آخر الموثقات

  • فعلوها بأيديهم
  • الجلباب وعجبي
  • رسائل لم تصل إليك
  • كفرت بدين الحب يا صاح
  • لم يكن بابأ
كاتب الأسبوع

✍️ كاتب الأسبوع

الكاتب المبدع حسين درمشاكي

📖 حيثيات اختيار كاتب الأسبوع
🔄 يُحدّث كل جمعة وفق تقييم الأداء العام للمدونات
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نجلاء البحيري
  5.  قراءة نقدية في رواية "البتراء"
⭐ 5 / 5
عدد المصوّتين: 26

لم يكن حبرًا.. كانت دماءً

 

حين يصبح الصمت قاعدة، والكذب شعارًا، تخرج رواية كجرس إنذار يدوي في وجه الزيف، وتُثبت أن السرد لا يزال قادرًا على فضح الموارب والمخفي، لا بهدف الاستعراض، بل بغرض الإنصاف.

 

رواية «البتراء» للكاتب صلاح محمد الحسن القويضي نصٌّ ينزف صدقًا وألمًا.

يكتب بقلمٍ واعٍ لا يُجيد الهروب من المآسي، بل يلتقطها بدقة المؤرخ وصدق الشاهد.

 

لقد أجاد القويضي تطويع الرواية لتكون أداة كشف، وأداة معالجة أيضًا، فالأدب في البتراء لا يكتفي بتشخيص الوجع، بل يمدّ القارئ بما يشبه الطريق إلى الشفاء، أو على الأقل، إلى الاعتراف الإنساني بالندبة.

 

وإذا كانت "نجمة" بطلة الرواية هي الجسد الجريح، فإن القويضي هو الصوت الذي أعاد لها حقها في الحكي، وفي الاحتفاظ بكرامتها رغم كل محاولات التكسير.

 

هو يكتب كمن يفتح صدره للحقيقة لا ليبكي، بل ليُذكّرنا أن الكتابة فعل مقاومة، وأن الرواية ليست ملاذًا للهرب بل ساحة للقتال من أجل المعنى والكرامة.

 

▪️ أولًا: دلالة العنوان

 

يحمل عنوان الرواية البتراء دلالة رمزية تتجاوز معناها الحرفي. فهي لا تشير فقط إلى "نجمة" التي تعرّضت لبتر يدها، بل ترمز إلى وطنٍ مبتور، وأحلامٍ ممزقة، وأجسادٍ أنهكتها الحرب. وكأن البتر هنا لا يخصّ الجسد وحده، بل يمتد ليشمل الإنسان في كينونته، ومجتمعه في وعيه، وبلاده في حاضرها.

 

▪️ثانيًا: نبذة عامة عن الرواية

 

تسرد الرواية تجربة فتاة تُدعى "نجمة"، عاشت فصول الحرب في دارفور، وشهدت مآسيها مبكرًا. من طفولة منتهكة، إلى فتاة يافعة تُجبر على الهروب، ثم تعيش واقعًا قاسيًا في المعسكرات، ثم تتحول لاحقًا إلى شاهدة على الثورة من خلال علاقتها بالصحفية.

 

الرواية لا تقتصر على رصد مأساة فردية، بل تقدّم بانوراما للدمار الإنساني في السودان من خلال شخصية واحدة حملت الألم وحدها، لكنها مثّلت به آلاف الأصوات.

 

▪️ ثالثًا: البناء الفني للرواية

 

** الأسلوب السردي:

اتبَع الكاتب أسلوبًا سرديًا بسيطًا، مباشرًا، يخلو من التعقيد، لكنه مكثف في المعنى. استخدم تقنيات الراوي العليم والمونولوج الداخلي بتوازن، ما جعل القارئ قريبًا جدًا من "نجمة"، بل يكاد يسمع أنفاسها الخائفة.

 

** اللغة:

كانت اللغة وظيفية بالدرجة الأولى، مسخّرة لنقل الحدث والإحساس لا للزينة البلاغية. لكنها نجحت في تمرير قدر كبير من الوجع الإنساني والصدق الداخلي، دون تكلف.

