آخر الموثقات

  • تعجبني تجاعيد جبينك
  • رسالة من البشرية إلى الإنسان: لا تتجبر على الضعفاء
  • دموع على السكة الحديد
  • الكمال الحقيقي.. أن تدرك نقصك
  • ق.ق.ج/ بصيرة
  • قصة قصيرة/ البارود الأخير
  • ذاكرة لا تعرف القبلية 
  • نافذة الروح.. بين الحلم والخراب
  • إلى حلمي بالسلام
  • يا غائرًا بالقلب
  • أطباء نفسيين لطلبة الجامعات .. شئ مهم
  •  ملحمة حب 
  • بحبك ومش قادره أخبي
  • عن الجدوى
  • أخجلُ كثيرًا
  • أُعيدُ تشغيلَ المقطعِ الصوتيِّ
  • ولأنّي معك
  • صارت لعناتٍ تُلاحقني
  • أحلمُ بعالمٍ من الشعرِ والشعراء
  • على أبواب المدينة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نور اسماعيل
  5. وللرجال فيما يعشقون مذاهب (رواية) - الجزء 11

بِعْتِيَنّى عَلِشانِهُم
وعِنيِكَى مَعْصُوْبَة
يَاهَلِ تَرَى خْايِنّة
وَلَا زَيَّى مَغْصُوْبَة(هشام الجخ)
                   **
الفصل (20)
صوت زغاريد متعالية ، الكثير والكثير يتعالى
هناك صخب خارج المنزل ، يبدء عمار من فتح عيناه ببطئ
فينظر بجانبه ليجد زمزم تنام على ذراعه المفرود وتغط فى سبات عميق !
أهى كانت زمزم!
هل كان حلمى بها هى ، حبيبة قلبي الوحيدة؟!
وحينما استيقظت وجدتها زوجتى ..زوجتى التى فرضها القدر
هى وغيرها واحد ، طالما لست حبيبة فكل النساء واحد لدى الأمر ذاته عنده.

ظل محملقاً بها وهى تنام هكذا ليتذكر ماذا حدث بليلة البارحه ،، تنهد ببطئ وأراد أن يوقظها بهدوء
_زمزم!! زمزم

استفاقت على صوته ،تبسمت إبتسامه واسعه وأردفت بحب بالغ
_صباح الخير ياغالى

تصنع عمار الابتسامه واردف لها
_تجريباً أهلى وأهلك برة ، ف جومى نچهز ونفتح الباب

كانت تنهض زمزم ببطئ فلاحظها وأردف لها
_إنتِ زينه؟! في حاچه تاعباكِ؟

التفت زمزم إليه ودنت منه وامسكت كف يده اليمنى وقبلتها من الداخل
وتحدثت بنبرة غرامها الواضح
_تعب الدنيا راحة چمبك ياولد عمى ! أنا دلوك احسن واحدة فالدنيا
وما حاسه بتعب واصل

رفرف عمار ب أهدابه وتبسم لها
_طيب الحمدلله انك زينه ،يالا عشان منتأخروش عليهم

_
_جووووم! جوووم يا وَلد عظيمه  .معقول سامعش الزيطه ديت
عاوز مِدفع چمب ودنك ؟

فتح وليد عيناه ليجد عبلة امامه ف أعتدل فجأة
_سلام قول من رب رحيم!

إلتوت شفتى عبلة وأردفت
_مالك شوفت عيفريت ياك !
_أوعر!
_أوعر!! طب اصطبح عالصبح دا صباحية مغفلقه كنها

إعتدل وليد وأخذ يفرك بيديه عيناه وهو يتحدث
_سمعتى فيه حد يصحى حد فالدنيا وهو عامل زووم بمناخيره لدرجه ان عديت الشعر الل فيها!

ضربته عبلة بقوة فى أحد كتفيه وقالت بنبرة ساخره
_چاك الجرف عالصبح،يالا جوم شكل أمى وامك برة واخواتنا
_ودول ليه جايين عالصبح ليه من بدرى الواحد ملحجش ينام

كانت تخرج عبلة مناشف وملابس من الخزانه وهى تتحدث
_صباحية ياعريس، نعملوا ايه طول الليل صاحى معرفش نمتش ليه انت ِ

نهض وليد واخذ إحدى المناشف واردف وهو يصفعها بها
_كنت عفكر فالچمال الربانى الل ربنا عطهولى ، عم محسب حاطط روچ اوحمر!

تصنعت عبلة ضحكه له بلهاء ودلف كل منهم المرحاض واحد بعد الآخر
ومن ثم كانوا فى إستقبال أهليهم فى شقة وليد وشقه عمار ،جلس الأهل واطمئنوا لحال فتياتهم
تناولوا المخبوزات المصنوعه خصيصاً للعرائس، والعصائر والفول السودانى المحمص..
تركوا مبالغ مالية كعادة مصرية لتهنئة العرائس ..وقبل صلاة الضهر مضوا إلى حيثما أتو ، وعاد كل ثنائى لما كان عليه .
فبدلت زمزم ثيابها وتجهزت وتعطرت لزوجها وانتظرته ،فطريقته معها بالأمس جعلتها تشعر ب حبه البالغ لها
وأخذت تقنع نفسها ب أنه نسى أمر إبنه عمهمحبيبة أما عن عبلة فجلست بجانب وليد وجدته يمسك الهاتف
أخذته منه وقذفت به وقبل أن يعترض أغلقت الاضاء وأمسكته من ياقه ملابسه !
__
ها أنا أقف،لا أستطيع الرجوع ولا أستطيع المُضى، أشعر أحياناً أنى أريد ان اقف وحسب دون مضى دون كلام دون حراك دون الاكتراث لشئ!
ولكن هناك شئ يدعونى أن أكمل حتى أصل.. إلى أين لا أعلم؟!
ولكنى أقاوم . أقاوم فحسب..
إنتهت المحاضرة ، كانت حبيبة تجلس بمكانها تفكر شاردة ، تسللت أمنية من بين المدرجات حتى وصلت لها
وجلست بجانبها وأردفت وهى تمد يدها
_أنا أمنية! إزيك

إلتفت حبيبة إليها متعجبه ف أكملت أمنية
_مكدبش عليكِ ، بقالى سنه بحاول اتعرف عليكِ
أو بمعنى أصح أقتحمك .. لأن إنت ِ مبتقربيش حد منك نهائى
وفحالك بقالك سنه وآدى التانيه ..إحنا زمايل وطبيعى نتعرف كلنا ع بعض

أمعنت حبيبة النظر لمقلتى أمنية بعمق وقالت لها بنبرة متهدجه
_طبيعى لكل الناس إلا أنا ،وأى حاجه بتكون عادى لأى حد برضو إلا أنا

شعرت الفتاة ب أن هناك شئ ما مريب بها! من هذه ؟وما قدر الحزن الهائل واليأس الذى تتحدث به
أردفت أمنيه بحنو
_مش جايز أقدر؟
تعجبت حبيبة فقالت
_تقدرى على إيه؟
_أساعدك ..تطلعى من الل انتِ فيه دا

تعجبت حبيبة أكثر وأكثر ، من هذه ؟ ربما تكون المعجزة الإلهية التي طلبتها مراراً وتكراراً بصلاتها
أو ربما أيضاً تكون التخفيف والذى واصلت النداء به أيضاً.
نظرت لها حبيبة وأردفت
_أنا مش فاهماكى ؟! أنا بس كل الل أعرفه انى بخاف ..بخاف اتكلم بخاف أقول بخاف اتنفس نفس غلط
أعذرينى مش هقدر أكمل كلام وياكِ

نهضت حبيبة مُسرعه وتركت أمنيه تنظر لها وبداخلها يقين ب أن م خُيل إليها حقيقياً
هذه الفتاة تعانى من شيئاً ما ،تاكدت والإصرار اصبح الضعف فقد عزمت النية ب أن لا تدع أمرها المُريب هذا وشأنه ابداً.
_
أظنُ لأولِ وهلةٍ أن وردةَ روحكَ قد ذبُلتْ...لكن لم أكن أدري أن ابتسامة ووردة قادرة علي أن تعيدَ  انساناً إلي الحياة!!
ومرّت الشهور ..
_كتبنا الكتاب يا حفصه ، يالاهوى والله م مصدج روحى

قالها همام إثرتحدثه بالهاتف ف اردفت حفصه تتحدث
_ليا يعنى ؟ كانت روحك هتطلع خلاص !

تبسم همام وأردف
_بس نتچوزك ونطلع عليكِ الجديم والچَديد كُله
رفعت حفصه حاجبها وأردفت
_عتستحلف لى ياك يا وَلد منونة ! إسمع مش عشان كتبنا الكتاب وجربنا ندخلوا يبجى عادى ٱنت خدت علىّ
أنا ممكن أمسح بيك المكان كله زى زمان وأكتر ولا أعمل حساب لچوز ولا فرد
تضاحك همام وهز رأسه ،يعرفها ..يعلم ب أنها تكابر وبداخلها حنو وحب دفين لاتريد أحد أن يطلع عليه
مرر الأمر ككل مرة يفعلها وأردف لها
_نفسك ف إيه يا ست البنات نعملوه فالفرح

مطت حفصه شفتيها وامتعضت وأردفت
_يابوى أنا الكلام الملزق ديتى عحبوش ، إتكلم دوغرى ناجصاش حد
چاك المُر اللى يتلافاك

قهقه همام وأردف لها
_طب ميتى هتحنى وتبلى ريجى بكلمه زينه يابت الحلال ؟!
_أما تطلع روحك ، وكتها نبجى نجولوا كلام زين ونشعر فيك واجول يا سندى وياللى مفيش من بعدك
_وأهون عليكِ؟!
_يالا مع السلامه ياهمام ، أنا شايلة الزايدة وشكل المرارة هتحصلها
أغلقت الهاتف وتحدثت إلى نفسها
_كلام مشوفناهوش جبل كديتى ياربي ، أيا دى ينفعش خطوبة من غير مُحن
لازم خطوبة بالمُحن ،زى شندوتش الچبنه بالطماطم مع بعض
ونرجع منلاجيش مكان فقائمه محكمة الأسرة!
دم ياخد العفش كله

_
_خبر إيه يا محمد ، الچحش اكل نص الزرعيات شايفهوشى!

قالها درويش بصوت مرتفع ف اردف له الفتى
_مش حكاية ياعم درويش يعنى
_لاه حكاية،وإنت وأبوك وأخواتك جاصدينها وكل مرة ع كديتى
مرة الجحش ياكل ،مرة ولاد اخوك يبهدلوا الزرعه
اومال ايه الحكاية ، لو ملميتوش روحكم ردى هيبجى شديد

خرج الحج حجاج صاحب الأرض المجاورة إلى درويش وأردف له
_بص يابو الغايب ،إحنا عنتهددوش وأوسع م معاك چيبه

رفع درويش حاجبه وأردف وهو يضع يده بجيب جلبابه
_كيف يعنى اوسع م معاى أجيبه ،همكش المشاكل ي حچاچ

نظر له الرجل وقال له دون إهتزاز
_درويش، جولتلك عنتهددوش ، غلة وكلها الحمار من أرضك
_مش أول مرة ياحجاج
_وافرض!

