(فى حديقة الأدب.... نرى عجب العجب...ويطيب لنا المقام.. فى.. بستان الكلام)
بهذه العبارة يبدأ البرنامج الإذاعي المصري الشهير : ( بستان الكلام )
ولمن لم يسمع به من قبل (فهو برنامج يذاع على الراديو..!!!........ في زمننا هذا... زمن الانترنت..!!!)
حقيقة تحفل الإذاعة ببرامج ثقافية ممتعة
بخلاف بستان الكلام..فهناك( ( قال الفيلسوف) ..(المفترض أنكم تعرفونه أو سمعتم عنه .؟؟))
....وهناك أيضا ...(كتاب عربي علم العالم) وهو برنامج رائع يتحدث عن علماء وكتاب عرب ربما لم نسمع عنهم من قبل علماء علموا العالم من قبل ....في زمن أصبحنا فيه لا نتعلم حتى من العالم..!!.
ونعود لبستاننا بستان الكلام...فلقد ميز الله هذه الأمة بالكلام فكانت معجزتهم القرآن.
القرآن الكريم المعجزة الوحيدة الباقية حتى نهاية الزمان .
ولقد حفل الأدب العربي قديما وحديثا بكلمات وأعمال من شعر ونثر هي من الروائع والتحف ........
ففى حديقة الأدب فعلا قد نرى عجب العجب .... حتى يطيب لنا المقام فلا نمل ..من فواكه بستان الكلام
واليوم اخترت لكم عملا اعتبره مميزا....على الأقل في فكرته
وهذا العمل ليس من إبداعات الماضي ....ولا الحاضر (لا تتعجبوا.؟؟) ...
بل من ما يمكن أن يقال عنه مجازا إبداعات المستقبل
أفكار الغد.............وسأقص عليكم هذا العمل بأسلوبي (لانى فعلا لا أتذكرة تفصيليا)
ولكم الحكم في النهاية :
..(طبعا انتو متوقعين حاجة جبارة....بين القصرين..قصر الشوق..أو حتى الإلياذة مثلا..)
خابت توقعاتكم
هى قصة كنت قرأتها فيما مضى(مش فاكر تقريبا كنت فى أولى ..ثانية ثانوي)
القصة هى قصة خيال علمي هي إحدى قصص مجموعة قصصية فى عدد من أعداد سلسلة (نوفا) للخيال العلمي
للدكتور/ رؤوف وصفى (غالبا العدد 16 او 17...مش فاكر اسمه)
القصة كان اسمها ( الكمبيوتر والحب ) نعم هذا اسمها (لذا اعتبرها من أدب المستقبل!!)
هل يمكن لكمبيوتر أن يحب؟
فى وقتنا هذا لا يمكن طبعا..............
وفى المستقبل؟
ولا حتى بعد ألف عام ..
الكمبيوتر مجرد آلة مهما طورها الإنسان وأصبحت ذات قدرة خارقة.. في أداء ملاين العمليات الحسابية والصناعية واى شيء آخر وبما لا يستطيعه جيش من البشر وفى وقت يقترب من الصفر
فهل من المتصور أنها يمكن وقتا ما أن تشعر... أن تعبرعن مشاعرها.... أن تكتب شعرا..!!!
هذا ما كان الكاتب يتحدث عنه في هذه القصة
فأحداث القصة (سأسردها باختصار وبأسلوبي ارجوا أن تلتمسوا لي العذر لانى لا اذكرها بالضبط)
تدور أحداث القصة في المستقبل وفى احد محطات الصواريخ المنتشرة في الصحراء (القصة هكذا.!!)
حيث يتحكم كمبيوتر عملاق في هذه المحطة تحكما كاملا (المؤشرات الحيوية والكيمائية ومعدلات الضغط والحرارة وأنظمة التحكم الالكترونية......وقل ما يحلو لك)
وفضلا عن هذا كله فهو كمبيوتر غير عادى(مستقبل بقى) يستطيع أن يحاور أذكى البشر ويجادل ...
(تقدروا تقولوا كده كأنه يفكر بعقل إنسان حقيقي ويتحدث لغته).
ومن يا ترى أيضا فى نفس المكان فلابد لاى قصة من بطل وبطلة
فكان المهندسان (مهندس وزميلته.!!!)....طاقم التشغيل أو الصيانة (لم يكن يهمنى يومها أن اعرف)
( مهندسا اتصالات اوحاسبات ..لا فرق).. (لا علاقة لهذا بى ..كنت في الثانوي)
المهم أنهما معا في نفس المكان (القصة كده.!!)
وبطبيعة الحال فالفتاة كانت بارعة الجمال(كعادة هذه القصص).........صرتم تعرفون الباقي.
اجل ..
هو يحبها ........
هو وحيد في هذا المكان...........
لا يجد من يبثه شوقه وأشجانه
ولا من يحكى له مشاعره التي تملأ وجدانه
إلا
هذا الجهاز المتحكم في المكان بالكامل
كان يتحدث معه كثيرا وقليلا.........
فى كل شيء ......يسمع له ويحاوره وأحيانا يأخذ برأيه..!!
ولم لا يحدثه في هذا
لما لا يشكو له همه....وعجزه.....
لقد كان رغم ذلك عاجزا أن يوصل مشاعره إليها رغم كونها جواره بالساعات...!!
قرر أن يتحدث معه ... مع جهازه ...يحكى له عله يساعده
لم يعرف الكمبيوتر مثل هذه الكلمات ...
لم تكن برنامجه في وقت من الأوقات....
كان يسأل كثيرا وهو من اعتاد الإجابات...
ظل المهندس أياما وساعات......
يشرح للحاسب ما يشعر به من آهات....
وأخيرا نعم أخيرا نطق الحاسوب........
.بعد أن خزن في ذاكرته عشرات الكلمات..
بل مئات الكلمات ......
حللها ..عالجها ..نقحها ...فهمها
وتوصل في النهاية لتلك النتيجة
:أنا أحبها ... نعم
الكمبيوتر أصبح يحبها هو أيضا..!!! .
صعق الشاب لسماعها منه بالذات
:أنت مجرد آلة ؟ كيف تحبها ؟
:أنا من يحبها....
ظل الحاسب يكررها ويكررها ...ملأت شاشاته آلاف المرات
هذه هي النتيجة
لقد ذوده بكل المعلومات .... بكل الكلمات .. وبما هو مبرمج علية.... توصل لهذه النتيجة.
أنه هو أيضا يحبها!!
أهي مجرد كلمات ...مجرد تحليلات.....مجرد استنتاجات.........
اهكذا أصبح الأمر ؟
أصيب الكمبيوتر المسكين بهذا الفيروس الخطير
الذي أصاب من البشر الكثير والكثير
ومن علته انشد شعرا ( نعم كمبيوتر ينشد شعرا......فكيف يكون شعرا تنتجه آله..)
الحب صقر فضي بمخالب مخملية
الحب صخرة نارية لها قلب وأوعية دموية
الحب عاصفة هوجاء لها دوامات حرارية
نعم هذا هو ما قاله ( ماورد فعلا في القصة...لم انسه قط)
وماذا كنتم تتوقعون من آلة غير هذا
مخالب صقر وأوعيه دموية ودوامات حرارية .........
أعراض الفيروس أصابت المسكين
فأصبح يهذى هذيان السقيم
فرح الشاب بالقصيدة الطويلة التي انشدها المسكين (كانت هذه أبيات منها)
ذهب لفتاته التي كانت تنتظر منه أقل الكلمات
فرحت بها فلم تكن تنتظر الكلمات بل ما وراء الكلمات
وهذا ما لم تفهمه الآلات
لم يمضى وقت كثير حتى كان الفتى للفتاه
أما الحاسوب الذي تاه
فلم يجد ما يفعله سوى الفناء
بعد أن عجزت كلماته أن تحقق ما تعود أن يتحقق
بمنطق التحليلات والحسابات
فلا مجال لخطأ ولا حتى احتمالات.
كانت مهمته الأولى التي يفشل فيها
لذا قرر لحياته أن ينهيها
تفاجأ الشاب بهذا الاضطراب
الذي أصاب المحطة والخراب
ولم يجد بين الحطام إلا أوراق
تحمل أشعارا تكفى سنين
احتفظ بها وحين يغلبه الحنين
في كل عيد زواج يقرأ لها ما كتبه المسكين
والذي به فرحت ولم تكن تحتاجه
بل تحتاج الإحساس الذي خلف الكلمات
وهذا ما لم تفهمه الآلات.
...................(تمت).
والآن مار أيكم .
أليست من أدب المستقبل ؟
(اعتراف أخير )
هذا القصة وكما قلت لكم من أعمال الدكتور رؤوف وصفى...القصة الأصلية التي لا اذكر منها إلا الخطوط العريضة والفكرة العامة......
(مع الاعتذار للدكتور وبعد إذنه.... ففي الحقيقة لقد أعدت الآن ولتوى فقط صياغة هذا العمل بأسلوبي وكما قلت لكم بداية ومن وحى اللحظة ..ربما أضفت أشياء لم تكن موجودة ..ربما حذفت...لا درى ..لم أتعمد هذا.......... ولكن فقط كانت تلك رؤيتي التي مازلت اذكرها .....بوجداني ...........وليس كمثل الآلات.
.......................وفي حديقة الأدب نرى عجب العجب..!!
أأأأأأأأأأسف أطلت عليكم كثيرا.
(لم اعرف فى الاقسام اضع هذا العمل المنقول فى فكرته واسمه والذى بقلمى اعدت كتايته
وفى النهاية قررت ان اعتبر نفسى مجازا كاتبه والخيار لكم....)
م/أحمد زيدان