم صلاح عمره 40 سنة يشتغل بعمل يحبه الجميع الكبير للصغير
يحبون ألوان لبسه المبهرة التى تبعث الأمل فى نفوس من يراها
يحبون(الميك اب) الذى يضعه على وجهه بطريقة متناسقة لتكتمل
اللوحة الفنية الرائعة
فعم صلاح يشتغل(بلياتشو) فى سيرك هذا هو عمله الذى ورثه
عن أبيه.
كل يوم يلبس عم صلاح بدلة البلياتشو ويضع الميك اب وينتظر ميعاد فقرته (أحر من الجمر)
وكذلك ينتظر الجميع هذه الفقرة
وعندما يأتى الميعاد تهتز صالة العرض من التصفيق الحاد
وكأنه زلزال قوته 9 ريختر.يخرج صلاح منحنى تحية للجمهوره
ويبدأ فى عمل الحركات البهلاونية التى يتصف بها ويزداد
تصفيق الجمهور مع كل حركة يقوم بها وعندما يرى صلاح
كل هذه الفرحة فى أعين الناس ترتسم على وجهه معالم بسمة
ولكن بسمة تخفى وراءها الكثير تخفى وراءها دمعة متحجرة فى عينه تريد أن تنزل,تخفى صرخة مخنوقة فى حلقه تريد أن
تخرج ,تخفى صوت أنين لا يسمعه أحد غيره
فالكل يراه أسعد واحد على وجه الأرض ولكنهم لا يعرفون
الحقيقة التى يتألم منها عمنا البهلوان المضحك فعندما
تنتهى فقرته تنتهى حياته أيضا وبمثابة انصراف جمهوره
يرجع الى وحدته الثقيلة!!!!
نعم الوحدة القاتلة التى التهمت من عمره سنين وسنين
فهو وحيد محروم من طعم العيلة واللمة,لا يمتلك يد حنونة
تمسح دمعته,ليس عنده زوجة يشكى لها مر الأيام ويستريح
على صدرها ويفضفض عما بداخله وهى تصبره وتأنس
وحدته,ليس عنده أولاد يتكأ عليهم فى كبره
نظرصلاح فى المرآة قائلا(يالها من حياة مليئة بالمتناقضات
من حب وكره من ألم وأمل من نار ونور من بسمة ودمعة
فالكل يرانى أسعد واحد ويحسدوننى على ما أنا فيه ولكنهم
لا يعلمون الحقيقة فأنا أتعس واحد فى الحياة.....
فما أصعب عمل عم صلاح يضحك الجميع ويدخل السرور
الى قلوبهم ولكن على النقيض قلبه مريض بالوحدة
فالكثير منا يضحك مكابرة ليخفى حقيقة شعوره (((ابتسامة
وراءها ألف دمعة)))
فكم منا بهلوان فى هذه الحياة؟!!!