في كل مرة أسافر خارج البلاد ترصد عيني نفس ملاحظات المرة السابقة فأنزعج بشدة لأنها أشياء بسيطة لكن البعض يصر على بقائها رغم أن علاجها بسيط.

مثلا :

١- في المطار، كان تخليص معاملات درجة رجال الأعمال ( ما اعرفش ليه اسمها عالميا رجال أعمال) يتم في نفس المكان .. الحقائب والجوازات.. الآن الحقائب في أول الصالة٣ والجوازات في آخرها ولابد أن تقطع المسافة بينهما دون سبب واضح. 

 

٢- الطريق من موقف الطائرة حتى مدرج الإقلاع به ملاحظات عشوائية كثيرة يمكن علاجها ببعض اللمسات الجمالية (وبلاش من فضلكم أصل طبيعة الأرض عندنا صحراوية) .. دبي صحراوية والعاصمة الإدارية صحراوية والعلمين الجديدة صحراويةأيضا. فيه أماكن بها أشغال من مدة يفصلها عن الركاب المنتظرين الزجاج فقط .. المفروض لو فيه أشغال في حرم المطار أن يستمر العمل فيها ليل نهار بلا أجازات حتى تنتهي.

 

٣- تأخر إقلاع الطائرة المتجهة إلى أثينا ٣٣ دقيقة دون معرفة السبب ودون أي أعتذار من الطيار أو طاقم الضيافة وهذا مناف للعرف الدولي واحترام الضيوف ..(إحنا بنستحمل لأن دي شركتنا الوطنية).

 

٤- أنا اتكلمت كتيرا في موضوع دعاء السفر .. وهو في نظري بدعة صحراوية عنصرية .. أولا لأنه غير مترجم لأي لغة أخرى.. وثانيا كأن المقصود به من الركاب هم الناطقون بالعربية دون سواهم، وثالثا ما الحكمة في الإصرار عليه إذا كان كل منا يدعو لنفسه بلغته الخاصة وطبقا لديانته؟

 

٤- المنظر من الطائرة يثير السؤال عن العبقري الذي نشر فكرة ألوان البيوت الصفراء الكالحة في بيئتنا الصحراوية لتبدو القاهرة من الطائرة كلوحة عشوائية باهتة الملامح ضائعة بين الدخان والغبار وصناديق كئيبة لا حياة فيها الا حركة السيارات. لا خضرة ولا ألوان وكأننا خاصمنا الجمال . ( في تونس مثلا قانون يلزم كل صاحب ملك بطلاء بيته دوريا باللون الأبيض فإن تأخر عن الموعد المحدد تأتي البلدية وتقوم بعملية الطلاء وتلزمه بدفع الفاتورة ومعها الغرامة). وبهذه المناسبة أنا لا أفهم سر الأفندي الذي يبني برجا بالملايين من خمسة عشر طابقا ويتركه من الخارج (طوب أحمر) بدون أي طلاء وطبعا لا أفهم سر الأفندي الآخر مسؤول البلدية الذي أجاز صلاحية هذا المبني وغيره. ( بعض الطرق المهمة يتكرر على جانبيها هذا المنظر العشوائي). 

نكتفي بهذا القدر من الملاحظات .. تلك مجرد رسائل لكل مسؤول مصري غيور على شكل بلده وسمعتها .. وهذا لا ينفي أن هناك إنجازا حقيقيا قامت به الدولة يجعلني في كل سفر أدعو لها ولمصر بالتقدم والرخاء.. فأنا أقطع الآن المسافة من بيتي الصحراوي إلى المطار في ساعة وربع تقريبا بدلا من ساعتين ونصف على الأقل في طرق أشهد أنها تضاهي في بنائها طرق أكثر البلدان تقدما.

وإلى اللقاء