 

** التصعيد الدرامي:

ظهر جليًا في مشهد بتر يد "نجمة"، وهو أحد أقسى مشاهد الرواية، ويعدّ نقطة تحوّل فارقة، ليس فقط في حياتها، بل في الرواية كلها. إنه لحظة انهيار الطفولة وبداية الألم العميق الذي لا شفاء منه.

 

▪️ رابعًا: مشاهد مفتاحية وتحليلها

 

1. مشهد البتر

يتجاوز المشهد البعد الجسدي إلى بعد رمزي – البتر كعلامة على خيانة العالم، واغتصاب الحقوق، وموت الطفولة. هذه اللحظة كانت بمثابة الجرح الذي لا يندمل، وهي تهيّئ القارئ لكل ما سيأتي بعدها من مشاهد أليمة.

 

2. اللقاء مع الصحفية

لقاء يُخرج "نجمة" من صمتها ويمنحها صوتًا. يُظهر التداخل بين الواقعي والإنساني، بين التوثيق الصحفي والبوح الشخصي، ويُعيد الثقة المفقودة بالآخر.

 

3. لحظة الثورة

مشاركة "نجمة" – ولو من الهامش – في الثورة، تشير إلى أن الشخصيات المكسورة قادرة على الفعل والمساهمة، ولو بكلمة أو موقف، حتى لو لم تحمل لافتة في الشارع.

 

▪️خامسًا: تطوّر الشخصية

 

تمرّ "نجمة" بمراحل متعددة من التحول النفسي:

من الطفولة البريئة إلى الصدمة والعنف الجسدي.

من الخوف والانكفاء إلى نوع من المقاومة الصامتة عبر الحكي.

من فتاة منكفئة على جرحها إلى شخصية شاهدة على عصرها، تكتب وتشهد وتحكي.

 

هذه الرحلة لم تكن متصاعدة بشكل تقليدي، لكنها كانت موجعة وعميقة في آن، حيث يتقاطع الجسد المعطوب مع روح تبحث عن ظل شجرة في صحراء دامية.

 

▪️ سادسًا: مغزى النهاية

 

لم تكن نهاية الرواية مبهجة، لكنها لم تكن عبثية.

تركت الباب مفتوحًا على احتمالات، لكن ظلّ الوجع هو سيد الموقف.

لم تأتِ النهاية بحلّ، بل أبقت الجرح مفتوحًا لتذكّر القارئ أن ما جرى لم يُغلق بعد.

 

▪️ سابعًا: الرسائل الإنسانية

 

وحين تطفئ الرواية آخر أنفاسها، لا تنطفئ الأسئلة...

بل تتوهّج في وجه القارئ كما لو كانت تقول:

 

من يلتفت إلى المهمشين؟

من يوثق وجعهم؟

هل تنصفهم العدالة؟

وماذا تفعل الكلمة في وجه الرصاصة؟

 

▪️ ثامنًا: مقارنة مع رواية "الخائفون" (ديمة ونوس)

 

تُعتبر رواية الخائفون من الأعمال التي تناولت تجربة الحرب الأهلية السورية بشكل إنساني حاد، مركزة على تأثير العنف على النساء والضحايا، مشكّلة بذلك صوتًا للمهمشين والمقهورين. هنا تتشابه البتراء مع الخائفون في محورها الإنساني الذي يعكس تحول الضحية إلى صوت مقاوم، وإلى فاعل اجتماعي رغم كل الألم.

 

لكن الاختلاف يكمن في أن الخائفون تركز على البعد النفسي والداخلي للضحايا، وتغوص في أعماق الخوف والهلع والصدمة، بينما تدمج البتراء البعد الاجتماعي والسياسي بوضوح أكبر، حيث لا ينفصل الألم عن سياق الحرب الشامل الذي مزّق الوطن والإنسان معًا.

 

إذا كانت الخائفون مرثاة للذين يسقطون، فإن البتراء هي نشيد الذين يسقطون ويقومون ممزقين لكنهم ما زالوا يقومون.

 

رواية «البتراء» ليست نصًا مكتوبًا بالحبر، بل بالذاكرة والدم،

وهي تذكيرٌ قوي بأن الحكاية لا تُروى لمجرد البوح،

بل لتُدوَّن، وتُقاوم، وتُطالب بعدالة لم تأتِ بعد.

 

شكر وتقدير خاص للكاتب السوداني صلاح محمد الحسن القويضي،

الذي امتلك الجرأة لاختراق المسكوت عنه، وقدم لنا عملًا روائيًا إنسانيًا لا يُنسى،

جعل من "نجمة" صوتًا لكل من أُسكت، ومن الرواية صرخةً لن تنطفئ.

أحدث الموثقات تأليفا
مدونة آمال صالح

الكاتب: آمال محمد صالح احمد

رقم التوثيق: 29571

عدد المشاهدات: 3

تاريخ التأليف: 9-11-2025


مدونة كريمان سالم

الكاتب: كريمان محمد عبد السلام عفيفي

رقم التوثيق: 29536

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 9-11-2025


مدونة مي القاضي

الكاتب: مي ابراهيم محمد القاضي

رقم التوثيق: 29535

عدد المشاهدات: 6

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة اشرف الكرم

الكاتب: م. اشرف عبد الصبور الكرم

رقم التوثيق: 29534

عدد المشاهدات: 13

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة خالد الخطيب

الكاتب: خالد فيصل خالد الخطيب

رقم التوثيق: 29533

عدد المشاهدات: 11

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة هند حمدي

الكاتب: هند حمدي عبد الكريم السيد

رقم التوثيق: 29531

عدد المشاهدات: 10

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة نهلة حمودة

الكاتب: د. نهله فتحي بيومي حموده

رقم التوثيق: 17840

عدد المشاهدات: 38

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة مي القاضي

الكاتب: مي ابراهيم محمد القاضي

رقم التوثيق: 29529

عدد المشاهدات: 39

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة اشرف الكرم

الكاتب: م. اشرف عبد الصبور الكرم

رقم التوثيق: 29525

عدد المشاهدات: 7

تاريخ التأليف: 8-11-2025


مدونة سهر صيام

الكاتب: سهر محمد رمضان صيام

رقم التوثيق: 29523

عدد المشاهدات: 8

تاريخ التأليف: 8-11-2025

أكثر الموثقات قراءة
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة غازي جابر
3↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓الكاتبمدونة آمال صالح
5↑2الكاتبمدونة ايمن موسي
6↑7الكاتبمدونة حسين درمشاكي
7↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
8↓-2الكاتبمدونة خالد العامري
9↑1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑27الكاتبمدونة سلوى محمود212
2↑14الكاتبمدونة أميرة رفعت130
3↑14الكاتبمدونة إيناس عراقي181
4↑11الكاتبمدونة ايمان صلاح72
5↑10الكاتبمدونة نجلاء البحيري25
6↑10الكاتبمدونة عبير مصطفى29
7↑10الكاتبمدونة هاميس جمال164
8↑8الكاتبمدونة خالد الخطيب63
9↑7الكاتبمدونة حسين درمشاكي6
10↑7الكاتبمدونة نهلة احمد حسن102
11↑7الكاتبمدونة امل محمود233
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1119
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب711
4الكاتبمدونة ياسر سلمي680
5الكاتبمدونة اشرف الكرم609
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري515
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني437
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين432
10الكاتبمدونة شادي الربابعة412

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363591
2الكاتبمدونة نهلة حمودة218202
3الكاتبمدونة ياسر سلمي200311
4الكاتبمدونة زينب حمدي178708
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144932
6الكاتبمدونة مني امين120457
7الكاتبمدونة سمير حماد 117349
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي108402
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين108246
10الكاتبمدونة آيه الغمري103366

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة اسماء خوجة2025-11-08
2الكاتبمدونة مريم الدالي2025-11-05
3الكاتبمدونة محمد خوجة2025-11-04
4الكاتبمدونة جيهان عوض 2025-11-04
5الكاتبمدونة محمد مصطفى2025-11-04
6الكاتبمدونة حسين العلي2025-11-03
7الكاتبمدونة داليا نور2025-11-03
8الكاتبمدونة اسراء كمال2025-11-03
9الكاتبمدونة علاء سرحان2025-11-02
10الكاتبمدونة عبد الحميد ابراهيم 2025-11-02

المتواجدون حالياً

682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع