آخر الموثقات

  • الصراخ على الطريقة الصامتة
  • نقاط بشرية
  • مرج النار والفراشة
  • جسدك سيتذكرني
  • كنت في بيروت
  • منتهى البؤس
  • انتخايات اليونسكو لماذا سقط فاروق حسني ولماذا نجح خالد العناني
  • كن سببًا في سعادة الآخرين
  • العشم... حين يتحول إلى خيبة
  • إنما الإنسان أثر
  • يوم غصت بأضلعك 
  • ليلة واحده
  • الليل نايات
  • دافئ كفراشي
  •  الرقص في مصر الفرعونيه ..الجزء الثاني 
  •  الرقص في مصر الفرعونيه ..الجزء الاول 
  • بتمنى أرجع.
  • وهل رؤية الخيبة مجزية؟
  • فجأة أكون لها غريب..
  • ماعدتي تكلميني..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. كما يفعل الآخرون

على عرض الطريق المتعب ومن خلال حرقة الحقد والأرق الدائمين، ألقى الرجل بنظره من وراء زجاج نافذة الحافلة وقال باستنكار: 

ــ الجو فظيع.

 وكأنه يوجه الحديث إليها .

لم تأبه له ، بلا إرادة منها نظرت إلى ماسحات الزجاج الأمامية ، إنها لا تؤدي عملها على أحسن ما يرام 

لم يتبين معالم وجهها ، خطا خطوتين إلى الأمام، ليقابلها وقال في نفسه:

 ( هكذا يفعل الآخرون ).

كانت ضربات قلبه تضطرد ، وتتسابق ، وكاد أن يسمعها.

 ( لماذا هذه العادة السيئة ؟ كيف أفعل ؟)

احتار كيف يبدأ حديثه معها ، تأملها طويلا..

( أي نوع هي ؟ كيف ستستقبل كلامه ،هل يتجه إليها بلباقة ، أم يفعل كما يفعل الآخرون، يجب ألا أكون غبيا ،أنا حر في أن أقول ما أشاء ، لو صرخت في وجهي ، أقول لها بكل برودة "أنا لم أتحدث إليك بالذات ، إنني أكلم نفسي فماذا تريدين ؟ لكن أين الجرأة ؟ ولماذا الصمت؟ الحافلة تقترب من مكان النزول ـ مشكلتي أنني لا أعرف كيف ابدأ الحديث معها، يجب أن أعرف.

لن أضيع هذه الفرصة التي حلمت بها لمدة طويلة ،إنها تجلس أمامك ، تشجع ــ تكلم ــ كما يفعل الآخرون . 

مرة أخرى نظر إليها بإمعان: 

"إنها جميلة ، شعرها الذهبي ينسدل على كتفيها وخصلات منه تتموج على وجنتيها ، مداعبة إياها ــ وسحر عينيها ! سحر عينيها ، يبدو منطفئا)! 

 ـ لا شك أنها تفكر

 كانت فعلا غارقة في التفكير ، حلمت حلما غريبا أو يكاد ـ

 رأت نفسها واقفة على صخرة في مكان مجهول ، انشقت الصخرة شطرين ــ انغرست وسطها ، لم تستطع الحراك ، صرخت ، حاولت إزاحة شطري الصخرة بكل قواها ــ عاودت الكرة ،وكلما ازدادت قروح يديها ازدادت قوتها ، صبغت الصخرة بالدم ، لكنها لم تستطع الانفلات .

 قالها بصوت خافت ، غابت وراء جدران الدم، خرجت كلمة تسبح في فضاء مخنوق ميت .

ــــ آنســــة ؟

حركت الآنسة رجلها اليمنى ووضعتها إلى جانب اليسرى وهي تظن أنه أراد المرور .

هكذا حتى في هذا الوقت القريب البعيد الذي يقاس بالفراسخ، ومسافات انتشار النور، يظهر أن هذا الوجه ليس مدينة تحاصر، ليس جسدا ينزف دمه مرة واحدة. 

هكذا يتكلم معها ولا تفهمه ،ما زالت غائبة ، وتحركت يديها اليسرى لتستقر على يدها اليمنى ،

أصابع اليد اليسرى، خاتم الزواج، يا للخيبة الكبرى تحتل قلبه وعقله.

محطتان وتصل الحافلة .

يا للزمن البعيد ، ينصرف به إلى مدن وقرى تهدم فيها كل الأركان، وهو في القاع تعصف به الرياح وترشقه الأمطار الغزيرة بسيلها الجارف ، وجانبا الصخرة ينفتحان، يبتعدان عنها شيئا فشيئا ، وتتلوى ، تتضور، تحارب القدر وتدفع بيديها المعروقتين الصخرة بكل عنف ، وتستطيع أن تخرج نصفها الأعلى من المأزق ، ويداها مخضبتان بالدم وعيناها الحمراوتان وحلاوة صراعها الأبدي المرير ، الطويل ضد الصخرة ،كل ذلك يزرع في كيانها حب تغيير الطقوس الجامدة .

وصلت الحافلة بزفيرها المعتاد ودخانها الكثيف إلى المحطة ما قبل وصوله .

إنه خائف، وجل، ينظر إليها، يحملق فيها وكأنه بنظراته المتغطرسة يستطيع أن يثبتها في مكانها، يأمرها بالبقاء .

ولم تنزل ،

 تنفس الصعداء، والتنفس في الحافلة شيء صعب للغاية، رغم أنها متزوجة فإنها تهمه، أثارت إعجابه ، سيتعقبها وسيتحدث إليها .

