ملعونةُ أنتِ فى كل كتاب، فى كل شريعة، من تراب الأرض ملعونة، من أحجار الطريق، ملعونة فى كل زاوية من زوايا جسدك الغارق فى براثن الخطيئة .
أعلمُ أنى لن أنالَ منكم سوى الرجم، رجم بالحجارة، ورجم بالكلمات، وبالصرخات فى وجهي، من أمامي، ومن خلفي، وعن شمالي، وعن يميني، سترجمونى بأيديكم وأرجلكم، بأحجاركم وألسنتكم، بعيونكم، بلمزكم وهمزكم، سترجمونى بكل ما أُتيتم من قوة وضعف، سترجمونى فى يقظتكم، ومنامكم وحتى أحلامكم، لكنى أخبركم، أن أحجاركم ستُرد عليكم، ستُرد على أعقابِكم، سترد فى وجوهكم، لن أكون هدفاً لأحجاركم وحدي، فلست وحدى استحق الرجم، فلست وحدى المذنبة، أنكم جميعاً مذنبون، أنكم جميعاً خُطَاة، فأنا صنِيعت أيديكم الآثمة، هى التى جعلت منى شيطاناً، يلتهم قلوبَكم وأكبادكم، أنتم الذين غرستُم فى قلبى جمرات، أشعلت الحرائق فى أرواحكم الميتة، أوتلومونى على صناعة أيديكم، وعقولكم التى طغت، وقلوبكم الجوفاء، أرفعوا عن وجوهِكم تلك الأقنعة الزائفة، دعونى أراكم وجهاً لوجه، وقلباً لقلب، ونفساً لنفس، وضميراً لضمير، دعونى أراكم عرايا كما ولدتكُم أهوائكم، دعونى أنظر إلى طواياكم التى تفوح منها رائحة الخطيئة، لست وحدى من تستحق الرجم، كلكم زُنَاة، كلكم يستحق الرجم، قِفوا هُنا بجواري، مطأطائى الرؤوس، غرقى فى أثمالكم البالية.
إن عظامى لتلعنكم جميعاً، وقد جعلتمونى كالبيت الخرب، وجعلتم من قلبى وروحى أطلالا بالية، وأرضاً لا تثمر، إلا الشر والضغينة، أنى لأمقتكم جميعاً، وألعنكم فى سري، وأدعوا عليكم بالبوار، بعد أن ضاعت نفسى فى بداية الطريق، وضلت عني، فانغمست فى الرذيلة، التى أراها حية أمامي، تكبر يوما بعد يوم.