إن عوداً واحداً من الثقاب, قد يحرق مدينة كاملة, وإن حاكما مهووسا, قد يشعل الحرائق في عالم بأسره, وإني أتساءل هل تُجرى إختبارات, لكل من يتقدم لقيادة الأمم والشعوب, تعمل على النظر إلى تكوينه, وقدراته على المرانة والتعلم, ما يملكه من أدوات, في فنون السياسة, أن يكون على علم, بأن كل قرار سياسي يحتاج إلى نفوس هادئة, وأمزجة معتدلة, أنه توجد علوم مقررة, وبرامج لتخريج ساسة محنكين, تعتمد عليهم في قيادة الأمة.
وتشترط أن يكون خاليا من الأعراض النفسية, التي قد تجلب الوباء السياسي والإقتصادي, من خلال قرارته, أو على الأقل أن يكون على رأي صائب في الأحداث التى تلم بالعالم, وخاصة إذا كانت هذه الدولة لها تأثير كبير في مجريات أحداث العالم وتاريخه, إن ترامب لا شك يعاني من مشكلة نفسية, تجعله يصدر أحكاما وقوانين عشوائية, لا تصدر عن دراسة, ولا تراعي ما تثيره من زوابع وخلافات تدفع في نهاية الأمر لخسارة, يجنيها الجميع, بسبب سياسته, إن هناك خلل ما في شخصية هذا الرجل, فيجب أن يخضعوه إلى دراسة نفسية, أن يكون تحت إشراف طبي نفسي, ليعرفوا مصدر هذا الخلل, لا بد أن يكون تعرض في فترة من فترات حياته, إلى حدث ما, أثر على إتزانه النفسي, مما جعله يصدر قرارت تعسفية بلا سبب, وبعيدة كل البعد عن ميدان السياسة الدولية, فهل تساس الدول بمرضى نفسيين, إنه يمارس سياسة الدعارة في مجابهة الأحداث, فلو أن ترامب أدار شبكة دعارة, فمن المؤكد أن ينجح في تكوين ثروات ضخمة, فهل يفلح في إدارة شبكة دعارة سياسة, تنجح في تكوين تلك الثروات, التي يريد أن يجمعها من شعوب العالم, لا شك أن الرجل وصولي, لا يعنيه إلا مصلحته, حتى لو جاءت على حساب الأخرين وإفقارهم, بل ودهسهم, تاجر غبي في جباية الأموال قسرا وقهرا, ملوحا بيديه, مهددا بقوته الواهية, يستفز مشاعر الناس والشعوب, ويسرف في التلويح والتهديد والوعيد, له قدرة عظيمة في إحتقان النفوس عند سماعه, وخطاباته عقيمة, تخبرك عن شخص أرعن, وهو وصولي غبي أيضا, يعلن عن غبائه بقرارته المستفزة, والمثيرة للنفور, ولا يسلك طريق السياسة, في الحصول على ما يريده, ولو بالكذب والادعاء,كم يفعل أغلب الساسة, تجنبا للصدام, فلا تحكمه أخلاق, ولا تعنيه مباديء, في طريقه لتحقيق مآربة وأطماعه, هل أفلست أمريكا من النخب, التي تعتمد عليها في مواجهة الأزمات, بل هي التي تختلق الأزمات, وتلقي بها في طريقها من خلال رئيس غير متزن, لتتسع الهوة بينها وبين شعوب الأرض.