هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. لا تجعلوه مجرما

 

يسير صاحبنا بين الناس بالخير والصلاح والتعامل الراقي، ويضغط على نفسه في كثيرٍ من الأحيان والمواقف -على غلظتها- ويتوقف عن أن يُعامل الآخرين بنفس أخطائهم تجاهه، لكنه فقط ينسحب ولا يبادلهم الإساءة بإساءة، ولا التعدي بتعدي مثله، ويكتفي بأن يظل صامتًا تجاه من يسيئون إليه ولا يتدنى في الخصومة.

 

يكتفي بأن يترك الساحة لمن أساؤا إليه يعيثون فيها إساءة، ويستمرئون انسحابه فيستمرون في التعدي والتدني، وهو لا يعبأ بهم ولا بأفعالهم، ويكتفي بأنه قد تركهم في صمتٍ وذهب، ويعتقد مليًا في أن ذلك التعامل يماثل الذهب.

 

نصحه المقربون بأن يُبادل المسيء من الكلماتِ لكمات، ومن التعدي بأكثر منه إساءات، ومن الظلم بأشد من الظلمِ ظلامًا وقسوة، لكنه يرفض ويتوقف عند كلماته بأنه ينسحب من ساحات التعامل المتدني ويتعالى عن الإسفاف والتراشق والخطأ، لأن التعامل بالمثل في الإساءات هو ترنح في عمق الهاوية التي لا يريد لنفسه أن ينجرف إلى جُرُفها أبدًا.

 

هنا، كان يجب على المجتمع الذي يمثله مجموعة الناس الذين من حول صاحبنا، أن يقوموا بواجب النصح والتوجيه الحَسَن لمن تعاملوا معه بإساءات، وكان عليهم منع الأذى عنه بشتى الطرق التي تصل إلى ردع المسيئين وردهم عما اقترفوه تجاهه، كي نصل إلى مجتمعٍ واعٍ تتوقف فيه عجلة التردي بالإساءة، عبر التوجيه المجتمعي والتعامل بشدة مع المتعدي. لكن الذي لاحظته، هو أن الجميع يتعامل مع صاحبنا بشيء من اللوم والتقريع، والحكم عليه بأنه غير متسامحٍ -في جلدٍ غير صريح- وبأنه ليس لديه مرونة في التعامل مع من أساء إليه، لمجرد أنه ينسحب ويغلق على نفسه أبواب التواصل مع من أساؤا إليه، وبدلًا من أن يلوم المجتمع نفسه على تقصيره تجاه من يُحسن التعامل مع الآخرين، ينبري ليجلده على أنه ينغلق على نفسه قاطعًا التواصل مع هؤلاء الذين تعدوا عليه.

 

وهناك من يتصيد لصاحبنا الذي يحاول الإحسان في التعامل والسلوكيات، ليلتقط له الخطأ على ندرة حدوثه منه، ليتكلم عنه بين الناس أن هلموا لتروا كيف وقع صاحبنا في الخطأ فيجلده ناقدًا له ومنتقدًا إياه. وهنا أيضًا، أجد صاحبنا يخاطب نفسه في حديثه مع نفسه، ليقول: إذا أرادوني مجرمًا دونما جرمٍ اقترفته فليكن، بل ولعلي في المرات التالية أكون كما يريدونني فيه، وقد يدفعونه بالفعل ليكون بأفعاله محققًا ما يتهمونه به قبل أن يكون.

 

علينا التريث في التعامل مع الخلوقين أصحاب التعامل الحسن معنا، وعلى مجتمعنا الوقوف بجانب هؤلاء وليس جلدهم وانتقادهم على أقل خطأ يحدث منهم، تحت مدعاة أنه خلوقٌ ولا يجب أن يصدر منه الخطأ، فالتعامل مع المحسنين يجب أن يكون تحت قاعدة البشرية وليس الملائكية، بمعنى أنهم بشرٌ يحسنون لنا لكنهم سيخطئون، وليس من الحكمة أن نتعامل معهم على أنهم ملائكة، حيث لا توجد على أرض حياتنا ملائكةٌ تسير.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

437 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع