■ ■ ■ ■
■ رجل المخابرات المصرية أدهم صبري في مأزق رهيب ، يقترب من الوقوع في فخ محكم ، يخوض مغامرة ملحمية تحبس الأنفاس ، كان فارسنا المصري أدهم صبري فيها ضد الكل ، منظمة الأفعى السرية و حفنة من المرتزقة المأجورين تحت قيادة الداهية توماس كلارك ، ثم يتطور الأمر لصدام مع الشرطة الأمريكية ثم مع رجال المخابرات المركزية الأمريكية في عقردارهم ، و يواجه أدهم درة مشروعاتهم السرية " مشروع السوبرمان " في معركة صفرية دامية ، إنها رباعية "اتحاد القتلة" المثيرة ، حين اتحد الكل ضد بطلنا الأسطوري العملاق أدهم صبري
■ اطلق الحكم الفرنسي كلومان توربين صفارة النهاية ليسدل الستار على النهائي الحلم كما يطلق عليه بين ليفربول و ريال مدريد ، و يحقق الملكي الأسباني فوزا قبيحا باهتا غير مستحق يكفي لمعانقة الكاس الغالية ، لتشتعل الحرب ضد محمد صلاح ، أبواب الجحيم تنفتح على مصراعيها في وجه مهاجم منتخب مصر ، حملات سخرية وتشفي و تسفيه ممنهجة متزامنة عبر الآلآف من الصفحات و البرامج و الشخصيات.
كالعادة ...
السؤال يطرح نفسه عن السر وراء ما يحدث ؟!
لماذا محمد صلاح تحديدا ؟!
كالعادة أيضا....
السطور التالية تحاول أن تحمل الإجابة
■ ■ ■ ■
مشكلة محمد صلاح الرهيبة يمكن تلخيصها في النقاط التالية
■ الأولى: نجاحه المدوي في وطن يسكنه شعب بطبيعة غريبة ، الوجدان الجمعي لمعظم سكانه لا يحب الناجحين و يقدس مبررات الفشل و يعشق شماعات الكسل و يتنفس الحقد و الغيرة ، خسارة صلاح في الأمتار الأخيرة تمنح هؤلاء المرضى سعادة داخلية لا توصف و شعورا بالرضا و تنفث عن مخزون الشماتة و التشفي و الغل بداخلهم ، فهم لا يستطيعون تحمل فكرة تحول لاعب مغمور في نادي بلا جماهيرية مثل المقاولون العرب إلى أيقونة كرة القدم في العالم ، نفس مأساة نيونز المبصر في رواية " بلد العميان " لهربرت جورج ويلز
■ الثانية: صلاح حالة خاصة متفردة ، لم يتم صناعته عبر آليات صناعة النخبة و الطابور الخامس التي غزت مصر خلال العقدين الأخيرين ، تلك الآليات الملعونة و الأساليب الشيطانية التي صنعت رموزا مزيفة و أساطيرا وهمية تخدم هدف العقل الجبار المحرك لهم ، فاصبحت مصر تعج بمخرجين و فنانين و كتاب و إعلاميين و سياسيين و لاعبي كرة يحركون الراي العام المصري حسب مزاج الصانع بصورة غير مباشرة ، بالتالي اصبح صلاح عدوا صريحا و هدفا مباشرا لتلك الجوقة من الضباع البشرية ، محمد صلاح من خارج المنظومة تماما ، فيجب فرمه و إغتياله معنويا ، كما حدث مع الأديب العملاق د.نبيل فاروق ، و الملحن الوطني عمرو مصطفى ، و الإعلامي توفيق عكاشة ، و المطرب المصري محمد فؤاد
■ الثالثة: مخطط شيطنة مصرالذي تم إعدادها بحرفية منذ نجاح السادات في إستخدام كروت اللعبة ضد مخترعها ، فتمت معاقبة البطل المصري ، وظهرت جبهة الصمود و التحدي الأمريكية بقيادة صدام حسين ، ثم حركة حماس لمخترعها الداهية ضابط الموساد إفرايم هالفي لتكون خنجرا في ظهر مصر ، ثم المقاطعة العربية لسنوات طويلة ، ثم الهجوم الإعلامي المسعور على القاهرة من بغداد و دمشق و الخرطوم و الكويت و الرياض و الجزائر ، و كان سؤال السادات العميل سؤالا مضمون الدرجات في إمتحانات سوريا و الجزائر و السودان عبر عقود متواصلة ، حتى تسلمت الجزيرة الرآية المسمومة ، فشوهت التاريخ وزيفت الوعي و تاجرت بفلسطين و اخترعت فيلم غزة الهزلي حتى جاء زائر الموت الأحمر للمنطقة في صورة جحيم العرب ، و رغم ذلك رحب به الجميع ببلاهة و سذاجة
