سؤالي لكل المتشدقين بحقوق الإنسان في الغرب وهم يستعرضون في عيد الموتى بشهر نوفمبر عدد موتاهم في حروبهم وغزواتهم القديمة والحديثة ويترحمون عليهم بوصفهم أبطالا وليسوا غزاة وقتلة، لماذا لا تستدعون من التاريخ القريب سيرة السكان الأصليين الذين أبيدوا بدم بارد في القارات الجديدة وسيرة أكثر من مليون شهيد في الجزائر وعشرات الملايين في الهند وفيتنام وافغانستان والعراق وسورية وفي سائر أفريقيا وأمريكا اللاتينية ؟ كلهم ماتوا دفاعا عن حرية واستقلال بلادهم وحقهم المشروع في الحياة. ومثلهم الملايين الذين استجلبوا كعبيد من أفريقيا السوداء وأُلْقِيَ بالكثير منهم في عرض المحيط قبل الوصول ؟
إن كل من يتحدث عن حقوق الانسان الآن لابد أن يثبت أولا أن تاريخ بلاده خالٍ من جرائم الإبادة الجماعية والسطو المسلح على خيرات الشعوب وأن يعرف قيمة الحق الإنساني ومعنى الحرية بتعريفهما الواسع وأن يتبرأ من جرائم الماضي البغيض لبلاده ويعوض البلدان المستضعفة عن تخلفها وعن خسائرها في أبنائها وثرواتها المنهوبة .. عندئذ يكون لحديثه صدى مسموعا ومعنى.
وعلى الدول التي مازالت تعاني نتائج تخلفها بسبب استعمارها الطويل وفقدان ثرواتها التي نُهبت قسرا ألا تستسلم لابتزاز أي أفاق يعاود فرض كلمته عليها رافعا بيدٍ بندقية وباليد الأخرى شعار الحرية وحقوق الإنسان.
كلمة أخيرة للسادة نبلاء اليوم : أيها السادة النبلاء لايمكن الوصول لأهداف نبيلة بوسائل حقيرة.