هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  • معارك المرء التي لا تنتهي
  • طريق مجهول
  • عزيزي الغائب
  • عكس عقارب الساعة - الفصل (4)
  • الهموم التي نسجتها الأيام
  • حب قيس لليلى
  • الشعور الذي يهز كيان قلوبنا
  • ملاذ القلب في عينيه
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. و للنقد صرخات نسمعها

لا يختلف أحدٌ معي في أن النقد هو أداةٌ مهمة ولازمة، بل وتكون واجبة أحيانًا في حياتنا العملية المهنية أو الاجتماعية، الأسرية منها والمجتمعية، ولا يختلف اثنان على أن جميعنا كمصريين نجيد استخراج الإخفاقات والمثالب التي تكون في الأداء أو في النتائج لمن هم حولنا، ونجيد بشكلٍ قاسٍ كل ألوان التقريع وتصويب طلقات النقد بشكل مطلق دونما أي ضوابط، ونُعِد ذلك لونًا من ألوان الحرية الشخصية في إطلاق الرأي.

والأمر هنا يشوبه الكثير من الخلط في مفهوم البعض نحو النقد وكيفيته وضوابطه وأصوله، بل وأهدافه وسبب أهميته.

 

وابتداءً فليس من الصواب أن أنتقدك وأنا لست على درايةٍ جيدة، وخلفية علمية أو خبراتية فيما تقوم به من أداءٍ ينضوي تحت نطاق عملك الذي أنت مسئول فيه عن النتائج, إذ أن النقد لابد له من أن يكون موضوعيًا -بمعنى أن يكون موضوعه صحيح- ولن يتأتى ذلك إلا إذا كان الناقد ذا معرفية قوية بما يقوم بنقده من أداء الآخر، كي يصح نقده موضوعيًا.

غير أن دافع النقد أيضًا لابد وأن يكون بدافعٍ صحيح, إذ لابد وأن يكون بهدف التأثير على المؤدي كي نصل به إلى تصحيح المسار فيما يؤديه, بإيمانٍ شديد بأن النقد هو الوسيلة الوحيدة التي تحسن الأداء وتطوره، وأن لا يكون بدوافع تصفية الحسابات أو نقد أداء من يختلف معي، فإذا ما كان معي متفقًا فلا يكون لنقد أدائه مكانًا.

ونجد محورًا شديد الأهمية يبرز، فبعد أن يكون النقد موضوعيًا ومن ذوي معرفية, وبعد أن يكون هدفه تطوير وترقية الأداء، يجب أن يكون النقد بصياغاتٍ ودودة ومحِبَة، وكيف لا يكون كذلك بعد أن اتفقنا على أن هدف النقد هو التطوير والتحسين وليس الجلد بالنقد،؟ ومن هنا ندخل في محور الكيفية، كيفية تقديم النقد للآخرين، وذلك بوجوب الاجتهاد في أن لا يكون نقدًا حادًا، وأن نمتنع في النقد عن توجيه الإساءة والتجريح والتعدي، وكذلك الكف عن الاتهام المرسل دون أحكامٍ باتة، وأيضًا الترفع في النقد عن السخرية والاستهزاء، حيث أن كل ذلك يجعل النقد منصة لإطلاق سهام الهجوم والمبارزة، مما يجعل صاحب الأداءِ مُعرِضًا عن تَقبُّل النقد أصلًا، فضلًا عن أن يستفيد منه.

وتظل إشكالية الإنحدار بالنقد إلى شخص المؤدي بعيدًا عن أدائه، من الإشكاليات المحزنة التي تنم على التربص واستعمال النقد بأسوأ ما يمكن، فمثلًا بدلًا من أن انتقد الأداء أذهب لأنتقد المؤدي, وبدلًا من أن أركز النقد على الكتابة أنصرف إلى الإساءةِ للكاتب، وبدلًا من أن أشير إلى الفعل ومشاكله أجدني في احتدادٍ مع الفاعل، في حين أن النقد هو تعاملٌ بالحوار وليس منصة قضاء كي أقوم بتجريم المؤدي بدلًا من انتقاد أدائه.

كل ذلك وغيره، يجعلني مشفقًا على النقد كأداةٍ مهمةٍ أفقدناها مضمونها، وحولناها إلى كرةٍ من لهب نلقيها في وجه من لا يروق لنا، ونصفي بها حساباتنا، وأستمع كثيرًا إلى "صرخات" النقد التي لا يسمعها كثيرون، حين يتبادله الناس بعضهم البعض، في إطارٍ من الخلط الجسيم، حين تسأله لماذا تسيء أو تتهم دون دليل أو تشخصن النقد بانتقاد المؤدي لا الأداء،؟ فيرد قائلًا: أنا أنتقده وهذه حرية رأيي،!! حينها اجلس وحيدًا لأواسي النقد في صرخاته، وأخبره بأن يومًا ما أنتظره ليأتي، أجد فيه النقد حينها مضيفًا ومفيدًا، حين يكف البعض عن استعماله كجلدٍ للآخر وليس نقدًا.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع