وضع محمود يده على كتف عارف وهو يقول : ماذا بك هيا تقدم ولا تخف ورويدا رويدا بدأت الرؤية تتضح ووجد أماه جسدا متكوما على الأرض مشدود الوثاق وهو يحاول في استماتة التحرر من قيوده , ولما اقترب أكثر وجده جسد فتاة جميلة ملقى على الأرض ولما شعرت بهم الفتاة رفعت عينيها ونظرت إليهم وما أن تقابلت عينيها بعيني محمود حتى ملأ عينيها حقد وكره لا مثيل لهما .قال عارف مبهوتا : من هذه ؟؟!!!محمود في ظفر مشوب بالشماتة : غادة عبدالقادر الجابري .عارف : من ؟؟!!!!!!!!!! .. ابنة عبدالقادر الجابري .. كيف .. ومن أين أ ...........قاطعه محمود : سأخبرك بكل شيءعندما صمم الجابري ألا يقرض والدي النقود إلا عندما يرهن له الأرض كلها , وعندها شعرت أنه يريد الأرض وأنه عقد نيته على ذلك ولن يرضى لها بديل .. ولذلك توقعت أن يستخدم هذا القذر أي حيلة قذرة مثله ليصل إلى ما يريد .. يومها خرجت أبحث عن حل لهذه المصيدة , فلم يكن من الممكن أن أضحي بأمي ولا بالأرض .. سرت وأنا أفكر .. وكأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرشدني للحل .. فقد رأيت طفلين يتعاركوا وأحدهم يقول للأخر سأجعلك تركع أمامي والثاني يرد عليه في استخفاف : أرني شطارتك .. فقفز الأول ثم أمسك بذراع الولد ولواه في حركة مباغتة وضغط عليه بشدة جعل الثاني يصرخ ألما وكلما ازداد الضغط زاد صراخه حتى هوى راكعا على قدميه .. عندها اكتشفت الحل ... وقررت أن أبحث للجابري على نقطة ضعف أضغط عليه بها إذا لزم الأمر .....وظللت أبحث عن تلك النقطة التي أنفذ من خلالها وأضعط عليه حتى علمت أن له ابنة في كلية الطب ولذلك قررت أن أكتسبها لصالحي وتكون بمثابة خط دفاع عندما ينوي الغدر .. صحيح لم أكن لأتخيل أن قذارته ستبلغ الحد الذي يقتل معها والدي ولكن هكذا هداني تفكيري وقررت أن أرمي بشباكي حولها .. وبالفعل .. ألقيت في طريقها بعض البلطجية المأجورين وافتعلوا أنهم كانوا يبغون سرقتها واغتصابها وجئت أنا في اللحظة المتفق عليها معهم وأنقذتها وظهرت أمامها الفارس الهمام المنقذ .. وكان من السهل بعد ذلك أن تقع هي في غرام ذلك المنقذ .. بدرت منه التفاتة إلى غادة المشدودة الوثاق والتقت عيناهما ولكن عيناها في هذه المرة تحمل حبا وغراما كسابقهما , ولكن كان يحملان كرها وألما لا حصر لهما لكنه لم يكترث أو هكذا بدا لهما ... وأكمل قائلا : ولقد أخبرتها أنني من بلد مجاورة لهما وبالطبع صدقتني فنحن عند هؤلاء القوم نكرة ليس لنا وجود .. وفي الأسبوع الماضي عندما ذهبت للقاهرة أحضرتها معي لنبدأ خطة الهجوم وفي الطريق وعندما وصلنا البلدة أوهمتها أنني سأنزل معها لأوصلها لمنزلها قبل أن أعود لبلدتي وأهمتها أن هناك طريق مختصرة وأتيت بها لهذا المكان .. ثم امتلاءت عيناه بمقت رهيب وهو يقول : وأقسم بالله إن لم يعيد لي أرضي سأمزقها إربا أمام عينيه .....عارف : يا الله .. ما هذه اللفة الكبيرة .. وكيف هدك تفكيرك لكي تخطط كل هذا .. ثم ما ذنبها هي في ذلك كله ؟؟!!!محمود : وما ذنبي أنا وما ذنب والدي .. ذنبها أنها ابنة الجابري القاتل الظالم ...... المهم الآن .. سنحتجزها هنا ولنبدأ جولتنا القادمة معه ..عارف : وما هي ؟؟محمود : سنتواجد في البلدة ونرى الجابري وهو يتمزق ألما على ابنته .. ثم نأتي بمن يتصل به ونطلب فدية كبيرة تعادل أضعاف الأرض .. لقد أقسمت أن أسترد أرضي وما يزيد عليها لأقضي عليه تماما ...عارف غير مقتنع : أتمنى أن تسير الأمور كما تريد ولو أنني أراك قد فتحت النار وأتمنى ألا تأكلك أنت أولا .محمود : لا تخشى شيئا .. المهم ؟أن أمي بأمان وهذه كانت هي نقطة ضعفي الوحيدة .. المهم عدأنت .عارف : وأنت ؟؟؟محمود : سأظل معها .. حتى أراقبها ولا تهرب .عارف : كيف تهرب وهي مشدودة الوثاق بهذا الشكل .محمود : الإحتياط واجب .عارف : حسنا سأذهب .انصرف عارف وعاد محمود لداخل الطاحونة دخل إلى حيث ترقد ونظر إليها نظرة عجيبة لم تفهمها هي إلا أنها باغتته قائلة : أنت تفعل كل هذا .. لا أصدق أنك أنك إنسان مخادع إلى هذا الحد .. إنني أمقتك كما لم أمقت أحد طوال حياتي ..صرخ غاضبا وهو لايدري لما أغضبته وجرحته تلك الكلمة وقال : وأنا أمقتك أنت وأبيكي .. تقولين أنني مخادع فما يكون والدك .. ملاك .غادة : لا شأن لك بأبي .. من قال لك أنني أصدقك .. كيف أصدق إنسان مخادع وحقود مثلك .استمر في صراخه : اصمتي والا مزقتك إربا .. وهمّ أن يصفعها لولا أن تمالك نفسه في آخر لحظة وقال : سأدعك تموتين جوعا وعطشا جراء سلاطة لسانك تلك .جاوبته بنظرة تحمل كره الدنيا ثم أشاحت بوجهها بعيدا .تركها وانصرف لخارج الطاحونة وهو لايدري ما هذا العذاب الذي يعتصر قلبه .. لم يكن سعيدا .. لم يكن سعيدا على الإطلاق
وإلى اللقاء