■ الرابعة: ثنائية صناعة الشىء و نقيضه ، صلاح كسر دائرة إحتكار صناعة القدوة و نقيضها ، صلاح فرض نفسه كقدوة للشباب خارج الميكانيزم الشهير ، ميكانيزم الفريقين ، فريق محمد أبو تريكة و مصطفى حسني و أمير منير و راغب السرجاني و و إياد قنيبي و الشعار الفضيلة و الدين ، في مقابل الفريق الآخر بلال فضل ووائل غنيم و إسلام بحيري و هيفاء وهبي وويجز و أحمد مالك و تامر حبيب ، الشعار قد يكون الحرية أو الثورة أو العري ، كلا الفريقين تحت السيطرة يخدم الأجندة المطلوبة
■ الخامسة: تيارات الإسلام السياسي ، الإخوان و السلفيون يسيطرون سيطرة شبه كاملة على الرأى العام المصري و العربي ، و يستطيعون تدمير أى شخص ووضعه في صورة الشيطان المارد ، و يستطيعون تجميل أى شخص ووضعه في صورة الملاك صاحب الجناحين و الهالة المقدسة ، و من ليس معهم فهو ضدهم ، و محمد صلاح ليس معهم ، غازلوه في البداية بلقب " فخر العرب " و بكارت صداقة دميتهم المفضلة أبوتريكة ، فلم تحدث إستجابة من صلاح و ابتعد عن الفخ الحريري المنصوب في توقيت مناسب ، و اشاد ببلده ، و الطامة الكبرى تبرع لصندوق " تحيا مصر " ، فاكتسب عداوة التيارين للأبد ، لان أيدلوجية التيارين هى الصدام بين الوطن و الدين ، والخلاصة صلاح لا يكمن إستخدامه سياسيا كمخلب قط ضد وطنه في مشاهد حنجورية رخيصة مدفوعة الأجر مثل موقف تعاطفا مع غزة و مثل مواقف الألماني مسعود أوزيل
■ السادسة: الظهير الإعلامي الكسيح ، محمد صلاح بلا ظهير إعلامي محلي ، لم يلعب للأهلي أو الزمالك ، لم يصنع شلة منتفعين يصرف عليهم من أجل تمجيده ، لم يدعو معدي البرامج الرياضية إلى سهرات و يصرف لهم مرتبات شهرية ، لم يملك شلة اصدقاء من لاعبي الكرة المعتزلين الجالسين في الأستوديوهات ، تارة كمذيعين يقدمون إعلام الشورت و الفانلة المضحك ، تارة كضيوف يقدمون محتوى بائسا يائسا ، صلاح فشل فشلا ذريعا في تقديم فروض الطاعة و الولاء لشلة الشوبيريين المؤثرة الرهيبة ، فاستحق أن يهاجم في وطنه ، لدرجة أن سميركمونة كان يقارن بين محمد شريف ومحمد صلاح مع المنتخب ، و ثنائي التعصب علاء عزت وعمرو الدرديري في الفقرة البشعة مع سيف زاهر أتفقا فقط في الهجوم على مهاجم ليفربول المصري
■ السابعة: قتل الأمل و هدم القدوة ، أحد أهم أساليب الحرب النفسية على الطريقة الامريكية الشهيرة ، لاعب مصري يتم ترشيحه لأحسن لاعب في العالم ، هذا غير مطلوب ، لا يجب السماح بتكرار ذلك النموذج المضيىء ، الحديث عن المحترفين المصريين يجب أن يخدم متلازمة السخرية و سوء السلوك و اللاطموح ، من نوعية ميدو يقود السيارة مخمورا في هولندا ، سبورتنج لشبونة يجمد شيكابالا حتى نهاية الموسم ، إيقاف عمرو وردة لاسباب أخلاقية ، هاني رمزي يتحرش بفتاة ألمانية في ملهى ليلى شهير، النموذج يجب تدميره كما حدث مع كرم جابر ، الذي كان أيقونة المصارعة في أولمبياد أثينا 2004 ، و انتهى به الحال كممثل كومبارس في أفلام السبكي الرديئة
■ ■ ■ ■
■ اتحد الكل ضد محمد صلاح ، مثلما حدث في كل شىء في حياتنا مع لعنة تيارات الإسلام السياسي ، تحولت القصة من كرة قدم للتسلية إلى حرب و سياسة و صراع نفوذ و تكسير عظام ، من المحزن أن يتفنن بعض المصريين بجواز السفر في النيل من ابن مصر ، في الوقت الذي يتفنن فيه القابعون في العالم الموازي في شمال افريقيا في نسب الفرنسيين أمثال زين الدين زيدان و رياض محرز و كريم بن زيمة إليهم
■ محمد صلاح....
يدفع ثمن فواتير كثيرة....
باهظة السعر ...
ليس له أدنى علاقة بها.
إنه اتحاد القتلة ....