هنا استشاظ غضب درويش ودون وعى أخرج سلاحه النارى وأطلق عيارا على الحمار فوقع ميت بالحال!
_وه!!! موتت الحمار يا درويش
_وأى حد هيتعدى حدوده بعد كديتى ،مالوش غير السلاح عِندى

تركهم وأنصرف ،وهم بمصيبتهم فى فقد حمارهم أحد المواشى المعتمدين عليها
فى أمور زراعتهم منهم من خرج ع صوت العيار النارى من أبناء هذا الرجل ومن الجيران حولهم منهم من كان يشاهد المشادة منذ بدايتها ، كيف له أن يتصرف بهذه الطريقه
نظر حجاج إلى درويش نظرة توعد ، واحدة ب واحدة والبادئ أظلم!
__
وبعضُ الحنينِ طليقُ السيوفِ حبيسُ الضلوع،وبعضُ الحديثِ قليلُ الحروفِ كثيفُ الدموع!
_يعنى ايه أحس بيك ؟! يعنى محساش بيك

نهض وليد منزعجاً وأردف بصوت عالِ يتحدث
_فين إحساسك بيا وكل سنة چيبالى عيل ،لاه ومن رحمة ربنا سَنة تخلفى وسنه تسجطى
ياست انا راضى باللى چُم ومش عاوز عيال تانى !

فغر فاه عبلة ناظره إلى وليد وتردف
_على فكرة ،انا بشوف الويل فحمل كل مرة وفالولادة والززن والبُكا والرضاعة
ومع ذلك مشتكتش ،مستنية إنى تيچى المرة الل نخلف فيها ليك الولد!

تنهد وليد وأردف
_أنا مش عاوزه الواد ، اكتفيت باللى ربنا ادهولى خلاص
_عشان تتچوز عليّ مش كديتى !!

قالتها ب اتساع حدقة عيناها، ف أردف لها وليد بنفاذ صبر
_ياست لا هنتچوز عليكِ ولا عاوز نكرر مأساه تانى ، هو أنا جادر عليكِ لما نچيب واحدة كمان

اقتربت منه عبلة وهى تتحدث صوب عيناه قائله
_إنتَ لو مش حاسس إن كُل الل بعمله ديتى مش حُب فيك،يبجى أنت أعمى القلب والنظر!

تركته وغادرت الغرفة ، جلس وليد بمفرده يفكر بكل مايدور حوله لم يكن اختياره
ولا يريده ولكن مُرغماً أخاك!!
إستيقظ وليد فزعاً ،وفرك عيناه بقوة وهو ينظر إلى غرفته ..أهو كان حُلماً
دلفت عبلة إلى الغرفة ، وبطنها كبيرة أثر الحمل وأردفت له
_كويس إنك صحيت ، عمار مستنيك تحت عشان تروحوا المكتب

نظر وليد إليها دون تحدث يحملق بوجهها فقالت عبلة
_أيا فى ؟!
_چبتيلى كام عيل يابت المستخبي !

طرقت عبله كفاً ب كف وهى تتعجب وأردفت
_مالك سُخن ولا لسعتك عجرب يا واكل ناسك
_رُدى على ّ، دا العيّل الكام ديتى ؟
_هو انا فالقسم هنيتى ولا خبر أيا! يابوى دا اول عيل وحامل فالسابع
استريحت يافقرى ..دا مالو دا ياربي

أمسكها وليد من رقبتها وقام بخنقها بطريقه مضحكه وهو يردف
_عارفه م تجعدى تچيبيلى فعيال عيال هخنجك وأرميكى فالترعة

أزاحت عبله يده وتحركت ببطئ نتيجه حملها وأردفت
_يابوى غور ، أنا لا طايجاك ولاطايجه ولدك من دلوك عشان اقعد أجيب كاتير
دنا روحى طلعت ف أول عيل وورانى المرار

نظر لها وليد ب إمتعاض ونهض يرتدى ملابسه ،بينما على الناحية الاخرى كانت تعتدل زمزم من على سرير الفحص بعيادة طبيب أمراض النساء والتوليد..
وكانت والدتها تنتظر ،و م أن انتهى الطبيب ف أردف لها فور جلوسه على مكتبه
_أنا شايف ان مالوش لازم الاستعجال ، لسه بدرى انتِ تعتبرى عروسه

قالها الطبيب فتدخلت والدتها بالحديث
_أصل اختها حامل وهى غيرانه يا داكتور
قالتها وهى تضحك السيدة ،فنظرت لها زمزم وقامت بغمزها ف أردف الطبيب
_عارفها مدام عبلة ،هى كلها تدابير ربناوفيه وقت مناسب لكل حاجه

وفى رحيلهم من العيادة،كانت تتحدث زمزم إلى والدتها
_كويس معاى، كويس جوى ..كلامه عالكد وطيب وبيسيبنى أعمل الل عاوزاه
نفسي نفرحه ياماى ، دايما سرحان دايماً ساكت
مبسمعش صوت ضحكته غير لما يكونوا وليد وعبلة عندنا
أو يجيه همام!
بحسه عاوز يجولى ميتى هتخلفى زى أختك، بس ساكت
عمار وحدانى ياماى ،ونخاف تعدى السنه ومنحملش وأمه تجوزه على

ربتت السيدة على يد إبنتها وقالت
_تحية طيبة، ومش هتعمل كديتى .. وإنت جولتى هو زين معاكِ
وزى الفل، يبجى طلعى من مخك أى حاچه تانيه
وربنا يهدى سركم يابتى,,
_
شريط اختبار الحمل المنزلي..
وضعته حبيبة على حوض المرحاض ناظرة إليه،النتيجة إيجابية
أى أنها تحمل بين أحشائها طفلاً!! تحمل طفلاً من هذا الوغد
هذا السارق، سرق روحها وأحلامها وحياتها ولم يكتفِ بل حطمهم أمام عيناها.

كل هذا كان يدور بذهنها حتى سمعت صوت مفتاحه ويدلف إلى المنزل ، خافت وألقت بالاختبار بسلة المهملات ، وخرجت لتجدة يحضر الطعام كعادته
هو لايثق بها أن تعد له طعاماً ، يشك ب أصابع يديه ويشك بها أن تدس له فى ذات مرة سُم قاتل.
زائد وسواس النظافه لديه،جعله لا يأكل من عمل يديها ولا ينام بجانبها!!
خرجت له تتصنع فرحه مجيئه كى لاينهال عليها بعذابه ، أصبحت تجتنب مايضايقه وتعمل على كل ما يوده .
نظر لها الياس وأردف
_مالك؟! كنت فالحمام فيه حاجه

بتلعثم أردفت حبيبة
_لاء عادى مفيش ..دا الأكل !
_ايوة ،وإنتِ عارفه هتاكلى أد إيه

هزت حبيبة رأسها إيجابا وخطت خطوات نحو الطعام وشرعت فالبدء ف امسك يدها
_من أمتى بتاكلى قبلى؟
رن هاتفه ، وكانت والدته فتصنع دوره الآخر ونظر لها نظره حفظتها هى وظلت مكانها صامته
بعد حديث بينه وبين والدته وأطمأنت لحالهما سواء بالحديث مع أبنها او التحدث بإقتضاب مع حبيبة
أخبرته بميعاد حفل زفاف حفصه ابنه شقيقها مناع وأنها ستذهب لتحضر الحفل مع مى وزوجها كالسابق فهل ل إلياس إمكانية الحضور؟!

_ممم، لاء شكلى مش هقدر يا ماما فيه عندى صفقة وشغل كتير

بعد فرحة حبيبة ب أنها أخيراً ستزور بلدتها وترى حفصه عروس،عادت إليها خيبة الأمل من رفض زوجها كالعادة،يريد الاختباء بها فى صومعته للأبد دون أن يراهم أحد
دون أن يدرى بهم احد مدى الحياة، حتى اقترحت والدته ب أن يظل هو هنا للعمل وأن تصطحب حبيبة معها هى وشقيقته ..
أغلق إلياس الهاتف بعدما رد أيضاً بعدم الموافقه ، و ظل مشخص النظر إلى حبيية
التى جثت على ركبتيها أمامه وبدات دوامه توسلاتها
_ابوس رجلك وايدك اروح معاهم،نفسي اشوف حفصه وافرح بيها

دنى إلياس منها واردف مصوب عينيه بعيناها
_عاوزة تروحى لحفصه ولا للزفت عمار!!
قالها بصوت مرتفع وهو يطرق المنضدة بجانبه، إهتز جسد حبيبة خوفاً وأردفت
_لاء والله، هشوف حفصه بس،انا أساساً عمر م كان ليا علاقه بعمار
ابوس رجلك هبقى فايد عمتى زاهيه وابقى اتصل كل دقيقة ..خلينى أروح معاهم
وانا هبقى تحت رجلك طول عمرى وعبده عندك وتحت التراب الل بتمشى عليه

أمسكها إلياس من أطراف شعرها ،وهز رأسها قائلا
_عارفه إنك خلتينى دلوقت نفسي ف إيه

نظرت له حبيبة مرتعبه ف اكمل هو
_أكتفك واعلقك زى م عملت من أسبوعين، وأعمل كدا معاكِ وإنت ِ متعلقه
قووومى
امسكها فكانت هى تتوسل دون أن يسمعها
_طب المرة دى مش هينفع ،الياس...الياااااس

نداءتها لم تكن مسموعه له، فعل فعلته ونزفت الكثير من الدماء
أول الأمر أعتقد ان من هوله فعله حدث هذا وإن الامر عادياً ولكن حينما تجاوز الأمر وفقدت حبيبة الوعى
أخذها إلى اقرب مشفى وهناك علم الحقيقة.
كانت حاملاً فى طفله الأول! وقد سقط ..
عندما سألوها حينما استعادت وعيّها كذبت وقالت بأنها كانت تقوم بتنظيف المكان وسقطت من أعلى المقعد.
خرجت من المشفى، الأمر الذى جعل إلياس يقوم بمكافئتها إثر سكوتها وكتمانها الأمر
وبعثها مع والدته إلى الأقصر تحضر زفاف حفصه وهمام بعد التوصيات الكثيرة ب أن لا تتركها وكأنها حارسها الخاص.
_
بفستان زفافها حفصه كانت تتوسط الفتيات كالقمر المضئ ،فرحتها تبدو عليها جدا وهى تصفق وتضحك
وزوجه أبيها تدور تقوم بتوزيع زجاجات المياة الغازية وشقيقات حفصه أيضاً، المكان محشود بالنساء
وبجانبها حبيبة ممسكه يدها ولأول مرة تشعر بفرحه من فترة طوويلة ، قامت زمزم بعدما استدعوها للرقص
وتوسطت الفتيات ورقصت ،كانت تنظر حبيبة لفرحتها التى تبدو عليها وضحكتها المرسومه وعيناها ..دار بعقلها ألف سؤال هل سعيدة مع عمار إلى هذا الحد؟
بالطبع نعم فهو عمار ، أما عن عبلة فكانت تصفق وتزغرد برغم بطنها المنفوخ وتضع المزيد من مساحيق التجميل على وجهها ..تنظر لها حبيبة من خلف نقابها وتتخيل حياتهم الهادئة المليئة بالحب والأمان والاستقرار مع وليد وعمار.
ربتت العمة زاهية على ظهر حبيبة وأردفت لها ب أذنها
_قومى أرقصى زى البنات متقعديش كدا

تعجبت حبيبة وتلعثمت وأردفت لها
_ارقص..اصل ياعمتى...
_أنا بقولك قومى ، لا أبوك ِ ولا إلياس هنا ، قومى فرفشى زى البنات
يلا قومى مع مى

سمعتهما حفصه ف دنت من حبيية
_واجلعى الفقر الل ع وشك ديتر ويالا جومى اسمعى كلام عمتك هو أنا كل يوم هتچوز ياك

لأول مرة تشعر حبيبة منذ فتره بالتمرد،خلعت نقابها ..برغم الذبول فى وجهها بسبب عدم الراحه والنوم وجسدها النحيل بفعل عدم الأكل وشحوب بشرتها وتشقق شفتيها
إلا أن جمالها مازال موجود ، ف إن ذبلت الزهرة رائحتها مازالت موجودة !

