هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. من ضحايا القذافي

للقذافي ضحايا كثر ...... راحوا نتيجه ممارساته النرجسيه .... عبر تاريخ حكمه الطويل العجيب.. و حتي الانفاس الاخيره لعرشه ابت الا ان تخلف وراءها 30 الف قتيل علي اقل تقدير ...

و رغم تنوع اشكال الضحايا كما و كيفا في القطر الليبي العزيز ... الا أن ثمة ضحايا آخرين ... و من نوع آخر ... موجودون في الدنيا .... و انا احدهم ...!!

منذ عشرات السنين .... تصادف وجودي في ليبيا طالبا في الصف السادس الابتدائي في مدرسة "خولة بنت الازور" الابتدائيه المشتركه .... بأحد ضواحي مدينة الخمس (سوق الخميس) ....

لا مشكله حتي هذه اللحظه ... فقد مرت "ساته ابتدائي" بسلام ... و بدأت اجازة الصيف ... و الصيف بالنسبة لي يعني اللعب و اللعب فقط ...

انتهت الاجازه و هممت بالدخول الي الصف الاول الاعدادي ....


وقتها كان القذافي "زعلان" قليلا مع امريكا ..... فكنا - كطلبة المدارس - نسير في الشوارع و نهتف من أعمق اعماق الحلقوم: طظ طظ في امريكا .... طظ طظ في امريكااااااااااا

كان القذافي قد تعدي حدوده مع القوه العظمي في العالم و قام ببعض مغامراته البهلوانيه و التي تسفر عن قتلي دائما... فغضب - آن ذاك - رئيس الولايات المتحده الراحل .... رونالد ريجن ... و قرر قصف ليبيا او بمعني ادق تأديب القذافي ... و لعلي من القلائل من ابناء جيلي الذي جرب الاستماع الي اطلاق صفارات الانذار .... و اطفاء الانوار ليلا ... و وضع غمامه زرقاء علي انوار السيارات ....اثناء القصف الامريكي ...

نعود للقذافي الذي وصلت به العبقرية الخضراء الي درجة الغاء دراسة اللغه الانجليزيه في المدارس !! ... لأنها لغة الاعداء الامبرياليين الكلاب !!! ... و سبحان الله ... فالاسلام اساسا يأمرنا بدراسة لغات الاعداء حتي نأمنهم .... لكن للقذافي و للعباقرة امثاله اراء اخري تماما ....

دخلت سنة اولي اعدادي ... و لم ادرس اللغه الانجليزيه .... لانها ممنوعه و محظوره .... مما اضطر والداي العزيزين .... الي ان يقوما بتدريسي اللغه في البيت !! .... و لأني كنت "ولدا مؤدبا" و صعب المراس و لا احيد عن قناعاتي ابدا ... و منها اني لن ادرس الا ما هو مقرر في مناهج الوزاره (الخاليه من اللغه الانجليزيه).... و عبثا حاول والداي ان يفهماني ان لي زملاء في مصر يدرسون هذه اللغه ... و ان مستقبلا فاشلا ينتظرني ان لم ادرس مثلهم .... و لكن هيهات هيهات ان (اسمع الكلام) .... :) .. فقد كنت مطيعا كما تعلمون ... :)


انتظر والديَّ حلول الصيف .... بعدما فشلا في اقناعي بان ادرس (انجليزي) كلغه اضافيه اثناء الدراسة ... و عندما حل الصيف ... و الصيف بالنسبة لي اجازة و "لعب" فقط ... فاذا بزائرة لطيفه تزورنا في البيت ... و عرفتها عليّ والدتي علي أنها "طنط ناديه" .... و لأنها كانت لطيفه ابتسمت لها و سلمت عليها .... فاذا بهذه اللطيفه هي مدرسة اللغه الانجليزيه التي سوف تشرح لي "انجليزي" في الصيف   ... و يا للهول .. !!

لم تعد لطيفه في نظري ... بل اصبحت "طنط كريهه" .... و يبدو ان ثقتها في نفسها دفعتها ... ان تقول لوالديّ انها ستسيطر عليّ (اي انا) و سوف تنجح في تدريس الانجليزيه اللعينة لي ... و لكن كان لرئيس تاميكوم تصرف آخر ..... للاسف الشديد لقد تشاجرنا ( اي انا و المدرسه نظرا لاختلاف بعض وجهات النظر) و انتهت المشاجره "بعِضَّه" بسيطه في يدها اليسري ... او اليمني لا اذكر .... ثم هرعت الي خارج المنزل بلا رجعه .... و قطعت علاقتها بوالدتي و بكل جذور العائله ...

ارجو ان لا تفهموني غلط ... فطفولتي كانت شقيه نوعا ما .... و كان والداي يبذلان قصاري جهدهما للحد من الخسائر في الارواح و الممتلكات في المكان الذي اشرفه بطلعتي البهيه ...

نعود الي الانجليزيه .... فلم يجد ابي بدا من أن يقوم هو بنفسه بمهمة تدريس الانجليزيه لي .... و لأنه طبيب فقد كان قويا في اللغه .... و قويا في اسلوب تدريسه للغه ايضا.... فأرجوكم لا اريد ان اتذكر هذه الحقبة مع ابي و الانجليزيه .... فقد كانت ثقيله  ... و مما زاد الطيب بله .. اني لا اجرؤ ان افعل مع ابي كما فعلت مع المدرسه التي اعتزلت التدريس تقريبا بعد تجربتها معي ....

اصدقكم القول .... لم اكن مقتنعا بدراسة اي شئ خارج منهج المدرسه .... فقد كنت افكر بمنطق طالب لا يعي ابعاد المستقبل .... و يفكر فقط في ان يلعب و يلعب و يلعب و فقط ...

و منك لله يا "قذافي" ... فلو كان لم يتخذ هذا القرار الغير مسبوق بالغاء دراسة الانجليزيه .... لما اضطرني لتحمل عذاب الدراسه خارج اروقة المدرسه .... و توابعها ...

لم تنتهي الدراما حتي هذا الحد ... فقد عدت الي مصر و التحقت بالصف الثاني الثانوي (لم تكن وقتها ثانويه عامه) ..... و في هذه اللحظه اكتشفت اني مطالب بدراسة اللغه الانجليزيه مع اقراني .... و في هذه اللحظه فقط اكتشفت بُعد نظر والداي ... و لماذا كانا يبذلان الغالي و النفيس من اجل تدريس الانجليزية لي ....

خضت معارك شرسه مع نفسي هذه المره .... حتي استطيع ان اتساوي مع اقراني و اعوض خمس سنوات لم ادرسها... و الحمد لله اجتزت الصف الثاني الثانوي بنجاح .... ثم تلته الثانويه العامه ... ثم كلية الهندسه ... و كانت الدراسة فيها باللغه الانجليزيه طبعا .... ثم الماجستير الذي لا يعرف كلمة واحده بالعربيه ... و انفكت العقده

في النهاية اشكر والديّ العظيمين و اقبل يديهما .. علي كل ما فعلاه مع ابنهما (الهادي البلسم) :) ... و اعتذر الي مدرستي التي التهمت احدي كفيها و يا ليتني اعرف لها عنوانا ..... و أقول للقذافي ..... ظلمتني ... كثيرا ... بحرماني من دراسة الانجليزيه في مدارس ليبيا العزيزه

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1495 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع