الآيات الكونية والمسئولية
=======
توجد أنواع متعددة من الآيات في دنيانا، مما يجب علينا أن نتفهمها ونتفكر فيها ونستوعبها، لنستفيد بها في الحياة، تكون لنا نبراسًا وهديًا وطريقًا يصل بنا إلى إعمار الكون دونما ظلمٍ أو تعدي على الغير أو خسائر للنفس.
وهناك أنواع مختلفة من تلك الآيات، فمنها الآيات القرآنية في الدين الإسلامي الخاتم -وكان مثلها آياتٍ في الكتب السماوية السابقة- وهي آياتٍ للذكر والثواب وزياده الإيمانيات.
وهناك الآيات الكونية، ومنها الأحداث التي تحدث فيما حولنا بالكون، مثل الآيات التي في الفلك والأجرام السماوية وفي عموم الاكتشافات العلمية، ومن تلك الآيات الكونية أيضًا القوانين الكونيه التي أجراها الله في الأرض لتمثل إرادته فيه، مثل من زرع حصد ومن ذاكر نجح، فهي قوانين تجري على الناس باستمرار لا تتوقف، ولا تجامل أحدًا دون الآخر، وأيضًا لا تتبدل عبر السنين والأزمان، لذلك نسمع مقولة أن التاريخ يعيد نفسه، لأنها قوانين كونية تجري دون تبديل، فتنطبق على الناس في زمن من الأزمان، وتنطبق ذاتها على غيرهم إذا فعلوا نفس الفعل في زمن آخر.
تلك القوانين مثل، قانون الجذب وقانون المسئولية وقانون الترددات وقانون الدعاء إلى آخر تلك القوانين، التي علينا فيها مسئولية فهمها واستيعابها وتطبيقها يوميًا.
والنوع الأخير من تلك الآيات، هي الآيات التكوينية، وهي الآيات التي يجب على الإنسان أن يقرأها في أحداثٍ تحدث في زمنه، مما يمر به وبمن حوله، ويكون علينا استخلاص العبر والدروس منها، لتكوين معتقدات الإنسان وآرائه واختياراته كرسائل من الله إليه، ويكون مقدار نجاح الإنسان في استقبال وقراءة وفهم هذه الرسائل، بقدر ما لديه من فهم للقوانين الكونية التي ذكرناها،
لذا يكون على الإنسان مسئولية كبيرة في ضرورة تدارس القوانين الكونية، التي تفيده في شيئين اثنين، في تطبيقها للوصول إلى النجاحات في حياته دون مكابدةٍ أو تعب، وأيضًا في فهم واستيعابٍ صحيح للرسائل التي تكمن في الآيات التكوينية التي تجري عليه وعلى من حوله.