عندما نهضت الانظار كلها شخصت عليها، شعرت زمزم بالغيرة من فرق مستوى جمالها عن جمال حبيبة فهى لم تراها منذ زمن بعيد
قامت حفصه العروس بنفسها بربط الوشاح على خصر حبيية وتوسطت الفتيات ورقصت ،كانت ترقص بجسدها المتعب المهلوك ،ولكن من كان يتراقص حقاً هى روحها
أيام خارج سجنها الحقيقي ،ايام دون ذعر دون انتهاك لأدميتها ،ترقص وتتمايل
والجميع يصفقن ، كان على الناحية الاخرى
إحتفال الشباب العريس همام ، وسط صخب الاغانى والتهنيات وتوزيع المياة الغازية
دنى وليد من أذن همام
_عارف هتعمل ايه إنهاردة ولا هتوطى راسنا يابو عمو
قام همام بلكزه وهو يضحك ف أردف عمار
_مش بعيد تكون حفصه مخبياله مطوة تحت المخدة ،الل هو هتجرب والله اغزك
ضحك جميعهم بصوت عالِ ،رن هاتف عمار ي إسم زوجته فتعجب ف سأله وليد
_مين
_زمزم! غريبة عترن ليه هى فالفرح
_هى واختها منهم للمولى،مبيفصلوش ارسال واستجبال 24ساعة
دم اما يلفح خلجتهم المعفنه

ضحك عمار ونهض يجيبها
_ايوة يا زمزم
_ايوة ياعمار ،إنت عند همام صوح
_أيوة ،فيه حاچه ياك ؟
_لاه ،كنت نتطمن بس

أغلقت الهاتف فشعر زمزم بتعجب من مكالمتها هذه، استدعوه الشباب مرة أخرى أن ينضم إليهم
ولكن كان نظره معلقا بمنزل عمه مناع ، يعلم بحضور حبيبة
ومنذ سنوات لم يراها ،متعطش للغاية يريد أن يرتوى
تصنع ب أن مكالمه زمزم اقلقته فهرول إلى منزل مناع ، ودلف وسط الصخب
ورآها !
رآها تتراقص بينهم وتضحك،رأى عيونها سمع صوتها
وضع يده على قلبه كالعادة واردف كلمته المعهودة
_بسم الله على جلبي

عاد خطوتين وقام بالاتصال ب زمزم ب أجابت واخبرها انه بالخارج فخرجت له
_معرفش إتصالك جلجنى
_يعنى انا عتصل عشان أتأكد انك بعيد عن هنيتى وإنت تيچى ياعمار؟!

لم يفهم عمار مقصدها فاستطردت هى
_خلاص روح روح دلوك خليك مع العريس ،وانا وعبلة جاعدين شوية ونروح البيت
ذهب عمار الى الشباب وانضم اليهم وعقله هناك عندها ..عند حبيبة.!

إنتهى الحفل ، ذهب همام ليجلب حفصه وسط الجموع والزغاريد زفافاً حتى المنزل وصعدا سويا ً
وم أن دلفا الى الشقه ف اغلق همام الباب بسرعه ..

فى هذه اللحظة، لايدرى وليد م الذى هداه إلى الطابق العلوى بمنزل والده
ذهب إلى هناك ،وم أن ذهب حتى وجدها أمامه!
_وليد!
_حبيبة!عتعملى ايه هنيتى ؟

قبل أن تجيبه سمعوا خطوات،واحدة اثنين ثلاثة
حتى عمار أصبح مقابلاً لهما وهتف بشوق العالم كله بداخله
_حبيبة! جلبي چابنى على هنيتى كأنه كان عارف!
رفعت حبيبة بصرها لهما و اردفت..
_

 

جوابي ده الأخير ليكي
يامعاليكي
ياست الحسن
ياسبب الحزن والعلة
ياشجرة حسبتها ضله وطلعت نار (عمرو حسن )
                 **
الفصل(21)
فى هذه اللحظة، لايدرى وليد م الذى هداه إلى الطابق العلوى بمنزل والده
ذهب إلى هناك ،وم أن ذهب حتى وجدها أمامه!
_وليد!
_حبيبة!عتعملى ايه هنيتى ؟

قبل أن تجيبه سمعوا خطوات،واحدة اثنين ثلاثة
حتى عمار أصبح مقابلاً لهما وهتف بشوق العالم كله بداخله
_حبيبة! جلبي چابنى على هنيتى كأنه كان عارف!
رفعت حبيبة بصرها لهما و اردفت..
_إنتو أيه الل جابكم ؟ وحد عرف غيركم أنى هنا ؟!
نظرا الاثنين كلا منهم لها ، عمار ينظر بشوقه البالغ المعهود ويستمع لصوتها الرقيق
أما عن وليد ، فقد تمتم بسريرته وهو يراها أمامه وبداخله يردد
_العيون بتحضن ..وبتتكلم ..وبتوصف وبتحس وبتقول كل الكلام الل مبيتقالش !

بعد ثوان من الصمت قالت حبيبة
_ممكن كل حد منكم يمشى ! أنا جولت لعمتى انى رايحه اسلم على خالتى تحيه وعظيمه وهرجع
_وليه طلعتِ فوج!

قالها عمار ، ف أردفت حبيبة شارده تنظر أمامها
_دا المكان الوحيد الل شوفت فيه راحه وسعادة،أما كنا بنطلع هنا إحنا التلاته ونلعب لحد م نقع من التعب وننام ،اما كنتو بتلاعبونى كأنى العروسه اللعبه بتاعتكم
لما كنا بنسهر نتفرج عالنجوم ،ووليد يغنيلى رايح اجيب الديب من ديله
وأنا أضحك، جيت استرجع كل لحظة راحت منى واختفت ..واتشوهت!

_فيكِ ايه يا حبيبة؟!
قالها وليد مندفعاً بنبرة حب يختلجها الخوف ، نظرت حبيبة له مطولاً واردفت
_مهما الل كان فيا، ينفع تمشوا ؟ انتو الاتنين متجوزين وانا كمان ووجودنا إحنا التلاته هنا غلط وحرام
أنا كنت جايه لوحدى وهمشى ع طول

تقدم عمار بالخطوات نحوهما ، وأردف وعيناه مصوبه إلى حبيبة
_لو دجايج بس ياحبيبة! عارفه من ميتى مشوفتكيش؟ من ميتى متطمنتش عليكِ؟
معرفش شى عنك ، معرفش حصلك ايه هناك بيعاملك كيف مرتاحه ولا لاه!
جلبي كان هيتخلع من مكانه لما بس عرفت أنك هتحضرى فرح حفصه,
فرحتى كانت أكبر من حفصه نفسها العروسه واكبر من همام الل هيموت وياخدها من واحنا عيال صغيره..
جلبي جالى أنك هنا وربنا يشهد على ّ ،لا شوفتك ولا لمحتك حتى
بس حسيت أن لو چيت هنيتى هلاجاكى يا جلب عمار !

سقطت عبره من احدى مقلتيه فهم بمسحها بسرعه ف أردفت حبيبة
_عمار ابوس ايدك ،مينفعش أى حاجه من الل اتقالت دى أسمعها
مش عشان مراتك وجوزى ، عشان ربنا

طرق عمار بيده على السور المبنى بالطوب طرقه قوية وقال بعصبيه
_عارف! ومش بيدى ..والله مابيدى يابت عمى

أطرقت حبيبة رأسها لاسفل وهى تمسح عيناها اسفل نقابها وتردف
_طب ممكن تمشوا؟
_زى م جالك عمار ي حبيبة، دجايج نتطمن ..دجايج وهنعمل الل عاوزاه كله

صمت ثلاثتهم ، ف أردف وليد
_رغم انك كلك متدارية بس أنا شايفك يا حبيية، روحك مطفيه وجلبك حزين
فضفضى عن جلبك وجولى ، مش إحنا ...إحنا إخواتك

رفعت حبيبة رأسها للسماء وكادت تقضم شفتيها خلف نقابها وأردفت
_اقول إيه؟ مش هعرف أقول ..مش بس عشان خايفه
لو قلت هتروحو انتو الاتنين منى  ، حد عارف فالدنيا انتو ايه بالنسبة لى ؟!
محدش يعرف ،ولا حتى أنا كنت أعرف
بس عرفنى البُعد والغربة والقسوة ، إنكم مش بس إخواتى الل كان نفسي فيهم
انتو حنيه أبويا الل كنت محتاجاها ، إنتو باقى دفى أمى الل اتحرمت منه
انتوا الصحاب الل بعدت عنهم ب أوامر ، وانتوا الأهل الل طول الوقت كانوا جمبي

عاوزينى أتكلم! عشان اخسركم للأبد ؟

هنا نهض وليد من مجلسه وأردف
_فيه إيه يا حبيبة؟! جلجت وأنا اصلا من يوم م مشيت ِ وأنا جلجان !
_قلقتوا عليا؟!

قالتها نبنرة معاتبه إياهم ، تفهم كل واحد منهم الأمر ف أردف عمار
_عمرنا م بطلنا  جلج عليكِ، آه اشتغلنا وبنينا بيوتنا وخطبنا واتچوزنا وواحد مننا هيبجى أب خلاص
بس عمرنا م نسينا حبيبة؟ عمر م بطلنا نفكر فيكِ وندعيلك
عمر م سابنا الأمل أن أى حاجه توصل ونعرف بيها أنك بخير
إحنا بجينا يا حبيبة مجرد أى حاچه والسلام ،عايشين وخلاص
عشان الدنيا لازم تتعاش كديتى ..

مسح وليد على وجهه وأردف لها ينظر بجانب وجهه ويخبئ عيناه عنها
_مين جالك أن حد مننا عايش ! حد مننا زين؟
_عشان الحُب!!

