قال مجنون ليلى : ولو أننى أستغفر الله كلما ذكرتك لم تكتب على ذنوب
ويقول الأصمعى : بينما كنت أسير فى البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشر العشاق خبروا إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتبت تحته البيت التالى:
يدارى هواه ثم يكتم سره ويصبر فى كل الأمور ويخضع
يقول ثم عدت فى اليوم التالى فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى وفى كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته البيت التالى:
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره فليس له شئ سوى الموت ينفع
يقول الأصمعى : فعدت فى اليوم الثالث , فوجدت شابا ملقى تحت ذلك الحجر ميتا ومكتوب تحته هذان البيتان:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا سلامى إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم وللعاشق المسكين ما يتجرع
ويقول مانع العتيبة:
فـــرض الحبيــب دلالـه وتمنــعا وأبــى بغير عذابنــا أن يقنـــعا
ما حيــلتى وأنــا المكبـــل بالهـــوى ناديته فأصر أن لا يسمعا
وعجبت من قلبــى يــــرق لظالم ويطيق رغم إبائه أن يخضعا
فأجاب قلبــى : لا تلمــنـى فالهوى قدر وليس بأمر نا أن يرفعا
والظلم فى شرع الحبيب عدالة مهما جفا كنت المحب المولعا


يقول نزار قبانى :

أقول أمام الناس :لست حبيبتى وأعرف فى الأعماق كم كنت كاذبا
وأزعم أن لاشئ يجمع بيننا لأبعد عن نفسى وعنك المتاعبا
وأنفى إشاعات الهوى وهى حلوة وأجعل تاريخى الجميل خرائبا
وأعلن فى شكل غبى براءتى وأذبح شهواتى وأصبح راهبا
وأقتل عطرى عامدا متعمدا وأخرج من جنات عينيك هاربا
أقوم بدور مضحك يا حبيبتى وأرجع من تمثيل دورى خائبا
فلا الليل يخفى لو أراد نجومه ولا البحر يخفى لو أراد المركبا


وأبدع إذ قال أيضا:

لى فى محبتـــكم شهــــود أربــــع وشهــــود كل قضيـــة إثنــــان
خفقان قلبى واضطراب جوانحى ونحول جسمى وانعقاد لسانى

وزاد فى الجمال والحسن أشعاره:
منذ أحببتك الشموس استدارت والسماوات صرن أنقى وأرحب
منذ أحببـتــك البحــار جميعــا أصبحت من ميــاه عينــيك تشــرب
حبــــك البربـــرى أكبـــر منــى فلمــاذا علــى ذراعيـــك أصلــب
خطــأى أننــى تصورت نفــسى ملـــكا يا صغيـــرتى ليس يغلب
وتصرفت مثل طفــل صغيــر يشتــهى أن يكــون أبعــد كوكــــب
سامحينـــى إذا تماديت فى الحلم وألبستك الحــرير المقـصب
أتمنى لو كنت بــؤبــؤ عيــنى أترانــى طلبـــت ما ليـس يطلــب
أنت أحلى خرافة فى حياتــى والذى يتبــع الخرافــات يتعـــــب
كل يوم يصير وجهك جـــزءا من حياتـــى ويصبــح العمر أخصب
قد تسربت فى مسامــات جلدى مثلما قطــرة النــدى تتسرب
إعتيــادى على غيابك صعب واعتيــادى على حضــورك أصعــب
كم أنــا كــم أنا أحبـــك حتــى إن نفســى من نفسها تتعــجب
يسكن الشعـــر فى حدائـــق عينيك فلولا عيناك لا شعر يكتب



ويقول جورج سانت : إذا ازداد حبنا ، تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب


وأقول من بعض أشعارى :
صهر الغرام فؤادى وأولع مهجتى
أشكو إليك غرامى وشدة لوعتى
إنى ظننت حبيبــى يحن لحـالتى
حتى وجدت حبيبى يلــذ لدمعتى

(أبو سهيلة)