فحين تشعر بأنها أوقعتني, بل أمتلكتني, ففي اللحظة التي تليها تجدني أتفلت منها, وأن ما كانت تقبض عليه, منذ قليل إنما هو سراب خدعها أظن أن المكاشفة, هي الحل الوحيد لنهاية المطاف وأنها سوف تلين في يوم ما, لما أريد منها, إنها تراها عارية تماما, نفسها وروحها ولا تخفي, أي شيء مما يكمن فيها حتى الخطرات التافة, هي الأن تفتقدني, إذا ما غبت عنها, ولكنها تحاول أن تتلها عن ذلك وإن لم تميل لما أحب, فلن يكون لقلبها في نهاية الأمر, مكان ولا شاطيء يرسي بها إلى عالم الراحة, كانت الأيام تمضي والساعات تمر بين ثقل ويسر, وقد أمتدت الحيرة, فالعواصف التي تهب في نفسي وتقتلعها من منبتها جديرة بقتلي, وإنهاء حياتي ضيقا وكمدا, ولكن فيها شيء من المتعة, إذا الركود قاتل, ولعل هذا الذي يؤلمني ويقلق مضجعي هو سبب متعتي ونشوتي, ماذا لو أعطيته ما يريد كل ما يريد أن أرفع ثياب الحياة ساعة, وأن أتكشف له وأنهي الأمر, فكما سيلقي بحمله سألقي أنا الأخرى, فأبدا على أثرها من جديد, وعند إذن تسكن روحي المضطربة إلى مثواها الأخير, أنطلقت بنا الحياة كما أنطلقت بأعداد لا حصر لها, وكتمت أجيال كاملة ومن المؤكد أنه قد صرح أخرين وعاشوا وماتوا ورحلوا عن عالمنا بغير رجعة, أنفطر القلب كما أنفطرت الحياة, وبات الحزن صناعة يومية للحياة, والكون المحية فماذا بعد أن تنتهي اللعبة, غير الفناء لنا جميعا ففي مساء قريب سوف أنتهي, كل شيء واضع حدا لما أنا عليه, ولا مفر من العودة وإلا الهلاك, سيكون نصيبي من الحياة, الهلاك المشوب بعار ووضاعة, وسوف تلتقي الأجسام على فراش الخطيئة, وتلتقي الروح لتموت هي الأخرى, ليسودها الجسد الفاني طالما عجزت عن قيادتها الروح, إذا فلا مكان لها في عالم التراب الذاهب الذائب, الراحل بلا عودة.