قالتها حبيبة فتعجب عمار ونظر إلى وليد رافعاً حاجبه
_الحب !! جصدك إيه يا حبيبة

تنهدت حبيبة وأردفت
_مش عارفين تعيشو عشان كل حد منكم متجوزش الل بيحبها ، الل هى أنا!
وللا عشان مرات كل واحد فيكم ب إختيار أهله زى جوزى كدا ماهو ب إختيار أبويا

قالتها وفجرت القنبلة دون أن تدرى ،فنظر عمار بعمق الى وليد الذى نكس رأسه أسفل
ف أكملت حبيبة
_فاكر يا وليد ..فاكر كل كلمه كنت بتكتبها وتبعتها زمان فالورق ومكنتش أعرف لمين
كل كلمه فاكراها مش عشان حركت مشاعرى أو حب ،لاء
عشان كنت لأول مرة أحس بكيانى وأحس أنى مهمه عند حد
فاكر لما كتبت لى  وأبص لعنيكِ أحس أنهم أكوان مش كون واحد ،وكأنى ياذات الروح قضيت فيهم
مليون حياة قبل كدا !
كان صدر عمار يعلو ويهبط ناظراً ناحية وليد متفاجئاً ، أما عن وليد كما هو نكس رأسه دون أن يتفوه ب أى كلمه .
رفرفت حبيبة ب أهدابها ونظرت ناحية عمار وقالت
_ولمّا عمار عمل المستحيل عشانى ، سافر وإتغرب وتعب عشان يجيب مهرى
مفكرش فوظيفته الل لسه متثبتش فيها ، مفكرش ف أهله
مفكرش حتى فيك يا وليد وأنت صاحبه وأخوه
وإتحدى الدنيا عشانى ، وقتها كنت حاسه أنى فوق الأرض وأنى مش عايشه مع الناس الل فيها
كل حد منكم إدانى ف وقت قصير الل عارفه اقاوم وأواصل بيه الل بمر بيه دلوقت!
يبقى طبيعى لو مليون سألنى مالك وحس بيا من غير م أحكى ولا يشوفني
مش هقول ، لأن مش بعد كل الل خسرته ..اخسركم انتو كمان..,

رن هاتف وليد ، ففزع مكانه وأخرجه ليجدها زوجته عبلة ،إلتوت شفتيه وهو يردف
_عاوزة ايه ،عاااوزة ايه چاكِ منچل يشرك صوباعك الفقرى الل شغال تن تن تن

كانا ينظرا له عمار وحبيبة، أجاب الإتصال
_ايوة يابوى
_فينك ياباشا، الفرح خلصان من بدرى

تأفف وأبعد الهاتف عنه وبصق بطريقه مضحكه عليه وعاود وضعه على أذنه مرة ثانيه
_يابوى جاعدين شوية أنا وعمار وأخوات همام مع بعض نحكوا ، شوية يا قدرى شوية يا غفير مركز المطاعنه

تصنعت عبلة الضحكة مستهزءه
_هيهيهيه، طب يابوى .. أنا هنام تعبانه جوى عندك الوكل لما تاچى فالمُطبخ سخن وكل
_طب شكر الله سعيك
_وانت داخل تعملش صوت ،مابنصدج ننام
_حاضر،فيه أوامر تانيه سعادتك ؟
_لاه سلام

أغلق الهاتف وأخذ السباب واللعنات دوره فى لسانه بعدما انتهت المكالمه
ونظر ناحية حبيبة
_مهما كان الل عندك وعاوزاش تجوليه ،إحنا هنيتى ففقر ازلى ومرار طافح وهوايل علينا وعلى الل چابونا
صمت الجميع ، فنهضت حبيبة وأردفت
_أنا هنزل ،وانتو لو عاوزين تكملوا قعدتكم براحتكم ..تصبحوا على خير واشوف وشكم بخير
عشان همشى الصبح ، هرجع لقضايا

نظر ناحيتها عمار وترجل بلهفه نحوها وقال
_برضو مش هتطمنى جلبي عليكِ؟

نظرت لأسفل وعادت بالنظر إليه وقالت
_إسأله يمكن يقولك مالى ياعمار

قالتها وهبطت على الدرج وهو على وقفته ينظر لها حتى أختفت،ف أتاه صوت وليد من بعيد
_عمار !
لم يلتفت إليه وأردف وهو يهم بالنزول أيضاً
_أنا مروح ..تصبح على خير

وقف وليد يشعر بما يشعر به عمار ، لم يحسب ابدا ب أن يأتى اليوم الذى سيعلم فيه
عمار بحقيقه مشاعره ناحية حبيبة .
ولكن الآن الوضع تغير بعض الشئ ، هل يمكنه التوضيح ؟
هل بالإمكان من الأصل ..توضيح الأمور لتكتمل الصورة حتى لا يتفرق الأخوين!
_
_إنتَ تخييين أوى ومبعجر ومفشكل ،مستحيل أحبك إنت مجنون ؟!
_يابنى إنت فاشل أساساً ، وعمرك م عملت حاجه صح فحياتك
_ماما مش هروح المدرسه دى تانى ، الولاد كل م أروح بيضربونى وبيقطعوا هدومى مش عاوز أروح تانى
_يابنى حربية إيه الل هتدخلها بجسمك دا ؟ إنت بتحلم
_على فكرة إنت أوحش أخ فالدنيا ، عصبي ومتهور ولسانك طويل ، لما تكبر مفيش بنت هتحبك
ومفيش ولا واحدة هترضى بيك وتعبرك ،اذا كنت أنا اختك ومش مستحملاك يا أخى

كان كل هذه الاحاديث الفوضوية التى بعثها العقل الباطن فى هذا الوقت وأوصل حبال التفكير بعقل إلياس وهو جالس شارداً بمفرده فى منزله ويتحدث إلى نفسه
_آآآه ..أنا كنت فاكر أن الموضوع دا إتنسي ،دا شكله معشش فيك وعايش جواك لسه يا إلياس,

ثم عادت عجلة عقله الباطن فى الدوران وهو يتذكر بعض كلمات حبيبه له
_حرام عليك ، ليه كل العذاب دا فيّا ..قولى إيه الظلم الل ظلمتهولك
أنا كنت عملت لك إيه ؟
_ياربي هو الغلبان ميشبعش غُلب ! مش بس يتيمه وحظى ف أب قاسي وماليش إخوات
كمان تبقى إنت الراجل الل أكمل معاه حياتى لحد م أموت ! لو كانت ذنب كافرة كان زمانه خلص يا أخى ..

زفر إلياس بحراره، وعاد من شروده واضعاً ذراعيه تحت رأسه ينظر إلى سقف المنزل
_ودلوقت أنا إلياس نجم الدين، الل ميحلموش حتى يسلموا عليه
وأجمل واحلى وأذكى بنت تبقى مراتى ! وتحت أمرى
أنا إلياس نجم الدين وهفضل كدا ، لحد م كل واحد قال كلمه يندم عليها
وكل حد عمل معاك حاجه ..هتخليه يلحس الأرض عشان يطول عفوك !
_
رأيتك فوادي الذي ينبض، فدعوات الله بك فتحقق ما أريد
اذا كنت انت تراني سبب ف فرحتك ،ف انت السبب ف جعل قلبي سعيد.
_ياأهلاً وسهلاً ياعمى ، والله الشجة نورت
قالها همام ب إبتسامته العذبه وهو يضع الضيافه أمام منّاع وأولاده وزوجته جمالات ، فنهضت جمالات وأردفت
_هنجوم نتطمن على حفصه ياعريس ،بالإذن

طرقت الباب طرقتين ودلفت حتى وجدتها أمام المرآة تقوم بتمشيط شعرها وتركت المشط وقامت زوجة أبيها بمعانقتها بحفاوة بالغه وهى تقبلها يساراً ويميناً وأردفت
_صلاة النبي صلاة النبي، بد منور يا حفصه إيا يابت الجمر ديتى

تبسمت حفصه وقالت
_أنا على طول جمر ياخالتى
ضحكت زوجة أبيها وقالت لها
_طمنينى يابت عليكِ، زينه؟
_زى الفل نحمده ونشكره

نظرت حولها السيدة ودنت منها تتهمس
_جصدى ،إمبارح ..الليلة عدت على خير ؟!

قامت حفصه بفعل مصمصه الشفتين وقالت
_يابوى مانا واجفه جدامك زى الجرد أهو !
_يعنى تمام التمام يعنى
_وه! وبعدهالك يامرت أبوى ؟

أمسكت السيدة ذراعها وهمست ب أذن حفصه وهى تنظر ناحية الباب المغلق
_يابت افهمى، إنتى كابيرة فالسن  وممكن يكون تعبك همام أو

وضعت حفصه أناملها على شفتى زوجة أبيها وقالت
_باااااس يا مرت أبوى، صلينا عالنبي على كديتى ..سميتى بدنى فصباح ربنا وأنا لسه عروسه
_يابت نجصدش ، عاوزة اتطمن عليكِ انتِ زى بتى
_كابيرة فالسن كيف يا خالتى يعنى؟ كد أمه! كانوش ٣ سنين

إلتوت شفتى جمالات وقالت
_أهو شوف الملكومه فهمانيش، جصدتى كبرتِ لحد م إتچوزتِ عن البِنتة الصغيرين الل بيتچوزوا وو

_خالتى خالتى ، أنا شايفه إنك تطلعى ليهم برة تاكلى كعك ناعم وبسكوت وشريك وحلاوة
ع بال م أخلص تسريح شعرى وچايه وراكِ،عشان أكتر من كديتى أنا عارفه الكلمتين الل هيتجالو منك
تجلجيش أنا زينه وزى الفرس اهوت

وضعت السيدة جمالات كفاً على كف وقامت بمصمصه شفتيها وقبل أن تخرج سألتها حفصه
_أجولك يا خالتى ،تعرفيش حبيبة جاعدة لسه ولا سافرت؟!
_
..عندما يكون التقدم مؤلم، والرجوع مؤلم، والثبات على حالك أشد ألماً،،ً والبقاء علي حالك هلاك!
كان يقف عمار شارداً بمطبخ منزله يعد له فنجاناً من القهوة ، ويتذكر آخر لقاء له ب حبيبة
ويتذكر ماتفاجئ بمعرفته منها ، وأيضاً عدم إطمئنان قلبه لحالها.
إنتبه قبل فوران البن على الموقد، أغلقه وسكب الفنجان وفى طريقه إلى البهو بشقته .
جلس ووضع الفنجان ، فتح التلفاز فكان المشهد لقاء عاشقان بفيلم باللغه الانجليزيه
كان يضع يداه على وجهها بحميميه ويبكِ وهى تلصق أنفها ب أنفه وتتحدث بنبرات شوق متهدجه
حتى أتاه صوتها قطع تأثره بالمشهد على رائحه قهوته
_عمار ..
إنتبه عمار وأردف
_أيوة يا حبيبة!!

وقفت زمزم مكانها بلا حراك ومن ثم ضيقت عيناها له وقالت
_حبيبة!!

هرولت ناحية غرفة النوم ، ف علم عمار ب أنه قد وقع فى أمر لا يغتفر وأن هناك ثمه مشكلة لا محاله
ترك فنجانه وذهب خلفها ، و م أن دلف إلى الغرفه وجدها تبكِ فوق وسادتها
تنهد وجلس بجانبها وأردف
_طب إيه الل حصل للبُكى يابت الحلال؟

عليت شهقاتها وتحدثت نحيباً بصوت غير مفهوم
_مش عارف ليه ، بناديك تجول ياحبيبة!
_أنا جولت يازمزم
_إحلف كديتى انك جولت يا زمزم ؟!

صمت عمار ،ف إلتفتت إليه بجذعها وقالت وهى تهم بمسح دموعها
_أنا مش غبية ياعمار ،أنا عاوزة اتغابي وفيها فرج كابير جوى دى

إبتلع عمار ريقه وأردف لها
_جصدك إيه؟
_أنا عارفه إنك كنت عتحبها ، وسافرت عشانها ،واتعاركت مع عمى درويش ومع إلياس ود عمك عليها
عارفه أن النچع كله كان يحكى على عمار وحبه لحبيبة
عارفه ..وكنت نحبك ،وكنت نموت فيك من غير حتى م أشوف أمارة منك إنى فدماغك ولا لاه
دعيت ربنا كاتير يرزجنى بيك ، وربنا إستچاب ياعمار
معاملتك معاى وطريجتك ..جولت خلاص نسيها وحب بيته وحياته معاى
تجوم دلوك ترد علىّ ب إسمها !

نظر عمار إلى وجهها ب إمعان ، وتروى لثوانِ قليله وأردف
_إحنا بجالنا كد إيه سوا يا زمزم

بللت شفتيها من أثر الدموع ،ونظرت له بحبها المعهود وقالت
_داخلين ع سنه
_عمرك حسيتِ أن فيه غيرك فالسنه دى ؟
_ماهو دا الل هيطججنى ! هيچننى ياعمار مخى مبيبطلش
ودلوك أكدت ليا لما رديت ب إسمها

هنا أمسك عمار كفين يدها ليخفف من وطأة توترها الشديد وأردف
_نطجت إسمها عشان كنت نفكر فحاچه تبعها مش أكتر ، إلياس ود عمى مش عياچى البلد من ساعه م خدها
ولما چت ،چت مع مرت عمى زاهيه ومچاش هو
ومش عيكلم حد مننا ولا عيسأل ع حد ، كل دا الل كان فدماغى لا أكتر ولا أجل
متبجيش هبلة

طرق رآسها بإصبعه بخفه ، فمسحت المتبقى من آثار عبراتها وقالت له معاتبه إياه
_يعنى عمرك م هتسيبنى ؟! ولا هتتچوزها علىّ؟
_هتچوز مين
_حبيبة
_حبيبى مرت ولد عمى هتچوزها أنا،هتخترعى دين چديد إنت ِ صح

ضحكت زمزم وخبأت عيناها عنه ومن ثم أردفت
_إحلف يا عمار ، بالله عليك ..إن مهما حصل مش هتتخلى عنى
_ليه بس بتجولى كديتى يا زمزم ،يابووى
_إحلف بس
_والله م هتخلى عنك حتى لو إنتِ طلبتِ..مرتاحه دلوك؟

أراحت رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه الحنونه ، وتضع كف يدها على جذعه وهى تقول
_إلهى مايحرمنى منك ، ويچعلك چوزى دنيا وأخره يارب

ابتسم عمار وربت على رأسها ومن ثم أردف
_كنت عامل جهوة وظابطها وزمانها بردت عشان حضرتك عبيطه طبعاً وعامله زى العيال الصغيرة، ياترى فيه غيرها ونجعد نتفرچ على حاچه سوا عالتليفزيون ولا أخدها من جصيره وأشوف وليد فين وأنزل !

انتفضت زمزم من مكانها وهبت واقفه تهرول وهى تقول
_لاه طبعاً حالاً،احلى فنچان جهوة للبشمهندس حبيب جلبي الغالى

هرولت وانصرفت ف شرد هو وهو يتمتم إلى نفسه
_عارفك طيبة وغلبانه وبتموتى فالهوا الل حواليا ، بس ماليش سُلطه على جلبي يا زمزم
بس وعد جدام ربنا عمرى م أظلمك ولا آجى عليكِ أبداً

_
الذهب يلمع أمامه ..
ينظر له درويش بفخر وإنتصار مُحدثاً نفسه وهو يلامسهم ويملأ قلبه بالاحساس بهم وعيناه بالنظر إليهم
_ايييه يا درويش ، بِتك مش هى بِتك ، سلّمتها وردة مفتحه وراچعالك بعد سنتين مطفيه
كنو ماتت من چواها وجسمها بس الل عايش !
لاه ،، هى زينة ودبلانه عشان المذاكرة صعبه عليها ، متتعبش نفسك يادرويش
وإفرح باللى معاك ، وأشترى أرض البلد كُلها ، خللى ولاد عمك وبجية أهل البلد يحسدوك عاللى دايما معاك
خليك أحسن منهم كلهم .
بس بردك ، البت كانت عتبصلى بطريجه غريبه ،ومتحدتش معاى ب أى كلمه !
لاه لاه شيل عن دماغك ،هى زينه وچوزها زين وچوزاتها مفيش بت فالنجع زيها ، إفرح يا درويش وشوف هتعمل إيه وناوى على إيييه ؟
_
بيديه همام كان يشمّر جلبابه ويبدء فى تقطيع الدجاجه أمامه ويشتم رائحه الطعام الذى أمامه
_آآه يابوى ، تسلم يدك يا حفصه ريحه الوكل طيرت مخى أومال طعمه إيه بس

إبتسمت حفصه وقامت بوضع ملعقه أرز بفمه فتعجب هو ووقفت الملعقه بحلقه دون بلع ،ف أردفت هى
_كُل يا همام ، ألف هنا وشفا على بدنك يا ولد عمى

إبتلع همام ملعقه الارز بالكاد ، ومتسعه حدقه عيناه لها ومفتوح فمه
وأردف
_وه!
_كُل ، هتنزل شغلك وهيدعكوك فيه ودروس ..إسند جلبك ياخوى
وضعت قطعه من لحم الدجاج بفمه وهى تتحدث وملعقه سلطه خضراء ف أردف هو وهو على وضعه كما هو
_وه وه!
_مالك ..ايا الوكل وجف فزورك ؟ يعنى هو ينفعش أكرم چوزى وحبيبي وكل حاچه لىّ فالدنيا ؟

وضعت ملعقه بطاطس مطبوخه بفمه ف أخذ ينظر حوله يدور ب رأسه ومن ثم قال
_بالله عليكِ الكلام الحلو دا كُله لىّ أنا ولا فيه حد تانى فالمكان !

هنا تركت حفصه الملعقه من يدها وأمتعض وجهها بشكل مُضحك وقالت له
_يابوى هو أنت مخبل يا ولدى؟! يعنى فيه عرج فعيلتك لواحد مدبوب وأنت وارث الدباب؟
عكلم مين غيرك فالمكان؟ عتعفرتنا ليه دلوك

قهقه همام عالياً وأمسك كف يدها وقبله وأردف
_أصل والله م واخد عالكلام والطريجه دى منك ابداً،أعذرينى يا حبة الجلب
_ياشيخ سديت نفسي ،بلا يا حبة الجلب بلا يا حبة الفقر إوعى كديتى

إقترب منها وقبل يدها مرة أخرى وقال
_طب خلاص والله مانجصد ، خلاص يا حفصه بجا ..طب نصالحك ازاى

إنفرجت قسمات وجهها قليلاً وعادت لتطعمه وهى تردف
_بعد كديتى سيبنى ننطلق ، ليا ؟ هجولك
زمان غير دلوك ،وأنا حوشتهم بصراحه للوكت ديتى
فمتجيش إنت وتجول كلمتين شبه شبشب الحمام وتخلينى نخرس

إبتسم همام وقال
_خلاص والله حاضر هنجفل خشمى خالص ومش هنتكلم كلمه واصل ، جولى ياست البِنته كلهم

تبسمت حفصه وشعرت بالخجل ف أكملت إطعامه وهو ينظر لها ويمعن النظر وبداخله يشكر ربه على عطيته الذى طالما حلم بها وتمناها بكل سجدة له وبنهاية صوم يوم شاق .
_
ولو أن لغة العيون تُقرأ لعلمت كم تتمني يداي مصافحتك يا عزيزتى ،ولكن عذراً فهو إلىّ أقرب وهو إلى أحد أعمدة حياتى  . . ففى كل اللحظات كان هو ب جواري و ركن من أركان داري ..,
يفكر وليد ب أمر عمار ،والذى منذ هذا اليوم يتهرب منه ومن لقاؤه حتى بالعمل يزل صامتاً مهما جذب معه وليد الحديث ومهما بدء هو بفتح أى مجال للحديث.
يفكر كيف له بمخرج ، يريد توضيح الأمر له ..إنه عمار رفيق دربه منذ الصغر وشقيقه وكل من كانت له دنياه.
_ولييييييييد يا ولييييييد

إنتبه ليجدها عبله تهرول ناحيته وتسقط بالأرض وهى تصرخ ب أعلى صوتها
_إلحجنى ! شكلى بنولد إلحجنى كلم أمى بسرعه وابعت لزمزم

أخذ يقفز وليد بمكانه لا يدرى ماذا يفعل وأردف لها
_عتولدى فالسابع يخربيتك ياشيخه دا إنتِ مرار
_كلم أمى وزمزم بسرعاااااه چاك العذاب بنتعذب فُض
_حاضر حاضر

هرول على الدرج يصعد إلى شقة عمار واخذ يطرق حتى فتح له هو
_الحج ياعمار ،الفقرية مرتى عتولد دلوك نادى مرتك وكلم امها تاچى

حاول عمار تهدئته وأردف
_طب روح روح خليك چمب مرتك، هنلبس أنا وزمزم وهروح أجييلك أنهم وچاى تجلجش

هبط وليد مرة أخرى ليجدها تقضم مفرش السرير من شدة الألم وتصرخ وعندما رآته فزعت به
_راچعلى يد ورا ويد جدام يا مرارى
_يعنى هطلع الداكتور من البورنيطه هشتغلك فقرة الساحر يا وليه! اصطبرى عمار وزمزم نازلين ورايحين يچيبوا أمك

كانت تتعرق بشدة وتمسك بالمفرش تقضمه بشده وأردفت بوهن وصوت متقطع
_هو أنا لسه هستنى لما يتحنچلوا وينزلوا زمزم وچوزها ، شغل العربية وخدنى للداكتوووور بمووووت يافقرى

هنا لكزها وليد بقدمه وحاول أن ينهضها وهو يتحدث مُسباً إياها
_طب جومى جومى عليكِ وعلى اليوم الل اتبليت فيه بيكى ، إبجى هاتيلى الواد شبه أبوك ِ
عشان يبجى عم محسب معاى فالأم والواد وتحصلنا البركه
_أهو دا الل أنت فالح فييييه ، عموووووت عليك وعلى ولدك يا ولييييد أنا كان ماااالى جطعه تجطع الچواز

كان يحاول أن يجعلها ترتدى ثيابها وهو يتحدث إليها
_ميت مرة ،تجطع الچواز وتجطع بوزك يافقرية يانقرية
يارب چيبها چمايل يارب
لطم شدقيه بطريقه مضحكه وأردف
_دا هوايل علينا وعاللى چابوناااا!
_

 

بحبك وقت ما تقول عشقتك لو ضحكتيلي ،
بحبك وقت ما تشيلني وتقولي يا حلوة غنيلي ،
بحبك رغم خلافتنا الي مش بتقل ، ورغم البعد عمري ما أمل (أميرة البيلى)
                            **
الفصل (٢٢)
بسيارة وليد ،كانت تصرخ عبلة من شدة ألم المخاض والولادة بالمقعد الخلفى وبجابها زمزم تجفف عرق جبينها ووالدتهم الناحية الاخرى ممسكه يدها وترتل من القرآن ماتيسر ب سرها.
عمار بجانب وليد ، فلاحظ توتر وليد اثناء القيادة ف أردف له
_وليد اوجف على چنب وانا هنكمل ،انزل

هبط وليد وبدلا الأماكن، أدار عمار المقود وإلى المشفى حتى وصلوا ..تم وقع الكشف المبدئى عليها واخبروهم ب أنها بشرها السابع مازالت وأنها أول ولاده لها.
ولجت إلى غرفة الطوارئ بسرعه ومعها الطبيب وطاقم التمريض واغلقوا الباب.
كانت تدمع عين زمزم خوفاً على شقيقتها خاصة بعدما أوضحوا ب أن الوضع غير مطمأن ..كان يقف وليد بجانب نافذة المبنى تطل على باقى مبانى المشفى ،ف وقت بجانبه عمار وربت على كتفه بحنو وأردف
_هتجوم بالسلامه هى وولدك ،متخافش وإدعيلها

نظر وليد ناحية عمار وأردف له بعينان تتحدث رجاءاً
_ينفع اجولك متزعلش منى؟

تصنع عمار اللامبالاه وأردف
_على إيه يا وليد ؟
_على الل من يومها بتهرب منى وعاوزش تحكيه وياىّ

أشاح عمار بنظره بعيداً وتصنع عدم الفهم وقال
_خلينا فمرتك دلوك وفولدك ،مش وكته
_أومال ميتى وكته ي عمار ، أنا كل م بحاول افتح معاك الموضوع بتتهرب منى

نظر عمار نظرة داخليه ناحية زمزم ووالدتهم الجالستان وعاد بنظره إلى وليد وأردف
_مش وكته عشان أديك شايف ، لو حد سمع حاجه من الموضوع الدنيا هتخرب معاك ومعاى أكتر ماهى خربانه
بعدين ي وليد خلينا بس نتطمنوا على عبلة والواد

صمتا ، ف أمسك عمار وليد وانضما إلى زمزم ووالدتهم..وما إن مرّ الوقت حتى تحدث هاتفياً أحد أشقاء زمزم وعبلة وعلم بمكان المشفى ولحق بهم وأصبح من ضمن المنتظرين بالخارج.

فات الوقت، وخرجت واحدة من طاقم التمريض ومعها المولود ضاحكه مستبشرة بوجهها واقبلت نحوهم بالطفل فهرولوا جميعاً ل تردف الممرضه
_بسم الله الله أكبر، حمدلله على سلامتها وسلامته واد زى الجمر بس هيجعد فالحضانه كام يوم وتعالو خدوه
أنا جولت نبشركم جبل م نوديه عالحضانه

قامت والدة عبلة بفعل الزغرودة عدة مرات ، وأمسك وليد الطفل ينظر إليه !
لأول مرة يشعر هذا الشعور ، عيناه ترقق بهما الدموع  ينظر له ب إمعان ويلامس اصابعه المضمومه وعيناه المغلقتان ..لونه الأحمر من أثر الولادة
الكثير من ملامحه كان يحملها من ..
_كُله وليد !
هتف بها شقيق عبلة ف أبتسم الجميع وأردف عمار
_آه صح ،حتى البوز الواسع اهو

ضحكت زمزم ومن ثم أمسك عمار الطفل وقام بفعل التكبير ب أذنيه ومن بعده ناوله إلى زمزم
وربت على كتفها عندما هبطت من إحدى مقلتيها دمعه ،هم بمسحها لها بأصابعه وناوله إلى والدتهم
حتى أتت الممرضه وحملته الى الرعاية الصحية للطفل.

لم يمر الكثير ودلف الجميع يطمأن لحال عبلة ، كانت تلتقط أنفاسها وتلهث من هول م رأت وشعرت
_حمدلله عالسلامه يابتى ،ولدك زى الجمر يتربي فعزك وعز أبوه

قالتها والدة عبلة وهى تقبل رأس إبنتها ، وجلست الناحية الاخرى زمزم وهى تردف لها
_جولى بجا إنك كُنتِ عتحبي وليد جوى كديتى ، الواد حته منه

نظرت عبلة الى وليد وقالت ممتعضه
_دا من الغيظ مش من الحب ياخيتى
نظر لها وليد متفاجئ والجميع يضحك فقال لها
_ومتغاظه ليه يا معدولة غيظتك ف إيه ،دا إنت ِ الل طول الوكت فارسانى

قامت عبلة بمصمصه شفتيها ف تدخل شقيقها بالحديث متوجهاً إلى وليد
_هتسموه ايه ياچماعه؟
_هنسموه محسب !
قالها وليد ناظراً ناحية عبلة وهو يخرج لها لسانه مازحاً إياها ، فقالت هى
_جال ياماه انا شبه ابوى والواد كمان

ضحكت الأم بشدةوقالت
_هيهزر معاكِ جوزك يابتى ،وهو يعنى أبوك ِ عفش يابت
_لاه صحيح هتسموه أيا؟

قالتها زمزم فقالت عبلة تجيبها
_هنسميه عبدالظاهر ، عحب الإسم دا جوى

نظر وليد ناحيتها ملتوية شفتيه وقال لها
_عبدالملك مين ياللى تاكلك عربية ، جالولك هنخلف واد تاچر چملة ! أنا ابوه وأنا أسميه
_ وأنا أمه وحدش تعب فيه كدى
_هتسكتِ عاد ولا نجلب المحلول دا كُله فزورك ؟

نظرت عبلة ناحية والدتها تشكوه قائلة
_شايفه ياماه!
_مابالراحه عليها يا وليد ،دا لسه والده ونفساء يا ولدى

قالتها الأم ف أردف وليد
_م عنتكلموا بالراحه ياحچه أهو
_ عاوز تسميه أيا ياعسل زمانك
قالتها عبلة ، فنظر وليد إلى عمار وأردف بنبرة تختلجها الحنو
_هسميه على إسم أخوى ، عمّار !

تفاجئ عمار وتفاجيء الجميع، فقام وليد بعناقه بقوة وعانقه عمار أيضا ً هاتفاً ب أذنه
_مفيش حاچه هتفرجنا عن بعض يا أخوى ،أبداً
نظر وليد إلى عمار ولسان حاله يقول إنه  رفيقى، صديقى بل أخى ،، وإن اختلفنا لا ننسى الود بيننا
مهما حدث أبداً.
_
ومرّت شهور..
وكانت تجلس زمزم مع شقيقتها عبلة تطعم صغيرها عمار بوجبة البطاطا المهروسه ويتحدثا ببهو المنزل وأمامهم كوبان من الشاى ..
_معرفش ياعبلة ، حسيت بكل الاعراض دى وعملت الاختبار طلعش حاچه واصل

بيدى عبلة فى فم الصغير تطعمه وهى تتحدث
_لاه ،عيتهيألك ..مدام الاختبار طلع سالب يبجى فيش حمل وألاعراض الل جولتِ عليها ممكن تعب مثلا ولا جلة نوم

شردت زمزم حزينه ف استطردت عبلة حديثها
_مِش چوزك زين معاكِ يابت ونسى مخفية الإسم والصورة الل إسمها حبيبة؟

رفعت زمزم بصرها إلى شقيقتها وقالت
_بصراحة! عمّار زين جوى جوى معاى ، وعمره م جصّر دنا ساعات عحس إنى مجصرة وياه
زين فكلامه زين فطريجته ، أنا الل خايفه يابت أبوى

أطعمت عبلة الصغير ومسحت فمه بالمنديل المبلل ووضعته جانباً بمقعده المخصص وأمسكت كوب الشاى وقالت
_ليا خايفه بس، هو أى مرار طافح على راسك لازم تشيليه؟
_عحبه جوى، وخايفه نطول فحكاية الحمل ديتى ، يجوزوه علىّ
عمك عبدالرحمن واعر ،ودا ولده الوحيد وعاوزين له ذُرية
دا لو چدة دهب جاعدة كانت چمعت له عروسه من سادس شهر وانا ع ذمته وأنت ِ حملتِ وأنا لاه

أحتست عبلة من كوب الشاى وهى تستمع الى شقيقتها ومن ثم قالت لها
_إسمعى يا زمزم ، چوزك الل فدماغه عيعمله واديك ِ شوفتيه زمان حارب الكل عشان السنيورة بت عمك درويش ..يعنى هيعملش غير الل فدماغه
لا أبوه ولا أمه .. وإنت ِ بطلى رط فاضى هو هيتچوزش عليكِ
وطالت ولا جصرت هتخلفى منه وتملى البيت عيال ، تعالى شوفى المرار الل أنا فيه من ساعه م چه الاستاذ

قالتها وهى تشير إلى الصغير عمار ، فحملته زمزم بحنو وهى تقبل وجنتيه السمينتين وتردف
_حرام عليكِ دا عسل، دا جلب خالتو زمزم ديتى

_جلب خالتو عشان ولد أختها ولا عشان إسمه عمااار!
قالتها عبلة بنظره خبث ماكرة جعلت شقيقتها تضحك وهى تداعب الصغير وتقبله بكل مكان بجسده ووجهه.
__
_دا العادى بتاعك يا وليد ،وميتى كُنت صفيان وبعرف عنك حاچه؟
ترك وليد الحاسوب إثر جلوسهم سويا بمكتبهم المشترك وهتف إلى عمار
_وأنا عمرى خبيت حاچه عليك ياعمار؟

طرق عمار بيده إلى المكتب طرقه قوية بعصبيه بالغه منه وهو يردف
_على طول مخبي، على طول أنا آخر من يعلم وممكن معرفش عادى برضك
_جصدك عالشغل؟! أنا خدت القرار على آساس أنا وأنت واحد ياولد عمى

أدار عمار جسده ناحيه عمار وأردف
_مش بس الشغل، الشغل وبرة الشغل ..أنا كُلى أول ب أول معاك وإنت مفيش بيييير غويط ولا أعرفلك قرار

عَلم وليد على ماذا يرمى عمار بحديثه ف أردف
_رغم أن الموضوع إنت الل جافله من جبل م ينفتح من كام شهر، لكن نفتحوه ونفضوا يا أبو أخوه

نظر عمار إلى وليد نظره عميقه مصوب عيناه إلى مقلتيه وأردف عابساً بحاجبيه
_أنهى موضوع يا وليد

جلس وليد ناحيته وأردف
_تعالا نتكلموا برة الشغل يا عمار ، موضوع حبيية وحُبي لحبيبة والل إتجال من يومها للنهاردة وإنت عمال تجفل عليه ، أيوة ياعمار كنت نحبها ..سامعنى كُنت نحبها حب عاطفى
وكنت عاوزها مرتى وحلالى، وجبل م اتجدم كنت إنت سبجت وروحت
أبوى جالى اجفل على خشمك واجفل على جلبك ، دا أخوك
ولو درويش وافج هتبجالك مرت أخوك ، مكدبش عليك كنت نبعت چوابات عاوزها تعرف إنى عنحبها
كنت نبعتها مع أم بَخيته وأجوم عاطيلها فلوس مجابل ديتى، لحد م حفصه كشفت الحكاية
كُنت فالمراهقه وأول بنت نشوفها ونلعب معاها ونحس ناحيتها بمشاعر ، أجمل بنت فنچعنا
فعيلتى كنت أنا الأصغر، لكن أما چت حبيبة خدت منى الدلع الل كنت عاوز ندلعه لحد يكون منى
بس والله والله كمان مرة ،دلوك أنا ترجمت مشاعرى
بعد الچواز والشغل والخِلفه يا ولد عمى ، عرفت إنى متعلج ب حبيبة أختى الصغيرة وبتى وبس
بحب إحساسي إنى سندها وأمانها ، بحب رجتها يمكن مشوفتهاش على بِنته كاتير
هدوء طباعها ، لكن دلوك يعلم ربنا مافى فجلبي شئ ليها من العاطفة
أختى وبس وبحب اشوفها بخير واتطمن عليها ..صدجت وأمنت بالله؟

تنهد عمار بعمق وأردف له برصانته المعهودة
_وليه مجولتليش؟ ليه خبيت ؟
_أنا عمرى م خبيت حاچه عليك ياعمار، بس الموضوع دا بالذات مجدرش
خوفت يفرج مابينا ، إنت عتحبها وعتموت فالهوا الل عتتنفسه هى
وسافرت وچيت وعاركت وبهدلت الدنيا عشانها، يمكن دا الل عرفنى إنك عتحبها صوح
لكن أنا كانت مچرد مشاعر ملخبطه وف أولها ..
عرفت الفرج بينى وبينك فحُبنا ليها ..هجولك ليه؟
وإيه هيفيد ، أنا استغربت لما هى فتحت الموضوع يوم الفرح

زفر عمار وأردف ينظر إلى وليد
_كانت فاكره إنى عارف، بما إن أنا وإنت واحد زى م كل الناس عارفه

نهض وليد من مكانه وربت الى كتف عمار
_أنا مش جصدى حاچه لما خبيت، ويعلم ربنا بصدج كلامى ..مش عاوزك تشيل فجلبك منى كل ديتى
جول وإتكلم

صمت عمار ف استطرد وليد حديثه
_عتفكر ف إيه؟

تنهد عمار وذهب نجو الحاسوب وفتحه وأردف الى وليد
_ولا حاچه ، بس من يومها وأنا مشغول عليها وجلجان وخايف
_لسه عتحبها؟!

ترك عمار الحاسوب وإبتسم ساخرا بجانب شفتيه وأردف
_وهو الحُب بيتنسى ؟
_طب ومرتك ؟!
أراح عمار جسده إلى الخلف على المقعد وأردف ناظرا إلى الفضاء أمامه
_منكرش ،زمزم حاچه كابيرة لىّ..منعرفش نستغنى عنها ،بس حبيبة !
حبيبة دى جلبي!

جلس وليد إلى أقرب مقعد وتصنع العمل وبداخله الف سؤال لم يفصح عنه إلى عمار
هل هى بخير حقاً، هو يخاف عليها منذ ذلك اليوم ومنذ تصريحاتها المقتضبه هذه
اينعم لم يفهموا منها شيئاً بس من الواضح ب أنها غير سعيدة وبداخلها سر كبيير تُخفيه عن الجميع .
وعلى الناحية الاخرى، تحاول أمنية زميلتها معرفه هذا السر ، فلحقت بها حينما كانت بمراحيض الكُليه
وعلى حوض غسيل الوجه كانت تغسل حبيبة  وجهها رافعه نقابها ، ورأت أمنية مالم تتوقعه
شهقت ووضعت يدها على فمها ، ف إنتبهت لها حبيبة
_ايه دا!!
شعرت حبيبة بالخوف والتوتر ،وأغلقت باب المرحاض خوفاً من أن يسمع حارسها الذى بالخارج
وأردفت إلى أمنيه بصوت خافت
_ايه دا إنتِ، بتتجسسى علّيا ليه ، ومتبعانى فكل حته ..سيبينى فحالى بقا

أقتربت أمنية منها وقالت بتحدِ لها
_لاء مش هسيبك فحالك ، وشك متبهدل وكُله علامات ضرب!
قوليلى مين بيعمل كدا فيكِ، مين مخليكِ خايفه وباعتلك حارس وراكِ فكل خطوة وبيعرضك للأذى بالشكل دا
باباكِ؟ أخوكِ ...جوزك!

وضعت حبيبة كلتا يداها على فم أمنية وقالت
_بااااس بااااس أبوس إيدك ، لو سمع الراجل الل برة دا مش هيجبنى الكلية تانى
أرجوكِ سيبينى فحالى

تركتها حبيبة وهرولت ناحية باب المرحاض ، ف وقفت أمنية أمامها مُصممة على موقفها
_قوليلى وأنا أوعدك هحميكِ وهطلعك من الموضوع من غير أذى ليكِ ولا حرمان من الجامعه
ارجوكٌ وثقى فيّا .. أرجوك ِ يا حبيبة..

نظرت لها حبيبة ب إمعام، هى تنتظر المعجزة منذ الكثير من الوقت
تنتظر وتحسب لها ألف حساب، لكن حسابات وتدابير الله حسابات أخرى.

نظرت حبيبة ناحية الباب المغلق وأردفت وهى تدنو من أذن أمنية
_هقولك كل حاجه ، بس مش دلوقتِ ،أى يوم بعد أى محاضرة فيه فاصل بينها وبين محاضرة تانيه
هنتكلم جوا المدرج ..ودلوقت سيبينى امشى

تركتها ورحلت ، وقفت أمنية فقد تأكدت شكوكها هذه الفتاة تعانى، والآن هى ب إنتظار الوقت المقرر فيه البوح ومعرفه كل شئ كى تبدء رحلة الإنقاذ..
_
تُطوى صحائفُ العُمر تذهب وتترك آثرها فينا ، وتبقى أنتَ الثابتُ الوحيد ، الظل الوحيد الذي إن حضرَّ خيمَ على قلبي وإن غاب ضاع نصفُ ظِلي إلى الأبد ..
اعلم أنّ العمرَ دربُ موحشُ إلا إليك ، أن طريقي لا يُزهر إلا بخُطاكَ ، أنك المُتسعُ الوحيدُ الذي أهربُ إليه من ضيق نفسي وأنه حيثما أوليَّ قلبي فثم وجهك ، وأنني ولو بلغتُ القرنَ عمراً سأظلُ أحبك.

بيدها حفصه كانت تهز همام وهو نائم كى توقظه ففتح عيناه لتردف إليه هى
_إصحى يا ميسو ، إصحى يالا العيال ع وصول

أعتدل همام من نومته وأردف لها
_يامساء العسل ، الساعه كام دلوك
_جوم أغسل وشك واتوضى على بال م اعملك كوباية الشاى بالنعناع
وانزل عشان تبدء حصصك ،وانا هنزل ننضف المندرة ونظبط الكراسى والترابيزة والسبورة لحديت م الطلاب ييچو

إبتسم همام ونظر إلى وجه حفصه براحه بالغه وأردف
_إن شالله يارب يخليكِ لىّ ياحفصه يارب ومايحرمنى منك ابداً

إمتعضت حفصه بوجهها بطريقة مضحكه وإلتوت شفتيها وقالت له
_أهو الكلام الل عيچيب مغص وتبلُك معوى الل عحبوش

ضحك همام وأردف ممسكاً كفى يدها وأردف بنبرة صوته الهادئه كالعادة وسماحه ملامح وجهه
_عارفه ياحفصه، زمان لما كنت عاوز نخطبك ..جولت لهم عاوز حفصه منّاع
أمى رغم انها أخت خالتى چمالات مرت أبوك ِ جالتى كابيرة عليك وفاتها الجطر

تمتمت حفصه بِسرها وأردفت بصوت مسموع نسبياً
_الله يستر أصلها
_انا جولتلها لاه ، عاوزها يعنى عاوزها مفيش حاچه تعيب حفصه وجلبي أختارها
كُنت حاسس أنى هشوف السعد معاكِ، كنت حاسس بالخير كله على جدومك ياغالية

إبتسمت حفصه وقالت له
_شالله يخليك ياخوى
عادت لعبوسها مرة أخرى
_بجى مرت عمى جالتلك كابيرة وداخل عليها دم ومعرفش ايه، طب مااااشى يا مَنونة ماااشى

قهقه همام وهو ينهض من فراشه يرتدى خُفيه ويذهب نجو المرحاض وهى تتحدث
_خلص حمامك وصلاتك أكون عدلت المندرة تحت ،تتلكعش

هبطت حفصه ترتب المكان كله حتى يكون مُهيأ لإعطاء الدرس للطلاب ، حتى طرقوا الباب فتحت
لتجد فتيات طالبات زوجها، يافعات ..جميلات ،يرتدين ملابس صيحه هذا العام
لم يصبح النجع نجع بالصعيد وله عاداته ، فالعالم اصبح قرية صغيرة مفتوحه ..
نظرت لهم شذراً حتى جلسوا ،وسمعت همهمتهم ب تساؤلهم هل هذه زوجه مسيو همام ؟
هو أجمل منها ؟ وجهه مُبتسم عنها ..صوت ضحكاتهن الرقيعه والمستهزءه
أنهت ترتيبها وصعدت على الفور لتجد همام ثد انتهى من صلاته وممسك بيده اقلامه وأوراقه فقال لها

_الشاى يا حفصه الله يرضى عنك
_إسمع ، بلا شاى بلا جهوة دلوك

تعجب همام منها وأردف
_خبر أيا فيه إيه؟
_البِنته الچلعانه الل عتديهم درس تحت دول بنات جلالاة رباية وعيبصبصو وچايينش يتعلموا
آخر حصة ليهم إنهاردة، وبعد كديتى تدى دروس ل وِلد وبس سامع
ي إما أنا الل همشى من البيت والله

أمسكها همام من ذراعيها وشرع بتهدئتها وحاول أن يتفهم الأمر
_أيا فيه ل دا كُله ؟ حصل إيه
_أهو زى م سمعت، جال هى دى مرت مسيو بطيخ ايوة هى
هو أحلى هو داخل عليه السريع هى داخل عليها الحامى
ينفعنيش شغل المسخرة ديتى ، ي أنزل اجلب التربيزة بالطباشير بالاقلام فوج روسهم
سامع ولالاه!

حاول همام أن يكتم ضحكاته ف أردف لها
_طب بس إهدى،كل الل عاوزاه هيتعمل والله تزعليش نفسك
عتغيرى ياحفصه ؟

هنا أمسكته من جلبابه ودفعته أمامها وفتحت باب الشقه وهى تردف
_يابوى غور إتجلب شوف وكل عيشك تموت فالمسخرة والكلام الفاضى وعتغيرى يا حفصه
وعتتلكمى ي لكمه

دفعته وأغلقت الباب  وهى تتمتم بسخط كالعادة
_دا كلام شفنهوش ياربي جبل كديتى ، بنات ممربياش ولا كُنا بنات
جبر أما يلم العفش
_
وردة حمراء ...ووردة بيضاء واخرى زرقاء واخرى ذات لون أورجوانى
يلتقطهم عمار من الأرض واحدة تلو الأخرى ويضعهم ب سلة يحملها بكتفه
يضعهم بحرص وعلى وجهه بسمته المشرقه التى تُظهر جمال عيناه .
قام بجمع المزيد من الورود ، وهرول ناحية مكان ب آخرة بحر أزرق تجلس عليه حبيبة شاردة
أعطاها السلة وأردف
_إتوحشتك جوى

نظرت حبيبة إليه وتنهدت بعمق وهى تنظر ناحية الورود
_كُل دول عشانى
_وأكتر منهم لو تؤمرى بس

تبسمت حبيبة، تناول عمار إحدى الورود ووضعها بجانب شعر حبيية عند أذنها فضحكت هى
وضعها وهو يتغنى لها
_تعالى نحلم سوا ، الله على الأحلام ..دا الحُب زى الهوا ،إسكن عنيا ونام
وضعت حبيبة يدها على يده على الرمال وهى تردف مصوبه حدقتيها البندقتين إليه وكأنها
تتحدث إلى قلبه مباشرة
_وأخيراً ياعمار ، مفيش تعب مفيش ذُل مفيش سجن ..أنا معاك وبس

هنا أمسك عمار رأس حبيبة وأراحها على صدره وهو يتحدث ناظراً إلى البحر
_آن الأوان نرتاح شوي ي حبيبة عمار ، نرتاح من كُل الل تعبناه ووچع جلوبنا

أردفت حبيبة وهى مازلت ع وضعها على صدره
_لسه قلبك بيوجعك ؟!
إبتسم عمار وهو يداعب وجهها بأنامله وأردف
_هيوچعنى كيف وعلاچه ودوا فيه طول عمره وعمره م خرچ منه

هنا رفع وجهها له وأردف ناظراً إلى مقلتيها
_عارفه إنتِ إيه يا حبيبة ..مش بس حبيبة جلبي ،إنتِ حبيسة جلبي
محبوووسه چواه وخروچك خروج روحى ..يا أغلى من روحى

إسمتعت كلماته على صوت دقات قلبه، على صوت نبضاته الملتهبه المتحدثة ب إسمها
شعرت ب كل كلمه، بكل همسه ،بكل معنى يريد إيصاله
ضحكة عيناه ، تبسم ثغراته ، صوته الهادئ ..كله متجسد ب أحلى معانى الأمان لها
الأمان وحسب ،الامان والحب معاً ..فهكذا ملكت كُل الدنيا.
_إمتى هسمعها يا حبيبة ؟

إبتسمت حبيبة بخجل واعتدلت من نومتها على صدره وأردفت تنظر بعيداً عنه
_أقول إيه ياعمار
_أنا بحبك ..

تبسمت ونظرت إلى أسفل فرفع ذقنها له لتنظر إليه ،ف أمسكت سلة الورود ونهضت تجرى أمامه
فهرول هو خلفها يحاول اللحاق بها ،و م أن كاد يصل إليها حتى خرج حوتاً كبيراً من البحر وإلتقمه أمام عيناها!!
نهضت حبيبة فزعه من حِلمها هذا!! واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وأخذت تنظر حولها أين هو سجانها؟
لم يكن موجوداً ،تمتمت حمداً لله وعادت تفكر فى أمر الحلم ..
وعلى الجهة الأخرى كانا عمار وزوجته زمزم فى زيارة للفحص النسائي المتكرر منذ زواجها ،جلس الطبيب ممسك أوراق التحاليل والأشعة وأردف

_طيب ، إحنا مؤمنين بقدر الله وقدره ..بعد المُدة دى وإشعة الصبغه الل عملناها والتحاليل
أوضح أن البشمهندس عمار سليم وأن مدام زمزم بتعانى من بطانه رحم مهاجرة ودى من الصعب الحمل الطبيعى عليها وفى وجودها بل يكاد يكون نادر، أنا آسف جداً

قالها الطبيب، فأجهشت زمزم بالبكاء أمامه ليصطحبها عمار ويصافح الطبيب ويخرجا من العيادة .
جلسوا إلى سيارة عمار ومازالت زمزم على بُكاؤها ، مسح عمار عبراتها ب أنامله وأردف لها
_عتبكى ليه دلوك؟ دا قضاء ربنا وبُكاكِ دا قنوط وإسمه عدم رضا

رفعت زمزم عيناها إليه وقالت
_مش هبجى أم ابداً يا عمار

إبتلع ريقه بصعوبة، يحاول تهدئتها بالحديث رغم مرارة حلقه من هول م علم
_مين جال كديتى؟ هنسافر نكشف فالاقصر ، لو حكمت نروح مصر
دكتور وتنين وتلاته ، مش هسيبك يا زمزم

شعرت وكأن الخوف ذهب عنها حينما هتف بهذه الكلمه فقالت له
_صوح ياعمار ،هنكشفوا تانى ومش هتسيبنى

زفر عمار بحرارة ونظر إلى زجاج السيارة أمامه وأردف
_أيوة يا زمزم ، حتى لو كل الدكاترة أكدت ان مفيش خِلفة ..مش هسيبك

صمت ف هدأت هى ومن ثم قالت
_بس أمك وابوك وعمك وو
_محدش له صالح ، دى حياتى أنى
_وانت منفسكش فالعيال ، عاوزش تبجى أب!
أنا بشوفك مع عمار ولد وليد عتبجى فدنيا تانيه معاه وعتنسى كُل الل حواليك
متكدبش علىّ وتجولى مش فارج

هز عمار رأسه وحاول تخبأه مشاعره قدر الإمكان حتى لا يجرحها وأردف
_لاء طبعاً وفارج ونفسي ،بس إرادة ربنا إنا راضى بيها
_يعنى ممكن متسبنيش بس تتچوز علىّ مش كديتى؟

زفر عمار بفروغ صبر وأردف
_لاه مش هنتچوز يا زمزم  ، انا راضى بجيسمتى بتاعت ربنا
_حتى حبيبة؟ هتتچوزهاش

رفع عمار حاجبيه ومظر ناحية نافذة السيارة وتحامل على نفسه وأردف
_هو إحنا ليه كل حوار مابينا تدخلى فيه حبيبة؟

هتفت زمزم بصوت متهدج باكى
_عشان إنت لسه عتحبها
_عيب الكلام ديتى يا زمزم ،يخرب البيوت والله ..دى مرت ولد عمى مرت ولد عمى وبس
لا عنحبها ولا تحبنى هى مرت إلياس وأنا أتچوزتك إنت ِ
لو فتحتِ تانى الموضوع دى هيبجالى تصرف مشفتيهوش منى يا زمزم
أنا بحبس اتعصب عليكِ ولا بحب تسمعى منى كلام يضايجك لكن كُتر كلامك فالموضوع دى خنجنى يابت
الحلال

أخذت تشهق إثر بكاؤها وتمسح بالمنديل دمعاتها وتردف
_جصدك بجيت خنجاك ياعمار؟

حاول أن يكظم غيظه وإنفلات عصبيته وأردف لها
_زمزم ، أنا زين وياكِ ومش مجصر وعمرى لا چيبت سيرة حبيبة ولا سيرة چواز عليكِ من أصله
تخترعيش مشاكل الله يرضى عنك

رفرفت زمزم ب أهدابها عدة وقالت له بصرامه تنظر إلى زجاج السيارة أمامها
_يبجى معلش ودينى لبيت أبوى يومين أرتاح فيهم واريحك
_أنا طلبتش منك تريحينى وتمشى
_لكن أنا عاوزة نروح بيت أبوى ممكن

أدار عمار مفتاح السيارة بعصبيه وأردف بنبرة متحفزة
_على كيفك !
_
بمرحاض الشقه كانت عبلة تقوم ب إفراغ كل مافى معدتها
وهذه لست المرة الأولى لهذا اليوم .
وقفت أمام المرآه وأخذت تلطم وجنتيها وهى تردف
_يامُرى يا شندلتى يا حزونى ، الواد لسه كملش ٣شهور
أنا لسه فوجتش من أول ولادة ..طب هجوله أيا ديتى؟
مش بعيد يلجحنى من البلكونه أنا وولدى لو عرف

خرجت عبلة من المرحاض وذهبت إلى غرفة النوم فوجدت وليد يداعب صغيرهما ويذهب معه فى اللهو واللعب والقبلات فقالت هى مترددة كيف لها أن تبدء الموضوع

_جولى يا وليد ؟ عتحب عمار صوح ..نجصد عمار ولدك مش عمار ولد عمك

على مداعبته وليد لطفله أردف لها
_لاه عنكرهه سم، فيه حد عيكره ولده ..يمكن دى أكتر حاچه زينه عملتيها معاى يا طبلة، جصدى ياعبلة

تبسمت عبلة وحاولت ترتيب الكلمات بعقلها لتترجمها فمها وقالت
_يعنى العيال عتحبهم منى مش صوح، الأطفال أحباب الله والاطفال هى الل بتجرب الأم والاب من بعض
وو

ترك وليد الطفل ونظر لها فاغر فاه وأردف
_ايوة آخرتها ايه الخُطبه دى ، هترشحى روحك فمجلس الشعب ي جندلة (قندلة)

جلست عبلة بجانبه ببطئ وقالت بهدوء على غير عادتها
_لاه نجصدش بس يعنى ..بص هنجولك اصل

_إخلصى جولى فيه إيه فُضى
_مممم بص هنجولك ع طول ، شكل مرة نسيت فيها الحباية وشكلى كديتى والله اعلم
حامل !!

فغر فاه وليد واتسعت حدقة عينه وأمسكها من شعرها وأخذ يهز رأسها يمينا و يساراً وهو يردف
_حامل كيف،هاه كيييف

خلصت عبلة نفسها من يده وقالت
_وه! حامل زى م كل الحريم ب تشيل وهى أول مرة
_ولدك لسه عداش عليه٣ شهور

نهض وأمسكها من ذراعها وأردف بعصبيه مضحكه
_أرنبة! عليا الطلاج أرنبه ..أول چوازنا حملتى وسجطتى وفنفس الشهر حملتِ فولدك وجبتيه فالسابع وبعد ٣شهور حامل ...والله أنا خايف منك تولدى المرة دى أجى فيوم اجولك صباح الخير تجوليلى انا بولد
إنتِ چنس مِلتك إيه ؟

صفعها بالوسادة ف أردفت هى
_عنجولك شكل مرة نسيت الحباية بالغلط
_ولما إنتِ ڤولتك عالى عتنسيها ليييه،ليييه يا چاموسه ليه يابجرة
والله جالولى ، جالولى الأيام الطين أهيه يا وليد جولتلهم لسه بدرى راح نزل الجفا على جفاى طلعتٌ إنتِ وعيالك

كورت عبلة قبضه يدها ولكمته بصدره وقالت
_جول الحمدلله، ولد عمك لاجيش ضِفر عيال ومن داكتور لداكتور چاك چريمه
_چاكِ چريمه إنت ونرتاح منك ، هو أنا لسه فوجت يابت !
لسه فوجت .هوب چواز هوب أول عيل هوب تانى عيّل
دا هوايل علينا وعاللى خلفونا

جلست عبلة بجانبه ثانية تتودد إليه وأردفت وهى تلامس صدره
_نفسي چايه عالمانچا ..ماتچيبلى مانچا يا وليد !
_مانچا فالشتا! فالشتا يامرارى

أمسك الوسادة وأخذ يصفعها عدة مرات بها وخى تهرول أمامها ،من ثم ترك الوسادة
وبيده يقوم بصفعها بطريقه مضحكه وبركلها بقدمه غاضباً واحتجاجاً عما قالت وأخبرته
ولكن ما بيده حيله سوى هذه الفعلات واستسلام بعدها للامر الواقع .
_
الحياة كماسح مدولب مهما خطونا  بها ودفعنا به، إلا أن خطأ واحد كفيل بمحو الأثر الذي سعينا إليه، رُبما لم نحسن الإختيار ورُبما علينا الدوران  باستمرار .. إلى اللاشيء أو الى كل شئ.
بليلة مظلمه ،لايوجد بها حتى نور القمر ..دلف أحدهم متسللاً إلى حظيرة منزل درويش المنتصر
ملثم لايُرى من وجهه أى شئ أو مَعلم ، ولج بخوات هادئه وفتح الباب الخلفى والى الداخل سكب الكثير من البنزين على الارض وسط البهائم النائمه. حتى تعثررت خطوات هذا الشخص بشئ صلب !
وقف ،ركل هذا الشئ عدة مرات حتى برز منه قطعه قماش رثه ،جثى على ركبتيه وأخذ يحاول جذب هذه القطعه وبصعوبه بالغه تم اخراجها ليجدها لفافه.
قام بفتحها بعدما شقّها بقوة ليجد مالم يكن فى توقعه أو حسبانه!
سبائك ذهب خالص!! لمعت بعين هذا المتلصص ولف قطعه القماش ثانية وحملها
وقام ب إشعال عود كبريت وقذفه خلفه وأغلق الباب وهرول هارباً..!
_

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
5↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
6↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
7↑2الكاتبمدونة خالد العامري
8↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
9↑2الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-2الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑70الكاتبمدونة يوستينا الفي133
2↑41الكاتبمدونة هبة محمد204
3↑17الكاتبمدونة رهام معلا168
4↑14الكاتبمدونة آيات القاضي121
5↑13الكاتبمدونة هبة شعبان153
6↑12الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)149
7↑9الكاتبمدونة مي القاضي30
8↑9الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد66
9↑9الكاتبمدونة رشا شمس الدين109
10↑9الكاتبمدونة شيماء عبد المقصود171
11↑9الكاتبمدونة طه عبد الوهاب174
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1096
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب700
4الكاتبمدونة ياسر سلمي665
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين421
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب343580
2الكاتبمدونة نهلة حمودة200736
3الكاتبمدونة ياسر سلمي187873
4الكاتبمدونة زينب حمدي171521
5الكاتبمدونة اشرف الكرم136328
6الكاتبمدونة مني امين118220
7الكاتبمدونة سمير حماد 111258
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي101654
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين98716
10الكاتبمدونة مني العقدة97498

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
2الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
3الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
4الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
5الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
6الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
7الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله2025-07-02
9الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
10الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29

المتواجدون حالياً

209 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع