بعد تسعة عشر يوم من الغفوة تستحق الاعتراف يا صديقي، الأمر غير مضمون ساعتين على الوسادة وينسى المرء من أي أرض نبت..

عزيزي الذي وقف على حافة نافذتي ينتظر فك اشتباك جفن عن جفن ومحو الدماء المراقة، تعلمت منك كيف أعلن اختلافي، أن أكون أنا دون تجمل، التجمل يا صديقي يحول المرء لشخص آخر، لذا أنتَ الذي لم يخلق من شبهه أربعين، دون محاولة مسك أو إفلات زمام الأمور بل عدم الاكتراث منذ البداية، صب التركيز على بعض الأمور يقتل اسألني أحدثك وخيط كفني لم يهترء بعد، بينما حاولوا فك التحام جفنيَّ غير عابئين بقسوة سوط التنبه أنت انتظرت لحظة الصحوة لتبتسم، قالوا لا يليق بك التبسم، هيئتك لا توحي، وظيفتك لا تسمح، المسافات ستبهت معالم ثغرك، صنفك سينفر منك لكنك ابتسمت وهذا يكفيني، كان بودي التبسم لكن لم يرسل لي الدرويش إشعار بقصيدته، أعترف أيام عضال كانت وستستمر لكن تبسمك في جوف الليل دلالة أنني ما زلت أتنفس، إن سألت عن الكفن الذي بالأعلى.. العقول تتغذى من الأعين وأنا كما تعلم أعطيهما إجازة منذ أسابيع، اليوم وبعد واحد وعشرون لقاء لا تعلم أثرهم في نفسي أتذكر الشارب الأسود، القبب الصخرية، الثلوج، نظرية الصيد المشهورة.. إن طمعت عينيك في فريسة لا تذهب إليها دعها تتوهم أنها من أتت طواعية ثم صوب سهمك نحوها وابتسم، هل تبتسم الآن يا صاحب الأزرق؟ تذكرت الحلقات الذهبية، الجدران التي تحيل بين الذهاب والاجتماع، تذكرت الدموع، الشمعتان، شمعتي التي انطفأت ليلتها أعطتني البشرى سيستقر الجفن عن قريب يا لسعدي، وشمعتك التي ظفرت بالنهاية أخبرتني كم ستبكي بعد يا صديقي، الشجرة، صحيح لا تقف على تلك الشجرة مرة أخرى أكسر قدمك وتسير بقدم مكسورة بلا حذاء إن فعلت، أسوأ ما في الأمر أن العقاب محقق لم يتحقق.

الآن يخيم على صدري الذهاب، أخبرني هل الرغبة في الذهاب تكفي أم عَلَيَّ فعل المزيد أريد الذهاب وبشدة لكن قدمي مقيدة بالسرير.

أعترف لغرض ما في نفسي حاولت الاستيقاظ اليوم ربما خوف من غيابك، وعندما جئت ندمت، أهدرت وقت كنت سأنام فيه لعل الموت يفهم ويجمع الكفن بالجسد.

عندما ابتسمت وكنت أظنك لن تأتي قلت إنها النهاية لن أعطي أمر واحد من تفكيري ذرة، فقلت خطأ هذه البداية، أخبرني يا عزيزي هل الغربان تجيد التبسم وإعطاء الأمل؟

شكرًا على القلم بنفس القدر على التبسم والتفهم، كل ليلة قلت لست بحاجتك أعطني هدوء أغمض عينيَّ وكفى، لكن في الليلة الأخيرة تراجعت ابحث لي عن قصة أخرى، لم أشبع للآن ولا أنوي الاستيقاظ عكس الذهاب إلى أن يحين هذا الوقت عينيَّ على نافذتك كما ستنظر عينيك على مشهد الذهاب.

انظر لا تخدعك الكلمات بين الحروف دسست اعتذاري.