سؤالي هذا سؤال إستفساري نابع من الحيرة في ما أراه واتابعه من محاولات لشق الصف الوطني الذي لم يشهد مثيلا له من قبل .. هو سؤال موجه إلى جموع الناس بصرف النظر عن قناعة كل فرد بما يعتقد أو بما يرى ويسمع..
فمتى نفيق ونعرف حجم المحنة التي يعيشها شعبنا الآن وحجم المؤامرة الدولية على بلاده وأبعاد التحدي الذي يواجهه فلا ينصرف إلى غياهب الجدل العقيم حول الموروث والمنقول والمتجدد ؟
متى تعود لمصر سماحة شعبها واحترامه للقانون والدستور بعيدا عن اللغو وهوس السيطرة الفكرية لأي فريق مهما كانت حجته؟ وكيف ننصرف عما نراه أمام أعيننا واضحا كالشمس ونبحث في الظلام عن أي سبب نختلف عليه؟
متى نفيق ونفهم أن الحق البشري ليس مطلقا وليس ملكية شخصية لفرد أو جماعة وليس حكرا على شيوخ وفلاسفة الفضائيات الذين يتصورون أنفسهم أوصياء على الأمة؟
متى نهتم بترسيخ قواعد الدين السمح الصحيح بعيدا عن دعاوى القتل والتكفير وفتاوى الفتنة والحسبة والترويع بالنار لبعض المغاليين من مشايخ الفضائيات والزوايا فنخلق جيلا تائها خائفا جبانا أو تكفيريا إرهابيا جانحا أو ناكرا للدين والوطن؟
متى نمسح بأيدينا هذا الفصل الأسود من التاريخ الذي رسمت ملامحه أحداث الفتنة الكبرى والعادات الدخيلة علينا التي قسّمت الشعب إلى كتل يحركها كالدُّمى ويتلاعب بفكرها وعقيدتها ووجدانها ماسكو الخيوط من وراء ستار المصلحة ؟
متى نفرق بين الذين يصدقون القول (والفعل) وبين الذين يدَّعون كذبا الدفاع عن الأخلاقيات ولا نسمع دعاوى الإنتهازيين والمنافقين ومدعي البطولة والمتربصين بنا في الداخل والخارج حتى لا يكتبوا التاريخ ويحكونه نيابة عنا فيجعلوه أكثر سوادا..؟
متى نعود من دائرة هذا الجدل الغيبي المرعب لتعود لمصر خضرتها وخير أراضيها ونضارتها وأغانيها الصباحية الجميلة ومفرداتها اللغوية المؤدبة الفريدة ونكات ظرفائها التي ميزت شعبنا عمن سواه ؟
متي ترتدع مجموعات المصالح وناهبو حق الشعب والدولة من محدثي النعمة الذين يبالغون في استفزاز الكادحين باستعراض ثرواتهم الفضائية كل يوم ولايعنيهم إلا ما كسبوا وليذهب الشعب والدولة إلى الجحيم؟
نحن شعب كان ( بالفطرة) متدينا حكيما ومبدعا وكان خفيف الظل مهذبا محبا للحياة سمحا وذا نخوة ومروءة ... لم يعلمه أحد ولم يرشده إلى دينه ودنياه أوصياء اليوم وكل من هب ودب من كهنة المعابد والزوايا ؟
خلاصة القول أن الخلاف بين المحدثين والشيوخ بدعة جديدة يسعى فيها كل فريق إلي تثبيت أقدامه على أرضه المكتسبة بكل ما فيها من نعم وسلطة وغنائم.
فمتى نفيق...... ونفهم ؟