لا مانع لدي أن أخدم زوجي ،و لا مانع لدي أن اغسل قدميه أو أن أقبل يديه، هذا الأمر لن يؤرقني ولن يشعرني بالقلة أو الدونية إن حدث، لا مانع لدي أن يمضي نهاري بأكمله في إعداد الطعام له و التفنن في تزين المائدة حتي أسر عينيه ، أو تهيئة البيت وتنظيفه استعدادًا لاستقباله كـمكافأة بسيطة لما رآه من تعب طيلة النهار في عمله، كم يروق لي أن يكون مظهره متناسقاً ومرتباً أمام العالمين؛ لذلك لا مانع لدي أن أحضر المكوي بعد الانتهاء من أعمالي المنزليه وأشرع في كي قمصانه واحدًا تلو الآخر وتنسيق ألوان البنطال، لا مانع لدي أن أسهر علي خدمة الأبناء وأن أعمل علي بناء رجال ترقى بهم الأوطان ،وبنات قدوتهن عائشة و معلمتهن خديجة يوقرن أباهن و يحفظن عرض أخيهن ، جمالهن في الحياء و أخلاقهن في ردائهن و حسن معاملتهن لغيرهم .
كيف لا أفعل هذا وقد فعلته أم أبيها السيدة فاطمة سيدة نساء أهل الأرض وسيدة نساء الجنة ابنة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت تعمل علي خدمة زوجها علي وبدور الرحى وتطحن الحبوب وأعمال المنزل من كنس وغسل وعندما شقت يداها وأنهكت و اشتد عليها الأمر من العمل في بيت زوجها "علي" ذهبت الي أبيها رسول الله تشكو إليه ما تلقى في يديها من الرحى ،طلبت منه أن يأذن لها بخادمة فلم تجده، فذكرت ذلك لأمنا عائشة رضي الله عنها، لما علم رسول الله ذلك فلما جاء الليل ذهب إليها وجلس بينها وبين زوجها وقال ألا أخبرك بشيء خير لك من خادمة قالت بلى يا رسول الله "قال تسبحين ثلاثا وثلاثين وتحمدين وتكبرين مثلها" فهو خير لكما من الخادم.
قال النبي صل الله عليه وسلم : ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللّهِ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) رواه ابن ماجة (1853) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة "
جميلاتي: "لا تسمعن لهذه التفاهات ولا تقتدين بكلامهم واعلمن أن العمل علي راحة الزوج وطاعته والقيام بحقوقه تعدل الجهاد في سبيل الله والشهادة في سبيله".