بانكوك، سبتمبر 2009

 

لاحظت في أحد المقابلات الصالونية الرسمية أن أحدهم ينظر إلى حذائي من وقت لآخر بتركيز ويبتسم أو يكاد يكتم ضحكته .. حاولت أن أختلس نظرة إلى الحذاء لاعرف ما السبب فهالني (بروتوكوليا) ما اكتشفت.. لقد لبست فردتي الجورب (الشراب) بلونين مختلفين .. كنت على عجل في الصباح لحضور اللقاء بعد رحلة طيران ليلية طويلة لم أنل بعدها قسطا وافرا من الراحة وكان الضوء في غرفة الفندق خافتا ومجموعة الجوارب التي معي متقاربة الألوان بين الأسود والأزرق الداكن والرمادي. يادي الفضيحة .. لابد أن الآخرين لاحظوا مثل ذلك السيد لكنهم كتموا ضحكاتهم وداروا علامات دهشتهم .. حاولت أن أخرج من تلك المشكلة بميكانيزم دفاعي ومقارنة سخيفة لم أكن شخصيا مقتنعا بها فقلت في معرض حديثي عن الذين يتهمون وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بالتقصير والعجز ويصفونها بأوصاف صادمة في حالات الكوارث والحروب بأنهم لا يلتفتون كثيرا للأسباب القاهرة والظروف التي تحكم أداء تلك المنظمات وتغير من سلوكها..  تماما مثلما تتغير الموضة من وقت لآخر وتظهر أشكال وألوان جديدة لا تألفها العين ولا تتقبلها لكننا نمارسها بغض النظر عن قناعتنا بها كارتداء جوارب أو أحذية مختلفة الألوان، مثلما أفعل أنا الآن وأشرت إلى حذائي.. عندئذ نظر الجميع إلى حيث أشير .. وبالعكس أزاحت نظرتهم المتفحصة أو المستنكرة كل مشاعر القلق عندي وتحول إحساسي بالحرج الى حالة من التحدي الزائف والبطولة الكرتونية .. وقد تعلمت بعد ذلك أن تكون جواربي في السفر بلون واحد وأن أفحص كل ما أرتديه بعناية قبل أي لقاء.

 المعنى الرمزي من ذلك هو : عندما تواجه مشكلة ما مهما كان حجمها لا تتهرب منها فتضعف ولا تفقد بسببها ثباتك الإنفعالي فتمنح الأخرين الفرصة لتسجيل نقاط إنتصار عليك..  

 السيد بوتين يفعل ذلك دائما..

 فكل جواربه من البداية بلون واحد