السلام عليكم و رحمة الله
و لكل مجتهد نصيب ...
قاعده لا جدال فيها علي المستوي النظري .... لكن في كثير من الاحيان .... قد يكون تطبيقها علي الارض محل شك !
كثير منا يجتهد كثيرا لتحقيق آمال و طموحات في اتجاهات معينه و في مجالات يري نفسه فيها ... لكن النتائج قد تأتي بما لا يتناسب ابدا مع حجم الاجتهاد و العرق !
فتصبح القاعده الذهبيه "و لكل مجتهد نصيب" .... قاعده غير قابله للتطبيق ...
اكتب هذه المقاله عن تقييم شخصي لمراحل من حياتي .... فقد كنت اجتهد كثيرا لاصل الي شئ ما في مجال ما .... لكن النتائج لم تكن رضيه بشكل ما !!
في كل مرة اتهم نفسي بالتقصير .... او بأني لست املك المقدره او الموهبه لتحقيق طموحاتي .... و احيانا اصف نفسي بالفشل التام ...
و لكن بعد مرور بعضا من الوقت و اجراء عملية تقييم شامله لما تم و لما لم يتم .... و ما هي الامور التي تحققت و ما لم يتحقق ..... اكتشفت شيئا عجيبا بحق
اكتشفت ان كل مرحلة من الاجتهاد لتحقيق شئ لم يتحقق .... تحقق معها شئ آخر ... لم يحظ بأي اجتهاد لتحقيقه :) !
هذه حقيقه .... لامستها ... و تلمستها .... فقد كنت احظي بتحقيق تقدم رائع في مجالات لم ابذل الجهد الكافي للوصول الي هذا التقدم ... في حين ان المجالات التي بذلت فيها جهدا مضنيا .... قد لا تتحقق بالمستوي الذي اتمناه ...
الشئ العجيب ان "مكافأة" الاجتهاد تأتي سريعا .... و ان كانت في مجال آخر !!
تخيل انك مقبل علي امتحانين في "الفيزياء" ثم "الكيمياء" .... و تخيل انك تبذل كل قصاري جهدك في تحصيل الفيزياء ... لدرجة ان حياتك كلها تصبح فيزياء في فيزياء ... في حين انك لم تولي لمادة الكيمياء ادني مستويات الاهتمام الكافي ...
ثم تدخل الامتحانين .... فاذا بنتيجه مخيبة للآمال تحصل عليها في الفيزياء !! .... تجعلك تتحدث مع نفسك و تتسائل : .... اين ذهب كل هذا الاجتهاد ؟ .... لماذا لم يوفقني الله ؟!!!! ... اليس لكل مجتهد نصيب ؟!!
فتأتي النتيجه سريعا .... : الدرجه النهائية في الكيمياء !!
في هذه اللحظه الفارقه ... ليبس امامك الا ان تغتر بنفسك بانك احد عباقرة الكيمياء المعدودين في العالم .... او .... ان تستقبل الرسالة الربانية و التي مفادها ان اجتهادك في الفيزياء تحول الي تفوق في الكيمياء !
اعرف السؤال الذي قد يطرأ علي ذهنك الآن : ..... لماذا تتحول النتائج الي مجال آخر ؟
الاجابة عند مقدر المقادير .... و لحكمة لا يعلمها الا هو ... سبحانه
لكن الذي اريد ان اؤكد عليه هو ان لكل مجتهد نصيب .....
نصيب في ماذا بالضبط ؟ .... لا تسأل .... لكن راقب احوالك .... و اجتهد ... ثم انتظر ... و ستعرف
تحياتي
:)