ساحرةٌ أنتِ كآخر قطرة عشق تضوعت من أريج المطر، وصافيةٌ كجورية نبتت من زلال الحسن؛ فعانق الصباح طلتها بلآلئ الندى، ورصع محياها بإكليل الحياء، متفردةٌ كضوء الفجر ورائحته، عنيدةٌ كالغيم حين يصب جام غضبه على الأرض، متمردةٌ كالحنين حين يشتد، قاسيةٌ كالحزن ولفحات البرد وهدير الموج حين يضطرب لعناق الشواطئ، لطيفةٌ كريح الصبا حين تداعب ليلات نيسان. طاغيةٌ في الجلال عينيكِ، فحين يسكنها الصمت، تثرثر بملايين الأضواء ومعازف الشوق؛ فتغسل الشوارع والأرصفة بترانيم الحب وأنغام الوفاء، وتحيي خواءها بالونس والدفء، وتفرشها بالهدوء والغموض والأمان. تشبهين الحياة حين تكتمل نواقصها بمذاق السعي والكد المحبب للروح، وآلامه المشتهاه!!
تشبهين الدنيا حين تزدان في عيني بذكر الله، وظمأ الهواجر والعلم وما والاه!
ولا زال طيفكِ يلوح لي، يعانقني من بين طيات الموج، ورذاذ البحر المنعش، وعبق المقاهي، وطلاسم الهوى المحفورة في كتب الشوق وروائحها الساحرة،
وأحاديث النجوى الموشومة على وجنات السماء وعزف المطر، وزخم القاهرة؛ فهلا أتيتِ؛ لأملأ عيني من نقاء الزمن البريئ القاطِن في دفا عينيك، وأنعم بعودة الروح للأنس في راحتيك، بعد طول غربة قطعها الزمن المهاجر في دمي. دعيني أسترد رضاب بوحي، وثرثرة قلمي، وأدلجة فكري، وقصصي الحائرة، وبسمتي التي رحلت معكِ، دعيني ألقاكِ هدايةً لحرفي، وبداية حلمي وآخره، ولكن كيف ألقاكِ وأنتِ رغم كل هذا البعد تسكنيني، وتسري بكياني، وتملأي كل فراغات روحي.. خبريني؟!
#زينات_مطاوع