مددت يدي كما ألفت أمسك بالقلم
رأيته كأنما يتباعد عن يدي يشكو الألم
جال فيه خاطري وكأن حواراً بيننا قد احتدم
ما لك صاحبي أفزعت مني أخبرني بعلم
أما تعلم قربك مني وأنك بكل حالي مُلم
ألست متنفسي ومترجماً لكل خطب بي ألم
ألا تعانق أناملي متمتعاً بنعمة دفئها في سلم
ألست أنيسي وجليسي في ظلمة الليل المدلهم
فإذا به يسكب العبرات كأن الخطب به قد عم
لست أجحد حبك وحنانك علي وأنك بي مهتم
لكن في قلبك مرجل يوشك أن يسمعه الأبكم الأصم
من أول كلمة جرت بها يداك أثقلتني حملتني بالهم
لو كانت الأقلام تموت حزناً لقتلتني من أول يوم
أرى يديك تمسك بي فتية بعنفوان الشباب لي تضم
لكنك تسطر أحرف من الأسى كأنك لألف عام متم
لا أراك تلهو و تكتب كسائر الشباب عن كرة القدم
تأبى أن تفرحني بقصة عاشق لرسالة حبيبته استلم
أتخشى من العدوى أم تهوى نسج الحروف من الألم
رويدك قلمي لا تتجاوز بكلماتك وانتظر أنبئك بعلم
لست أقصد شقاوتك ولا أن تشعر مع رفقتي بالضيم
اسمع مني وكن صبوراً كما تركتك لروايتك تتم
إني أرى الخطوب تلو الخطوب إلى بعضها تنضم
لا أكاد أفيق من خطب حتى أرى البلوى بغيره تعم
هذا صديقي يسكن خلف الأسوار حتى قبل أن يحتلم
لم يجف دمع أمه يوما ولا تساقطت ذكراه بطول القِدم
تنادي علي قم بني انزع ثياب التقى فإنها هنا لا تحترم
هنا ساد الفساد في الفن وبفضله عبد الضريح كصنم
حتى صار الناس سكارى بلا خمر ولا تقديس للحرم
ارجع بني عن الطريق لأن الذئاب صارت ترعى الغنم
كيف يا أماه من ذاق حلاوة الإيمان يرجع لعبادة الصنم
لا أبالي بالذئاب ولو عوت حولي بعزيمتي ظهرها ينقصم
اصبري أماه سننزع أنيابها ولن نرضى أن يكون بيننا غنم
هذا خطب فهل تريد المزيد منها فجهز مدادك يا قلم
رأيت امرأة أسلمت لربها ونجت بنفسها من حياة العدم
فإذا بحقها في الحرية يصادر من الكهان معدومي الذمم
أسلمها لهم قوم لطخهم العار وخلت وجوههم من حمرة الدم
أدار عبادة تلك أم محاكم تفتيش جديدة لتعذيب من لربه أسلم
جهز مدادك بقوة يا قلم فالخطب التالي في مصيبة هي الأعظم
أمي أم المؤمنين يعتدي على سيرتها بعض الشيعة الرمم
إلى هنا جفت الحروف وأبى أن يطاوعني أو يجري القلم
انتفض في رعب يريد البعد عني وأغلظ علي بالأيمان والقسم
أقصر عني يا صاحبي إني أسمع صوت قلبك بضلوعك يصطدم
فكيف لأصحاب الوجوه القبيحة تكتب الإفك ولا يطيق أن يخطه قلم