آخر الموثقات

  • شبح عبدالله بن المبارك تعري أشباح النفوس
  • دعوة الرجل الطيب
  • بين غيم السماء وضجيج الأرض
  • العام 2050
  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة زينات مطاوع
  5. من فصل: عودة الزمن الراحل ، من كتاب: سديم الأحلام ، الزائر الغامض

    في رحلتي إلى أرض الأحزان مع الكاتب الأستاذ (عبد الوهاب مطاوع)، انتزعتْ قلبي من مكانه رسالةٌ أرسلتها نفْسٌ طيبة ترجو من الأستاذ أن يمُن على صاحبة القصة بتكاليف رحلة إلى بيت الله الحرام جبرًا لها عما لاقته هي وابنتها من زوجها المعجون بالعقوق، فأردت أن أسردها بقلبي لِما تركته فيني من أثر: 

   فتاة في عمر الورد، جرفتها أمواج السعادة بعيدًا وألقت بقلبها على شاطئ الأماني، اخترقتها عيون الفرح كالنجم الثاقب في ليل سماء غامضة، فلا سنا ضوئه ينتهي، ولا هي من نشوتها تفيق، تسرح نظراتها في روح خطيبها وتثرثر إليه بآلاف الوعود والأمنيات عن يوم زفافهما الذي تتألق فيه بفستانها الأبيض المزيَّن بالدلال والمطرَّز بالرِّقة، يخطفها من سماوات أحلامها ذاك الزائر الغامض، ثقيل الظل، فيضرب عافيتها بضراوة، وينتهك بقاياها، حتى أصبحت كالهيكل العظمي بعدما أكل المرض روحها، وتفشَّى الوجع بكل ذرة في جسدها، وصار الفرح ماضيًا يستجدي النسيان، فقد كانت تعاني من تضخم القلب والرئة وارتشاح في الرئة والساق والكلى، وبصبرٍ ينوء بحمْله أعتى الرجال تحملت تحذيرات الأطباء لها من أنها لا تستطيع أن تتزوج، ولو تزوجت فلن تستطيع الإنجاب. 

  قطع المرض مسافة لا بأس بها في تخوم عمرها، وغرقت هي في متاهاته، وتعثَّرت في لُججِه، تصفعها سماء أبيها المعتمة الخالية من الفرج بأمطارها السوداء، كلما عانقت عيناها بصيص أمل، حاد بها جحود أبيها عن وجهتها وأرداها إلى هاوية الضياع، وكأنها صارت مجبرة على دفع ثمن التقاط أنفاسها بقطع من روحها تنفقها مع كل آهة ألم يهتز لها جسدها من عقوق أبيها لها واجتماعه مع المرض عليها، فلم تهتز له شعرة لمرضها ومعانتها، لم يزُرها في المشفى مرة واحدة، وكلما استجدته أمها أن يذهب لرؤيتها ليجبر قلبها أمام خطيبها الذي لم يفارقها لحظة، يتجاهل طلبها بفظاظة شديدة، ثم يسحب نفَسًا من غليونه وينهرها قائلًا:

- إنها تدَّعي المرض ولا وقت لدي لمثل هذا الدلع! 

   تلملم ماء وجهها الذي أراقه أمام الغرباء، وتأخذ كسرها وندبة قلبها إلى ركن منزوٍ لتجبره بين يدي الله، وكلما اشتد بابنتها المرض أسرع إليها الجيران وتعاونوا على حملها من الدور السادس إلى الدور الأرضي لكي تذهب للمشفى وأبوها في شرفته غائب عن الإنسانية، يدخِّن السجائر ويقرأ الجرائد في هدوء ولا مبالاة، وكلما رجته زوجته أن ينقل ابنته إلى المشفى بسيارته الأجرة التي يملكها، هز رأسه بالرفض، بينما خطيبها يأتي مهرولًا كعادته إلى المشفى يقف بجوارها إلى أن يخفف الله عنها بعض آلامها، فقد كانت تحتاج إلى ست أنابيب للأكسجين يوميًا لكي يمكنها البقاء على قيد الحياة.

   كان خطيبها هو لطف الله لها الذي عاشت تتوكأ على وجوده، والسند الذي تنصَّل منه أبوها، والجبر الذي أعاناها على ابتلائها، كان ينفق على علاجها ويشتري لها أنابيب الأكسجين، بجانب ما تنفقه هي نفسها من مرتبها البسيط، أما أبوها فلم يدفع ثمن أنبوبة واحدة، لكنه كان فقط يعمل على زيادة مساحة الهم والعناء والقسوة في حياتها، رجل لعنتْه الرجولة، وسقط عرش كرامته.

   تكسرنا الحياة بشتى الطرق، وتفعل فينا الأفاعيل، لكننا ننهض بوجود السند ودعمه لنا حتى وإن كان ميتًا، ننهض بأثره الطيب وإرثه الذي أورثنا إياه من نُبل وبِر وسيرة طيبة ترافقنا، لكن أي قوْمة وأي نهوض سيكون في معية أبٍ كهذا؟! لكنها رغم كل هذا عاشت راضية صابرة مؤمنة، الصلاة حياتها، والقرآن زادها، والدعاء عصاهُ التي تقصم بها ظهر مرضها.

  في أسوأ فتراتها زارها أبوها، فرجته أن يبقى إلى جوارها قليلًا حتى ينفذ سهم الموت:

- كن معي لحظات، إني أموت.

فيجيبها ببرود وجحود قائلًا:

- من يموت بالفعل، لا يعرف أنه سيموت، ولا يقول إنه يحتضر. 

ثم انصرف عنها بلا وداع. 

   تنفَّس الفجر وأمها تتوسل إليه وترجوه أن يعيد ابنته إلى بيتها لكي تحتضر في سلام، فرفض النزول من البيت والاستجابة لرجائها، ولم يمضِ وقت طويل حتى صعدت روح الفتاة إلى السماء، وكان آخر ما طلبته من أمها هو أن تتصدق بمرتبها عن الشهر الأخير من حياتها القصيرة، وبما تبرَّع لها به الجيران للإسهام في علاجها على الفقراء. 

وآخر ما قالته لأمها:

- لن أسامحه أبدًا على فِعله معي، ولا على عدم تحمُّله نفقات علاجي وترْكي للغريب (خطيبها) لكي يتحمَّل العلاج دونه، ولن أسامحه أبدًا على رفضه البقاء بجواري في ساعاتي الأخيرة، كنت أتمنى أن يرصِّع جبيني بتاج الزفاف، وتتهادى خطواتي في ثوبه الأبيض، وأسعد مع من أحب، لكنها إرادة الله وحكمته. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334277
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190500
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181797
4الكاتبمدونة زينب حمدي169890
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131113
6الكاتبمدونة مني امين116838
7الكاتبمدونة سمير حماد 107983
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98116
9الكاتبمدونة مني العقدة95191
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين92035

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
2الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
3الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
4الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
5الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
6الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
7الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
8الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
9الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
10الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15

المتواجدون حالياً

401 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع