كان كثيرا ما يحب أن يقف عاقدا ساعديه أمام صدره، يظنه الغريب بعيدا صامتا، وكيف يفطن الغريب إلى أن ساعديه المنعقدين يطويان نور الدنيا بين حوانحه، وأنه ما عقدهما إلا ليمنع نفسه من التحليق، وينعم علي الدنيا بأيام قليلة، يمنحها من بهجة روحه ويمنع عن أحبابه فيها الألم.
لكنه، رغم كَدِّه المشهود كي يبقى ساعداه معقودين، غلبته طبيعته الأصيلة، فاستسلم ذات ليلة مشهودة لغواية السماء.. حل ساعديه وارتقى..
وهو من عليائه ينظر لي كل نهار ويبتسم، فأبتسم، وأقول
ها قد مر يوم آخر، ما أصعب الأيام دونك.. ما أصعب الأيام!
....
يا وسام
موحشكش الكلام ويايا؟ موحشكش الزعل والابتسام!
يا وسام
أربع سنين مترتبين..
إنت تبص وتبتسم.. وانا أعد ايام
وسام جلال الدويك
٣١ أغسطس ١٩٧١
١٣ فبراير ٢٠١٩