هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تكوين الثروة السهل حاليا .. والصورة الشاملة
  • تلك الجلسه..
  • تغريد الكروان: اعمل عقلك
  •  أيوا بحبك 
  • أول لقانا
  • لا تريدك ..
  • وجه متاح..
  •  الطلاق مش موضة... ولا لعبة نكسر بيها البيت 
  • النية التربوية.. البوصلة الداخلية لسلوك الأبناء والقائمين على التربية وأول الطريق لوضوح الأثر. 
  • تنبيه سياسي || النووي الايراني أصبح ضروريا للردع
  • خيار المواجهة
  • انها حرب وليست مسرحية
  • تبًا لعالم لا يعرف السلام
  • العناق الأخير في أول لحظة
  • الست المطلقه…و العيال اللي بينهم
  • بُنيان
  • قتل المصلين في الكنيسة بسوريا
  • زهرة الرقيقة
  • خذلان الدور
  • الكشك - الحلقة الثانية : يوم الاثنين
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. حكايات زعفرانة "الشيطانة"

-ياترى بتفكر في إيه؟

-بفكر في حاجات كتيرة يا زعفرانة.

-زي إيه؟

-مش عارف ليه دماغي سرحانة في قصة المطبخ، وبسأل نفسي إيه حكاية الخاتم اللي اكتشفوه وطلع هو سبب اللعنة.

-وده يخليك قاعد سرحان للدرجة دي؟

-أنا شخص لما حاجة بتشغل دماغه تفكيره كله بيكون معاها.

-طيِّب واللي يدلَّك على سِر الخاتم.

-أنتي تعرفي عنه حاجة؟

-أكيد، جراب الحاوي مبيخلاش.

-حاوي! أنتي ناوية تطلّعي تعابين ولا إيه يا زعفرانة.

-لا تعابين ولا حاجة، قوم جهّز ورقك وقلمك، وتعالَ أخلي إيهاب يحكي لك اتصرَّف إزاي في الخاتم.

***

 

سنة بحالها وإحنا مش قادرين نرجع شقتنا، ولا حتى عارفين نتخلص منها، لأن بعد ما سيبناها وأجّرنا شقة مفروشة الحكاية كبرت فيها، الجيران بقوا يتصلوا بيا ويقولوا إنهم بيسمعوا صوت واحدة ست بتضحك بالليل في الشقة، وخصوصًا في المطبخ، ده غير صوت الخبط والرَّزع والكركبة، ولما الحكاية اتكررت كتير وهما عارفين إننا مش موجودين؛ طلعت سُمعة على الشقة إنها مسكونة، والأكتر من كده إن الناس عرفت إننا سيبنا الشقة عشان فيها حاجة مش كويسة، وطبعًا البركة في البواب اللي مش بتتبل في بوقه فولة، واللي لما حد كان بيجيب قدامه سيرة شقتنا؛ كان بيحكي للسُّكان عن الشيخ اللي سما وريهام جابوه الشقة من ورايا.

 

أنا قرَّرت أخوض المغامرة لوحدي؛ طلَّعت سما برَّة اللعبة، كفاية اللي شافته في الشقة خلال الأيام اللي مكنتش مصدَّق فيها إن الشقة فيها حاجة، وده اللي خلاني أكلِّم ريهام وأطلب منها رقم الشيخ، واللي بالمناسبة طلع اسمه عادل.

 

ساعتها كلمته وعرفت منه العنوان وبلَّغته إني عاوز أروح له. ولما روحت له قعدنا في أوضة الضيوف عنده في البيت، وساعتها قال لي:

-طمني عليكم يا أستاذ إيهاب.

 

رديت وأنا متوتر ومش عارف أقول حاجة، أصل لحد ما روحت له مكنتش جبت له سيرة أنا عاوزه في إيه، لكن اتضح إنه فاكر حكايتنا اللي فاتت عليها سنة، لأنه لما لقاني متردد في الكلام قال لي:

-أخبار شقتكم إيه؟

 

حسيت إنه اختصر عليا كلام كتير، وساعتها قُلت:

-الشقة مقفولة من سنة، لا عارفين نرجع ولا عارفين نخلص منها.

-وخلال السنة دي مفيش جديد؟

-مفيش غير إن كل كام يوم حد من الجيران يكلمني، ويبلغني إنه سمع صوت واحدة في الشقة، أو سمع خبط وكركبة وحاجات من دي.

-محاولتش تفتح الشقة أو تجيب حد يطهَّرها؟

-طيب ما أنت جيت يا شيخ عادل وكان معاك مولانا الكفيف الله يرحمه، ليه مقدرتوش تطهّروها.

-اللي كان يقدر على الحكاية دي مولانا الكفيف، وكان فعلًا خلَّص الموضوع ومكانش فاضل غير إنه يخلص من الخاتم في الوقت المناسب، لكن نصيبه كده، كان المفروض كل ليلة يقرأ حاجات معينة على الخاتم قبل ما ينام عشان الشيطانة اللي رصداه متقدرش توصل له، لكن جَلَّ من لا يسهو، في ليلة نام ونسي يقرأ على الخاتم، وهي استغلَّت الفرصة ووصلت له، ولأنها شيطانة ملعونة استغلت إن مولانا الكفيف كان نايم وخلَّصت عليه.

-طيِّب والحل.

-شوف يا أستاذ إيهاب، أنا واحد ربنا عطاه منحة يساعد بها الناس، ولو رفضت مساعدتك يبقى مستحقّش المنحة دي، رغم إن الموضوع أكبر من طاقتي، لكن ربنا قُدرته أكبر، إيدي على كِتفك نخلَّص الموضوع عشان ترجعوا شقّتكم.

 

البداية كانت من هنا؛ لما خرجنا من بيت الشيخ عادل وركبنا عربيتي وروحنا على شقتنا، البواب اسغرب لما شافني طالع ومعايا الشيخ، تجاهلت نظراته وطلعنا على فوق، ولما وقفنا قدام باب الشقة الشيخ عادل طلب مني المفتاح عشان يفتح بنفسه، ولما أخد المفتاح وحطه في كالون الباب، بدأ يتمتم بكلام في سرُّه قبل ما يفتح، الموقف كان صعب عليا لدرجة إني كنت مغمض عيني ومش عايز أشوف باب الشقة وهو بيتفتح، لحد ما سمعت صوت تكّة المفتاح، وبعدها صوت الباب اللي كان بيزيّق بصوت عالي، وده شيء طبيعي لأنه مقفول من سنة بحالها، ساعتها بس فتحت عيني وبصيت في الشقة اللي كانت ضلمة.

 

وقفنا قدام الباب والشيخ منعني من إني أدخل، كان لسه بيكمل تمتمة بكلام أنا مش قادر أجمَّعه ولا أفهمه، وفي اللحظة دي حسيت بهوا شديد وسخن، زي ما يكون باب الشقة فتح على صحرا فيها عاصفة ودرجة حرارتها عالية، ساعتها شوفنا ستاير الريسيبشن وهي بتتهز والنَّجف كان رايح جاي، كأن في حاجة بتزلزل الشقة، الشيخ بدأ يستعيذ وأنا كنت بعمل زيه، لحد ما الدنيا بدأت تهدا، وساعتها الشيخ بدأ يتحرَّك ويدخل الشقة، لكن في الوقت ده الدنيا اتزلزلت تاني وبدرجة أكبر، لدرجة إن الشيخ رجع لورا فجأة، وبعدها الباب اترزع من نفسه في وشنا.

 

مكنتش فاهم نظرات الشيخ ليا وقتها، وده اللي خلاني سألته:

-إيه الحكاية يا شيخ عادل؟

-إحنا مُش هنقدر ندخل.

 

استغربت كلامه اللي أحبطني وقُلت له:

-قصدك إيه؟

-قصدي إن الشيطانة اللي جوَّه أقوى من الخَدَم اللي معايا، والفترة اللي الشقة اتقفلت فيها خلتها تتمكن منها.

-والحل؟

-ربنا هيحلّها من عنده.

-تفتكر هنعمل إيه عشان نقدر ندخل الشقة.

-لازم مساعدة من برَّه.

-مش فاهم تقصد إيه.

-أقصد حد يكون في قوّة مولانا الكفيف الله يرحمه.

 

ساعتها قَطع كلامي وطلب مننا نمشي، نزلت معاه ومكنتش عارف إحنا رايحين على فين، لكن لما بقينا في الشارع لقيته بيقول لي:

-إحنا هنخطف رجلنا ونروح للشيخ تُهامي، راجل بَركة والخَدم اللي معاه أقوى من اللي معايا، وأنا واثق إنه مش هيتأخر عننا.

 

مكانش قدامي حل غير إني أطاوعه، خصوصًا إنه كان اتصل بالشيخ تُهامي وبلَّغه إنه رايح له في الطريق ومعاه واحد محتاج مساعدة، وكان يقصدني أنا طبعًا، ولما وصلنا بيت الشيخ وقعدنا، حكى له كل حاجة من البداية، ومن ضمن الكلام جاب سيرة مولانا الكفيف، ساعتها اترحَّمنا عليه كلنا، وبعد ما الشيخ تهامي عرف كل التفاصيل سألني:

-عنوان شقتك فين؟

 

قُلت له العنوان بالتفصيل، حتى عرَّفته الدور اللي الشقة فيه ورقمها، وساعتها غمَّض عينيه وبدأ يتمتم بحاجات مكنتش برضه فاهمها، وبعدها فتح عينيه وقال:

-أنا بعت حَد من اللي معايا على العنوان اللي أخدته منك يشوف مين اللي هناك، ورد عليا وقال إن الشيطانة اللي عندك في الشقة اسمها عائنة.

 

بمجرد ما الشيخ تهامي قال اسمها لقيت الشيخ عادل اتهَز، وشُّه اتقلب وبدأ يستعيذ بالله، ولما حسيت إن اسمها خلَّاه يوصل للحالة دي سألت الشيخ تهامي:

-تطلع مين عائنة دي؟

-شيطانة، نوع من الشياطين المُرتزقة، أي حد بيعمل سِحر وعايز خادم عليه يقدر يسخّرها، ومبتنصرفش غير بالدَّهب، يعني لازم تقدم حاجة دهب للمشعوذ أو الدجال اللي هيفُك السِّحر، وطبعًا من كلامي تقدر تفهم إنها بترصُد الدَّهب اللي بيتسرق من الكنوز، زي ما هي راصدة الخاتم اللي وصل لمطبخ شقتك بالصدفة، لأنه مسروق من كنز كان عليه رصد.

 

مكنتش مستوعب اللي سمعته، ومن عدم الاستيعاب اللي كُنت فيه مقدرتش أعلَّق، لكن الشيخ عادل قال:

-همّتك معانا يا شيخ تُهامي، عايزين ندخل الشقة ونطهَّرها.

-الحكاية مش هتخلص كده يا شيخ عادل، الخاتم ده لازم يرجع لحال سبيله، لأنها هتفضل رصداه، ولو وقع في إيد حد هيتأذي منها.

-وإزاي نرجَّعه لحال سبيله.

-أنت شيخ وعارف قواعد اللعبة، وعارف المزاولات اللي عائنة بتعملها عشان تبعد أي حد عن مكان الخاتم اللي هي رصداه، اعمل شغلك عادي، ولأني عارف إن عائنة أقوى من الخُدام اللي معاك، هكلّف حد من الخُدام اللي معايا يكون معاكم، عشان تقدروا تدخلوا الشقة وتخرجوا بالخاتم.

 

في اللحظة دي الشيخ عادل قال له:

-وبعد ما أخرج بالخاتم هروح فين؟

-اللي هبعته معاكم هو اللي هيساعدكم تدخلوا الشقة؛ وهو اللي هيدلِّكم على المكان اللي لازم تروحوه.

 

بعدها الشيخ تُهامي غمَّض عينيه وبدأ يتمتم ويزوم، وفي اللحظة دي الشيخ عادل طلب منّي أبعد وشّي عنه ومبُصش في عينه، عملت اللي طلبه مني، لكن فضولي أخدني وبصيت بطرف عيني ناحيته، وساعتها شوفت عينه لونها أبيض وفيها نفس الست العجوزة اللي شوفتها في مطبخ شقتنا، جسمي اتكلبش وغمضت عيني ومقدرتش أنطق، لحد ما سمعت الشيخ بيزعق وبيقول:

-الأمر يتنفّذ.

