لماذا تعتزلين الناس فجأة؟!
ـ لا.. لا
لن أعتزل الناس بل آثرت رفعة ذاتي وفطرتي الأبية التي جبلت عليها وفطرني عليها ربي، واخترتني أنا، وإن لفظتني الدنيا سأمضي بعز الجياد، ولن أنهزم ورب الكون معي.
خُلِقنا في الحياة لنسعى فوق جبال الصبر بين صيِّب الابتلاء وديمات الجبر، مرتكزين ومستندين على وتد اليقين، فاردين أضلعنا للحياة بلهفة وحب، فكيف للعزلة أو الغربة أن تقتلنا أو تُهشمنا ورب السماء لا تأخذه سِنة عنّا، وبعين لطفه يرقبنا؟!
#الونس
في لقاءٍ بين يدي الله في سجدة، في كل نداءٍ منه إلينا، حين نعي أننا على موعد معه -سبحانه- كل أذان، فتخر له السموات والأرض سجدا.
في إغاثة ملهوف، وإعانة مكروب لا تعرف عنه شيئًا سوى أن الله أراد لك فرجًا فساقه إليك لتكرمه لأجله فيكرمك الله بإكرامك له، ويُفَرِّج عنك همومًا قد لا تعلم مداها.
في آناء الليل حين تتفقد قلوبنا الآي فنهرع إلى ترتليه شكرًا وحبًا، وفي أطراف النهار حين يسكب النور سناه في صدورنا فنهرول لنزيدها نورًا على نور ونقبِّل بعيوننا الآيات.
في كل خير نغرسه في الغير وإن كان في أرض بور، سينطبع أثره في قلوبنا رضا وسكينة ونورا.
كل ما في الأمر أني انتصرت على الأنا، واعتزلت الزحام الذي يربكني ولا أطيقه، واستعدت نفسي الغافية في تيه الوجوه، واستيقظت ..