نحن نضيع من أيدينا كل فرص الحب والرضا والجمال والعمر قصير .. ونبتكر لليأس والقبح والبغضاء ألف سبب وسبب وكأن الدنيا خلت من سلامها ورونقها. 

زمان كان المصريون معروفين بخفة ظلهم وابتسامتهم الدائمة وضحكاتهم التي تلازمهم دائما وعلى استحياء حتى في المآتم ... وكانوا معروفين بنكاتهم التي تلخص عمرهم - حلوا أو مرا - في عبارة.. وكانوا دائما ( بالفطرة ) على صلة جيدة بخالقهم دونما حاجة لشيوخ الفتاوى اليومية ولا للمشتغلين بالدِّين في النوادي والزوايا ووسائل النقل والفضائيات.

 

فجأة... إشتد جدل شيطاني (مفتعل) حول المؤمن والكافر.. والحلال والحرام  والمسلم وغير المسلم.. والصورة والتمثال ..والشيعي والسني .. والحجاب والنقاب .. والطربوش والعمامة..والزبيبة والبوتكس..  وحول الجغرافيا المصرية الخضراء والتاريخ العربي الأسود.

 

 وأصبح الحوار المجتمعي فارغا من مضمونه الإنساني البسيط ومن طبعه السمح القديم ..ومع تزاحم الحوادث والفتاوى والقضايا بين فريق "الأشقياء" التنويريين  وبين حُرّاس العقيدة الجدد، أصبح الرأس حملا ثقيلا على جسد تائه الخُطى حائرا بين الرجوع إلى ماضٍ  سهل بسيط وبين الرضا بحاضر فارغ مرتبك.

أيها السادة أصحاب الفكرة الواحدة والحقيقة المطلقة، إتركوا البشر لخالقهم هو الأَوْلى بحسابهم أو هدايتهم وخاطبوا الناس بالحسنى فالغلظة تُولّد الحقد والجفوة والناس بها ما يكفيها من هموم الحياة ، فلا تضيفوا إليهم هموم قتالكم اليومي من أجل المال والشهرة. ربنا يهديكم أو ياخدكم أجمعين.