 

بعدها فتحنا عينا لما الشيخ تهامي طلب مننا، وبعدها قال:

-اللي معاكم شاف صورة عائنة، وهيكون معاكم لحد ما تخلصوا.

 

في اللحظة دي بس عرفت إن صورة الشيطانة اتعكست في عين الشيخ تهامي عشان اللي معانا يتعرف عليها، وبعدها خرجنا من بيت الشيخ وطلعنا على الشقة، مفتاح الباب كان لسه مع الشيخ عادل، عشان كده فتح الباب ووقفنا قدامه، الدنيا كانت هادية ومفيش ستارة ولا نجفة كانت بتتحرك من مكانها زي المرة اللي فاتت، واتفاجأت إن باب الشقة بيتفتح على آخره من نفسه، وساعتها سمعت الشيخ عادل بيكلم حد أنا مش شايفه وبيقول:

-أنتم الأول.

 

ساعتها سمعت صوت حد ماشي قدامنا برغم إن مفيش حد، ولما الصوت بعِد الشيخ عادل دخل الشقة، وبعدها شاور لي عشان أدخل، ساعتها لاحظت إن صوت الخطوات كان رايح ناحية المطبخ، وفي اللحظة دي سمعنا صوت صرخة جاية من جوَّه، مكانتش غريبة عن ودني لأني كنت سمعت صوت الشيطانة اللي في المطبخ قبل كده، أي نعم الحكاية دي من سنة لكن صوتها لسَّه معلّم في ودني ومش قادر أنساه، لكن اللي أفزعني أكتر هو إني سمعت صرخة أقوى من الصرخة اللي كانت طالعة من المطبخ!

 

لما جسمي اتلبّش من الصوت الشيخ عادل مسكني من إيدي وقال:

-ده صوت اللي معانا، أنا كنت عارف إن هيقوم بينهم الصراع ده.

 

بعدها باب المطبخ اتقفل فجأة، وساعتها الصرخات ما بينهم في المطبخ كانت سِجال، كنت هموت من الخوف وأنا سامعهم بيردوا على بعض بالصرخات، لحد ما الصوت راح فجأة والدنيا سكتت مرَّة واحدة، بعدها باب المطبخ اتفتح من نفسه، وساعتها شوفنا في الأرض حاجة بتنوَّر أحمر.

 

في اللحظة دي الشيخ عادل مد إيده قدامي وقال:

-اللي معانا استحوذ على الخاتم وأظهره، لكن أنت متقدرش تدخل المطبخ طول ما الخاتم موجود فيه، لأن الحكاية لسَّه مخلصتش وأنت مفيش معاك حصانة من التوابع اللي جوَّه.

 

لمَّا قال لي الكلام ده أخد بعضه ودخل المطبخ، المرَّة دي كان صوت التمتمة اللي بيتمتمها عالي، وبرغم كده مكنتش قادر أفهم هو بيقول إيه، لكن بدأت أحِس إنها حاجات من اللي بيسموها تعاويذ وطلاسم، لحد ما وصل المطبخ عند النور الأحمر اللي طالع من الأرض، وساعتها مد إيده وشال فيها حاجة،واللي لاحظته إن إيده أول ما قرَّبت من النور الأحمر اختفى، عشان كده لقيته خارج من المطبخ وفي كف إيده خاتم عاد، كان دهب، كل الغريب إن الخاتم كان فيه فَص لونه أحمر وفيه نقوش كتير، وفي اللحظة دي سألته:

-هنعمل إيه في الخاتم ده؟

 

بمجرد ما سألته غمَّض عينيه وبدأ يتكلم في سرُّه، زي ما يكون بيتكلم مع حد، وبعد ما فتح عينه قال لي:

-الخاتم دَه وصل للشقة في نقلة رمل من محجر الرمل والزلط اللي قريِّب من هنا، لكن مش ده المكان اللي الخاتم المفروض يرجع فيه.

 

ساعتها ردّيت وقُلت له:

-أومال المفروض يرجع فين؟

 

ساعتها كرَّر اللي عمله، غمض عينيه واتكلم في سرّه، فبدأت أحِس إنه بيتكلم مع اللي الشيخ تهامي بعته معانا، وبعد كده قال لي:

-الخاتم ده اتسرق من كنز مدفون في جبل، لكن مش زي ما مولانا الكفيف قال إن الكنز مرصود من روح شريرة، اللي حصل إن عائنة هي الروح الشريرة اللي سرقت الخاتم من الكنز في غلفة من الرصد وخرجت به من الجبل، لكن بعدها اتكلّفت بمهمة من مشعوذ وده اللي خلاها تدفن الخاتم في مكان طبيعته من طبيعة المكان اللي فيه الكنز، رمل وصخور يعني، لأن مينفعش تكون متكلفة بمهمة من مشعوذ ويكون معاها حاجة متعلقة بيها، لازم تكون كل طاقتها لخدمة المهمة اللي اتوكلت بيها، وساعتها دفنت الخاتم في المَحجر، لكن لما رجعت للخاتم لقت إنه مش موجود لأنه طبعًا كان وصل مع نقلة رمل لشقتكم.

 

استغربت اللَّفة اللي في الحكاية وقُلت له:

-بس المشكلة مظهرتش غير بعد سنتين من وجودنا في الشقة.

-ما هو السحر اللي اتكلفت بيه من المشعوذ اتفك بعد سنتين، ولما خلصت مهمتها ورجعت للخاتم اكتشفت إنه مش موجود، وفضلت تدوَّر لحد ما وصلت له، ومن ساعتها سكنت المطبخ جنب الخاتم.

-بس أنت عرفت كل ده منين يا شيخ عادل؟

-اللي بعته معانا الشيخ تهامي قوي، قدر يسيطر على عائنة، وجاب لي الحكاية من البداية.

-طيب وياترى عرفت المفروض نروح فين بالخاتم دَه؟

-أكيد عرفت؛ الجبل اللي مدفون فيه الكِنز.

-وياترى الجبل ده فين؟

 

بعد ما غمَّض عينيه شوية وفتحهم تاني قال لي:

-المكان جبل أم شومر في سينا.

 

مضيَّعناش وقت، نزلنا من الشقة وركبنا العربية واتحركنا، وقبل ما نبدأ مشوارنا عديت على البنزينة فوّلت العربية وكملنا الطريق. استغربت إني سايق المسافة دي كلها بدون ما أتعب ولا أفكّر في إني أرتاح شوية، حتى الشيخ عادل كنت حاسس إنه مصحصح ومن وقت للتاني كان بيفتح كف إيده ويبُص على الخاتم، وفضلنا على الحال ده لحد ما قربنا من المنطقة اللي فيها الجبل، وساعتها دخلت بالعربية في الصحرا.

 

الليل كان قرَّب يدخل، فتحت كشافات النور الكبيرة وكملت طريقي، ومع الوقت لقيت العربية بتتهز، برغم إن الطريق مكانش فيه صخور ولا حاجة، أي نعم طريق رَملي لكن ميعملش الهزَّة اللي كانت موجودة، كنت مستغرب الحكاية لكن في نفس الوقت كنت مكمل، لحد ما لقيت الشيخ عادل بدأ يستعيذ فجأة، وساعتها لمحت كورة نور كبيرة نازلة بتجري ناحيتنا من فوق جَبل قريب مننا، في اللحظة دي دُست فرامل وخرجت برَّه الطريق عشان أتفاداها، لكن لما خرجت برَّه الطريق ملقتش حاجة، كورة النور اختفت والدنيا رجعت ضلمة زي ما هي، وساعتها الشيخ عادل قال لي:

-ليه طلعت من الطريق؟

-أنت مشوفتش كورة النور اللي كانت نازلة ناحيتنا.

-أكيد شُفتها، ده أبو فانوس، شيطان من شياطين الجبل، ولأنها مش قادرة على اللي معانا بتستعين بُه عشان منوصلش، وكانت غايته إنك تخرج عن الطريق، وأنت حققت له غايته.

 

بمجرد ما سمعت كلامه أخدت نفس عميق وجمعت أعصابي، دخلت للطريق من تاني، وفضلت مكمل وأنا بقرأ آية الكرسي، وفي نفس الوقت الشيخ كان بيستعيذ بالله وبيقرأ قرآن، ده غير إنه أحيانًا كان بيوطي صوته على الآخر وبيقول حاجات أنا مُش فاهمها، وفضلنا على الحال ده لحد ما ظهر في نور الكشاف جبل كبير، وساعتها الشيخ قال لي:

-كفاية لحد هنا.

 

نزلنا من العربية ومشيت جنب الشيخ، بعد ما طلعت كشاف يَد كنت محتفظ به في العربية، مشينا على نوره لحد ما قربنا من الجبل، وفي اللحظة دي قولت:

-إيه الخطوة الجاية؟

 

ساعتها الشيخ غمض عينيه زي ما يكون بيستشير اللي الشيخ تُهامي بعته معاه، وبعدها قال:

-على ارتفاع خمسين خطوة في الجبل، عند العين الحمرا اللي هناك.

 

مكنتش فاهم حاجة، ولا عارف يعني إيه العين الحمرا، لكنه معطانيش فرصة أفهم كلامه، شدني من إيدي وبدأنا نطلع على الجبل، وأنا أول مرة أعمل حاجة زي دي، رجلي كانت هتفلِت أكتر من مرَّة، لكن كان بيشجعني أمسك نفسي وأكمل، لحد ما حسيت بجسمي اتنفض فجأة، لما شوفت نقطة حمرا بين صخور الجبل، ولما بصيت ناحيتها لقيتها فتحة بحجم عين الإنسان طالع منها ضوء أحمر، في اللحظة دي الشيخ قرَّب منها وهو بيقول كلام مش مفهوم بصوت واطي، وبعد ما خلَّص الكلام اللي بيقوله رمى الخاتم فيها.

 

معرفش وقتها الجبل هو اللي كان بيتزلزل ولا جسمي، حسيت برجفة رهيبة، لدرجة إن الحصى اللي على جسم الجبل كان بيتحرَّك وبيسقط تحت على الأرض، لكن بعدها النقطة الحمرا اختفت، وساعتها الشيخ طلب مني أنزل معاه.

 

نزلنا بعد معاناة أكبر من اللي حسينا بها وإحنا طالعين، بعدها أخدنا بعض ورجعنا للعربية، ولما ركبنا وفتحت نور الكشاف، شوفت العجوزة قاعدة على الأرض قدام الجبل، وبرغم إن المسافة بينا مكانتش قصيرة، لكن ملامحها كانت واضحة، كانت بتبُص ناحيتنا ووشها كله غضب، استعذت في سرّي والشيخ عادل استعاذ بالله، وبعدها اتحرَّكت بالعربية ورجعنا عشان نخرج من الصحرا، وسيبنا العجوزة ورانا وهي بتصرُخ بصوت مكنتش قادر أتحمله.

 

لما خرجنا على الطريق سألت الشيخ:

-كده الحكاية خلصت؟

-مكانتش هتخلص غير كده.

-أومال ليه مولانا الكفيف متخلصش من الخاتم في وقتها.

-كان لازم مدة يحضّر فيها نفسه عشان ييجي الجبل لأنه كان هيواجه الرصد اللي على الكنز لما يقرب من مكان الكنز، بس حصل اللي حصل وعمره انتهى، لكن اللي الشيخ تهامي بعته معانا ساعدنا نتجاوز المدة دي، وإلا كنا اصطدمنا بصراع تاني مع الرصد اللي على الكنز، كده الخاتم رجع لحمايته، وعائنة مش هتقدر تقرَّب منه لأنها مش بقوّة الرصد اللي موجود.

 

لما وصلنا الشيخ طلب مني مدخلش الشقة غير بعد ما يطهّرها من التوابع، وفعلًا، من تاني يوم بدأت أروح الشقة ومعايا الشيخ عادل، كان بيقرأ قرآن في الشقة، وفي كل ليلة كان بيولع نوع بخور غير النوع اللي كان والع في الليلة اللي قبلها، لحد ما الفترة اللي حدّدها انتهت، وبعدها الشقة اتطهرت وقدرت أرجعها من تاني أنا وسما، ومن بعدها والدنيا رجعت طبيعية تاني والحياة مشيت، إلا حاجة واحدة بس هي اللي مكنتش عامل حسابها، لما ريهام كلمتنا في ليلة ومن ضمن الكلام قالت لنا إن الشيخ عادل مات، وبنفس الطريقة اللي مات بها مولانا الكفيف.

 

الحكاية كانت مخوّفاني، أخدت بعضي وروحت للشيخ تهامي، ولما قابلته لقيته عارف إن الشيخ عادل مات بنفس طريقة مولانا الكفيف، وساعتها قُلت له:

-ده معناه إني ممكن أنا ومراتي نموت؟

 

في اللحظة دي قال لي:

-كل محاولة في رجوع الخاتم لمكانه كانت عائنة بتاخد في مقابلها روح، في المحاولة الأولى راح مولانا الكفيف، وفي التانية راح الشيخ عادل، يعني أنتم في الأمان.

 

معرفش ليه حسيت إني متضايق من نفسي، لأن في واحد مالوش ذنب راح في الحكاية وكان ذنبه الوحيد إنه قرر يساعدنا، وفي اللحظة دي افتكرت الشيطانة وهي قاعدة عند الجبل وبتبُص ناحيتنا بصة مخيفة، وساعتها بس عرفت إنها كانت بتتوعّد الشيخ عادل زي ما أكيد توعّدت مولانا الكفيف، بس مكنتش قادر أحدد الشيخ عادل كان عارف حاجة زي دي ولا لأ، وده اللي خلاني أسأل الشيخ تهامي:

-والشيخ عادل كان عارف؟

-مقدرش أأكد إن كان عارف ولا لأ، بس إحنا يا أستاذ إيهاب ربنا عطانا منحة، لو مخدمناش الناس بتبقى نقمة علينا، وإحنا منقدرش نتحمل المنحة دي لما تتقلب لنقمة، الموت ساعتها بيكون أرحم لنا بكتير.

***

-عرفت بقى الخاتم جه منين وراح فين؟

-يخرب بيت شيطانك يا زعفرانة، كنتي عارفة كل ده ومخبية.

-تحب أقول لَك على حاجة كمان.

-قولي. 

-أنا اللي الشيخ تُهامي بعته معاهم عشان أستحوذ على الخاتم من عائنة؛ وأسلِّمه للرصد اللي على الكنز المدفون في الجبل.

تمت...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-2الكاتبمدونة حسن غريب
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑20الكاتبمدونة منال الشرقاوي204
2↑15الكاتبمدونة غازي جابر52
3↑15الكاتبمدونة محمد عسكر198
4↑14الكاتبمدونة نورا شوقي186
5↑10الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)148
6↑8الكاتبمدونة اسلام أبو علم140
7↑5الكاتبمدونة دينا عاصم21
8↑4الكاتبمدونة منى أحمد42
9↑4الكاتبمدونة حنان الهواري109
10↑3الكاتبمدونة فيروز القطلبي25
11↑3الكاتبمدونة محمد ابو النور29
12↑3الكاتبمدونة مي القاضي34
13↑3الكاتبمدونة نهى رشاد44
14↑3الكاتبمدونة ريهام الخميسي51
15↑3الكاتبمدونة سحر حسب الله55
16↑3الكاتبمدونة كريمان سالم71
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1077
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب692
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة اشرف الكرم574
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري499
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب331949
2الكاتبمدونة نهلة حمودة188214
3الكاتبمدونة ياسر سلمي180059
4الكاتبمدونة زينب حمدي169363
5الكاتبمدونة اشرف الكرم129818
6الكاتبمدونة مني امين116472
7الكاتبمدونة سمير حماد 107037
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97472
9الكاتبمدونة مني العقدة94641
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين89022

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
2الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
3الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
4الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
5الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
6الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
7الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
8الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
9الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
10الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18

المتواجدون حالياً

1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع