تلفتت حائرة تبحث عن نصف آخر يكملها يحتويها يتفهمها يمنحها الدفء الذي غاب عن القلب طويلا ،يلهمها الحب والصبر على الأيام القاسية الباردة ،يضيء في البرد والظلمة قنديلا تسترشد به في متاهات الدنيا ،يدعمها يتوحد معها وفيها ،يحميها حتي من نفس غاشمة متقلبة عصية على الهدوء والاستكانة ، يخبرها أن كل شيء بخير وأنها طفلته التي سوف يحميها طوال حياته مهما كلفه الأمر ، وتكون هي وطنه الأم ومرفأ سلامه وفرحته ....بحثت كثيرا....
وتغافلت عن العروق العجفاء البيضاء التي نمت وتوغلت واستشرت في رأسها منذرة بإقتراب الرحلة من النهاية
أعياها الأمل وأعياها أكثر الإنتظار المؤلم الذي ذبح نصله عمرها في سرقة ملعونة دون أن تدري ....
رجعت إلى غرفتها وحيدة تجر أذيال الخيبة
.. نظرت... تهللت... لقد وجدته ساكنا.... في المرآة .
رانيا ثروت