أصوات المدافع تدوي من كل ناحية حتى أصبحت كصوت الراديو صباحا أو كصوت الموجات في نهر الأردن كلما كنت أزور جدتي ،، أغمضت عيني عندما دخلت أمي تسحب الغطاء علي ،، أممي تعتقد أني مازلت أحمد الصغير الذي كان يقلد جدته في انحناءة ظهرها . لقد كبرت ياأمي كنت أقولها دائما فتبتسم أمي وتربت جدتي على كتفي ويضحك جدي ثم تطفر الدموع من عيني امي وتقول أعلم أنك ياولدي كأبيك ولدت كبيرا ، ثم تدفعني لأحضانها وتندفع بعدها تبكي كثيرا
مازالت امي ترقد وتحتضن إيادا أخي وأنا أقوم إلى صورة أبي لأجد يدها عليها ودموعهاتغرق الوسادة
............. وزاد القصف وتقدم الجنود وهرعت امي وقامت لتحمل أخي والحقيبة التي أعدتها وسحبتني من يدي وخرجنا نجري وأمي تتجه إلى بيت عمتي راوية ليوصلنا زوجها إلى بيت جدي ،،، وقبل أن نصل بكى إياد ..لقد نسي كوكو دميته التي أحضرها له أبي قبل ان يولد ،، وعلا بكاء إياد ولكن أمي قالت له سأحضر لك غيرها يا إياد لا تخف وبكى إياد : لا أريد غيرها أريدها لأنها لي ،تركها ابي لي
ولم أستطع أن أمشي خطوة واحدة ،، اتفت خلفي فرأيت محمدا وسلمان وعلي إنهم في نفس مدرستي ولكنهم في الصف الأخير ...... رأيتهم يحملون نبالهم ويقذفون الدبابات والجنود ....اندفعت إلى البيت وأحضرت كوكو من فوق الفراش وخرجت ألوح لإياد وفي يدي اليمنى كوكو وأجري وأجري و.......آه
ماهذا الصوت ؟ طلقة رصاص وشيء ما يؤلمني في صدري وضعت يدي اليسرى على الثقب وسقطت..... جاءت امي وأخذت رأسي في صدرها وهي تصرخ
آه يا أمي أنفاسي تؤلمني .. ماذا وضعوا في صدري يا أمي ....... أمي تشق شالها الأبيض لتربط به الثقب والدم يتدفق يملأ ملابسي ويجري على الأرض ...على التراب
قالت المعلمة إن شجر الزيتون يروى كثيرا حتى يثمر بعد سنين ........... هل سينبت الزيتون هنا يا أمي
صدري ياأمي يؤلمني من هذا الثقب
لماذا يا أمي هل كانت لهم أم لنا؟ إنها لنا لنا
ومددت يدي إلى إياد فأخذ كوكو من يدي ، وأمسك يد أمي
أمي جفناي ثقيلان