لكن كيف وهي بعيدة عنه، قريبة منه، غارقة في التفكير ؟

ويبصق على حظه السيء، أول مرة يفعلها في حياته ، أول مرة يريد أن يتحدث إلى امرأة بهذا الإصرار.

صاح فيه الجابي : 

ــــ البصق ممنوع يا بشر!

لم تنتبه لا إلى الجابي ولا إليه، الأفواه ذات الأشكال الهندسية المتنوعة تلوك الضجيج، والحياة داخل الحافلة. 

غمامة رمادية مكفهرة، والعيون المتعبة تقذف ببقايا نار، شظايا نصفها منطفئ، وعيناها لا تقذفان بشيء، إنما هي منطلقة تسبح في فيافي شاسعة

سيتحدث إليها ، وبأية طريقة، ويخطو خطوتين إلى الوراء ، أية فكرة بشعة تجول في خياله ــ لا لن يفعل كما يفعل الآخرون ــ ويسترق النظر إليها ، لم تهتم لتحركه ( لماذا؟ لماذا تثير فيه هذه الرغبة في تحطيم اي شيء ؟.

يدوس قدمها متعمدا وبقوة ، هكذا يفعل الآخرون .

ستثور ، ستصرخ بوجهه :

 ـ" ألا ترى ؟" .

سيجيب بهدوء واحترام:

 ــ أرجو المعذرة سيدتي .

لا ،هذا ليس جوابا ، بل سيكون الجواب هكذا، بقسوة وعنف سيرد :" ــ إنها الحافلة، ألا ترين الاهتزازات ــ وإذا كنت غير راضية فما عليك إلا أن تشتري سيارة لنفسك" .

ستنظر إليه شزرا وهي غاضبة وتقول : "ـ لماذا لم تشتر أنت واحدة ؟ كلكم صنف واحد تدوسون الأقدام وتتهمون الحافلة ".

سينظر إليها مستعطفا وبصمت ، ريثما ينشغل الركاب بحديثهم ا للانهائي ويقول : 

ــ " على كل ـ أرجو ألا أكون قد سببت لك ألما ،ثم إذا أردت ، فاني استطيع مرافقتك " وسيكمل الحديث ، لن يترك لها الفرصة لكي تعترض، لكن ما بالها لم تثر؟

ينزل السؤال على رأسه كالمطرقة ، 

يستفيق من حديثه مع نفسه ، وينظر إليها مغتاظا ، مستغربا ــ إنها غائبة تماما ، لم تعره اي اهتمام رغم انه داس قدمها بكل قوته .

أدارت رأسها ناحيته ونظرت إليه نظرة بعيدة مغلفة بالصمت والسكون وكأنها لا تنظر إليه .

تسمر في مكانه، اجتاحه صمت غريب ــ وتذكر ، تحسس جيبه يبحث عن السكين مساعده في نقاط ضعفه ، أحس انه فقده وفقد معه قوته ، لعن موقفه لعن وجوده ، لعن يوم مجيئه إلى هذه الحياة .

ابتعد خطوتين , انزوى في ركن من الحافلة والصمت يغمره حتى العظم وجموع المترنحين داخل الحافلة تتقاذفه ولا يهتم، 

لم يدر كيف مرت الدقائق الأخيرة اللازمة لوصول الحافلة .

ووقفت الحافلة .

أحس أن قلبه يكاد يتوقف عن الخفقان .

 أخذت الحافلة تتقيأ حمولتها الثقيلة ، وكانت هي من ضمن الحمولة ، 

تأملها وهي تقف وتضع حزام حقيبة يدها على كتفها ، تتحرك بعناية وحذر ، لماذا تميل هكذا الى جانب واحد .

التفت حوله ، الناس ينزلون ركاما وبتثاقل ، حدق إليها باستهزاء وهي تتحرك، كل شيء يبدو متباطئا كحركة الخنفساء.

سقطت من على شفتيه قهقهة سخرية وهو ينظر الى ساقها ، انها عرجاء.! وجالت في ذهنه الفكرة ، " إنني أتعقب عرجاء ."

وانتصرت .

أزاحت نصفها الأسفل من بين شقي صخرة اللامبالاة، لكن حين صراعها بترت قدمها اليمنى، كيف ؟ لا تدري ، لكنها لم تهتم لأنها انتصرت على كل حال.

ونزلت من الحافلة وهي تجر قدمها،

بقي متأخرا حتى لا تظن الظنون، نظر إليها فأصابته رعشة خوف، تذكر السكين، وقفز من درج الحافلة، امتد بصره إلى رجلها، 

شعر بالحاجة الى الصراخ! 

"إنك عرجاء لا تستطيعين القفز".

داعبت ابتسامة استهزاء شفتيه، تجمدت فوقهما ، أبصر وسط استهزائه جسمه يرتجف من البرودة ، وصوت يصل إلى مسامعه، متقطعا ،خافتا ، لاهثا .. 

ـــ الجو فظيع! الجسر لا يمكن أن يصمد إزاء هذه الشدة من المطر .

شعر بالخوف، كما في كل مرة تحسس جيبه يتفقد السكين 

نظر بعيدا ظهرت له المرأة تسير وهي تجر قدمها. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1107
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب705
4الكاتبمدونة ياسر سلمي670
5الكاتبمدونة اشرف الكرم586
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 408

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب355784
2الكاتبمدونة نهلة حمودة211359
3الكاتبمدونة ياسر سلمي194158
4الكاتبمدونة زينب حمدي177592
5الكاتبمدونة اشرف الكرم141585
6الكاتبمدونة مني امين119611
7الكاتبمدونة سمير حماد 114939
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي106102
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين104828
10الكاتبمدونة مني العقدة100352

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

956 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع