آخر الموثقات

  • سلامًا على قلبك الحافي
  • فرحة نصر
  • أنا والليل
  • استحوذ عليهما الشيطان
  • "الصراع": تمرد..تسلط..خضوع
  • سلم الناس منك ، وانشغل بنفسك 
  • الرسول خبيرًا في الشؤون الإيرانية
  • إيران ومشاورات شرم الشيخ
  • وداعا د. عمرو دوارة
  • أدب المكاشفة
  • مابين كلماتي والمعاني..
  • توافق الطرفين..
  • الوشم الجزء ٩
  • الوشم الجزء ٨
  • الوشم الجزء ٧
  • الكلب ونوبل!
  • ما هي الهشاشة،،؟
  • بدلا من إضاعة أعمارهم
  • لماذا لا نهتم بالصياغة،،؟؟؟
  • إلى روحه: عمرو كريم
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. رجلُ البرميل

مذُ أن دخلتُ هذا البيتَ، مختبئًا من شيء لا أودُّ الحديثَ عنه، وأنا ألمحُ ذلكَ الرجلَ وهو يجلسُ في برميلٍ خشبيِّ، وحوله ماءٌ ممتلئٌ بمكعّباتِ الثلج.
لم أعبأ لأمرهِ قط، فبيتٌ مهجورٌ كهذا، ربّما يأوي إليه الهاربونَ من أمثالي، لكنّي منذُ يومينِ هنا، وأراهُ لم يغادر ذلكَ البرميل!
يرمقُني دائمًا كلَّما تحرَّكتُ، يبتلعُني بعينيهِ المضيئتين، وبوجههِ الشّاحب، ثم إننا في فصلِ شتاءٍ قارسِ البرودة، كيفَ يتحمَّلُ أن يجلسَ هكذا؟!
خارَت قوايَ من شدَّةِ الجوعِ؛ فراودتني فكرةُ أن أخرجَ؛ كي أشتري طعامًا، ولكنّي خشيتُ أن تكونَ مغامرةً تنتهي بهلاكي، ولم يكن أمامي سوى أن ألجأ إلى ذلكَ الرجل؛ الذي لا يفعلُ شيئًا سوى أنَّهُ ينظرُ إليَّ.
اقتربتُ منه بحذرٍ وقلتُ:
_كيفَ أحصلُ على طعامٍ من مكانٍ قريبٍ وآمن؟
ظلَّ ينظرُ إليَّ في صمتٍ؛ حتّى ظننتُ أنهُ يفتقدُ القدرةَ على الكلام، ثمَّ وجّهتُ له سؤالًا آخر؛ فقلتُ:
_كيفَ تأكلُ؟
لم يَرُد؛ فوجَّهتُ سؤالًا آخر:
_لماذا تلجأ إلى بيتٍ مهجورٍ كهذا؟ من أي شيءٍ تختبئ؟
كان الرجلُ صامتًا صمتَ القبور، فقط ينظرُ إليَّ دونَ أن يجيبني، قرَّرتُ أن أولّيه ظهري، وأفكِّرُ في طريقةٍ أحصلُ بها على طعامٍ دونَ أن ينكشفَ أمري، وما إن ابتعدتُ قليلًا عنه حتّى سمعتُ صوتًا يشبهُ الفحيحَ من خَلفي يقول:
_هل تريدُ أم تعرفَ لماذا أجلسُ هكذا؟
تجمَّدتُ في مكاني، وتجمَّدَ الدمُ في عروقي، استدرتُ إلى الوراءِ بجسدٍ مرتعشٍ بينما أنظرُ إليهِ؛ وقلتُ بلسانِ متلعثمٍ:
_لماذا؟
_كيلا يتحلَّلَ جسدي.
_عذرًا؛ لا أفهمُ ما قلتَ.
_سوفَ أشرحُ لك، منذُ عامٍ تقريبًا، أتيتُ إلى ذلكَ البيت برفقةِ اثنين؛ لنقتسمَ مالًا حصلنا عليهِ بطريقةٍ غير شرعية، ثمَّ اختلفنا، وكان جزاءُ اختلافي معهما، أنَّهما قاما بقتلي طعنًا في رقبتي، ثمَّ أودعا جسدي ذلكَ البرميل، ولاذا بالفرار.
قلتُ ساخرًا من حديثهِ:
_هل تمزحُ معي يا رجلَ البرميل؟!
_بالطبعِ لا، ولكنّها فكرةٌ قاسية إذا تحلَّلَ جسدُكَ وكانَ في مقدورِكَ أن تمنعَ ذلك.
للوهلةِ الأولى، شعرتُ أنَّ الرجلَ يتحدثُ بلهجةٍ جادّة، كنتُ قد نسيتُ جوعي، وقفتُ أنظرُ إليهِ بينما ألمحُ طعنةً في رقبته، استطعتُ أن ألمحَهَا في ضوءِ البيتِ الخافِتِ، لأنَّ عيني قد تأقلمَت على الضوءِ هنا، ثمَّ نظرتُ إلى يدِ الرجلِ؛ وهي تمتدُّ إلى طاولةٍ بجوارِ البرميل؛ لتُمسِكَ بورقةٍ، ويُلقي بها أمامي، وهو يقول:
_هذه إثباتٌ على صحةِ ما أقولُ.
_ما هذه؟
_شهادةُ وفاتي، استطعتُ بقدرةٍ اكتسبتُها بعدَ موتي أن أحصلَ على صورةٍ منها، نعم لم يعثر أحدٌ على جثّتي بعد، ولكن عامًا يكفي؛ كي يفقدوا الأمل في عودتي، بل ويتم إدراجي في سجلاتِ الوفيّات.
انحنيتُ نحوَ الورقةِ؛ أمسكتُ بها بيدٍ مرتعشةٍ، ثمَّ بدأتُ في قراءتِها؛ فإذا بها شهادةُ وفاةِ رجلٍ في الثالثةِ والأربعينَ من عمرهِ، وكانَ سببُ الوفاةِ أنه تم احتسابه في تعدادِ المفقودين.
تراجعتُ للوراءِ، وما إن عاودتُ النظرَ إليه حتى وجدتُ البرميلَ خاليًا من الماء، ولم يكُن فيه سوى هيكلٍ عظمي؛ كما أنّي لم أعثر على شهادة الوفاةِ التي اختفت من يدي!
ارتعدَ جسدي، ولم يكن أمامي سوى أن أغادرَ البيت، لم أفكّر في الخطوةِ التي يجبُ أن أفعلها بعد مغادرتي، كذلك لم أفكر في الذي ينتظرني بالخارج، كل ما كنتُ أفكِّرُ فيه، أن أهربَ من ذلكَ البيت؛ الذي يوجدُ فيه برميلٌ يحوي هيكلًا عظميًّا لقتيلٍ، يبدو أنَّ شبَحَه كان يخيِّلُ إليَّ منذُ دخلتُ البيتَ، أنه يحفظَ جسدَهُ من التحلُّلِ!

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1107
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب707
4الكاتبمدونة ياسر سلمي671
5الكاتبمدونة اشرف الكرم592
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 409

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب357170
2الكاتبمدونة نهلة حمودة211653
3الكاتبمدونة ياسر سلمي194375
4الكاتبمدونة زينب حمدي177635
5الكاتبمدونة اشرف الكرم141744
6الكاتبمدونة مني امين119643
7الكاتبمدونة سمير حماد 115095
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي106202
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين104998
10الكاتبمدونة مني العقدة100452

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع